
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُـجْ بـالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِيْنُ
فَعَسـَى تَعِـنَّ لنـا مَهَـاهُ العِيْـنُ
واسـتَقْبِلَنْ أَرَجَ النسـيمِ فَدَارُهُمْ
نَدِّيَّـــةُ الأرْجَـــاءِ لا دَارِيْـــنُ
واسـْلُكْ علـى آثـارِ يومِ رِهانِهِمْ
فهنــاك تُغْلَــقُ للقلـوب رُهُـوْنُ
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ سَامِيَةُ الذُرَى
والأَعْوَجِيَّـــاتُ الجِيَــادُ صــُفُوْنُ
والســَّمْهَرِيَّةُ كــالنُّهُوْدِ نَوَاهِـدُ
والمَشـْرَفِيَّةُ فـي الجُفُـونِ جُفُـوْنُ
أُفُـقٌ إذا مـا رُمْـتَ لَحْـظَ شَمُوْسِهِ
صــَدَّتْكَ للنَقْــعِ المُثـارِ دُجُـوْنُ
يَغْشـَاكَ مـن دُوْنِ الغَـزَالِ ضُبَارِمٌ
فيـه ومِـنْ قَبْـلِ الكِنَـاسِ عَرِيْـنُ
أَنَّـى أُرَاعُ لَهُـمْ وبيـن جَـوَانِحِي
شــَوْقٌ يُهَــوِّنُ خَطْبَهُــمْ فَيَهُــوْنُ
أَنَّــى يَهَـابُ ضـِرابَهُمْ وطِعَـانَهُمْ
صــَبٌّ بألحــاظِ العُيُــوْنِ طَعِيْـنُ
فكَأَنَّمَــا بِيْـضُ الصـِّفاحِ جَـدَاوِلُ
وكأنَّمــا ســُمْرُ الرِّمـاحِ غُصـُوْنُ
ذَرْنِـي أَسـِرْ بيـن الأسِنَّةِ والظُّبَى
فـالقلبُ فـي تلـك القِبابِ رَهِيْنُ
فَلَعَلَّــهُ يُــرْوِي صــَدَايَ بِلَمْحِـهِ
وَجْــهٌ بـه مـاءُ الجَمـالِ مَعِيْـنُ
وَلَعِـي بـذاتِ القُلْبِ أَفْقَدَ أَضْلُعِي
قَلْبَــاً عليـه مـا يَرِيْـمُ يَرِيْـنُ
تَلْهُـو وأَحْزَنُ مثل ما حَكَمَ الهَوَى
لا يَســْتَوِي المسـرورُ والمَحْـزُوْنُ
وتَــذَلُّلِي لـم يُجْـدِ غَيْـرَ تَـذَلُّلٍ
والحُســْنُ عِــزٌّ للحِســانِ مَكِيْـنُ
لا غَـرْوَ أنْ أَصـِلَ الغَـرَامَ بِمُعْرِضٍ
غَيْـرُ المُحِـبِّ بمـا يُـدَانُ يَـدِيْنُ
يـا رَبَّـةَ القُـرْطِ المُعِيْرِ خُفُوْقَهُ
قَلْبِــي أَمَــا لِحِرَاكِــهِ تَسـْكِيْنُ
تَوْرِيْــدُ خَــدِّكِ للصـِّبَابَةِ مَـوْرِدٌ
وَفُتُــوْرُ طَرْفِــكِ للنُّفُـوْس فُتُـوْنُ
فـإذا رَمَقْـتِ فَـوَحْيُ حُبِّـكِ مُنْـزَلٌ
وإذا نَطَقْـــتِ فـــإنَّهُ تَلْقِيــنُ
لـولاكِ مـا أَوْدَى الجَـوَى بِتَجَلُّدِي
وكَفَــاكِ أنَّـكِ لِـي مُنَـىً ومَنُـوْنُ
أنـتِ الهَـوَى لكـنَّ سُلْوَانَ الهَوَى
قَصـْرُ ابـنِ مَعْـنٍ والحـديثُ شُجُوْنُ
فالحُسـْنُ أَجْمَـعُ مـا يُرِيْكَ عِيَانُهُ
لا مــا أَرَتْــهُ ســَوَالِفٌ وعُيُـوْنُ
والـرَّوْضُ ما اشتَمَلَتْ عليه شَمُوْلُهُ
لا مــا حَــوَتْهُ أباطِــحٌ وحُـزُوْنُ
قـد عَطَّـلَ الأزهـارَ زاهِـرُ حُسـْنِهِ
لا الــوَرْدُ مُلْتَفِـتٌ ولا النِّسـْرِيْنُ
فاجعَـلْ جُفُوْنَـكَ تَجْـنِ منه فُتُوْرَهُ
نَـوْرُ الخُـدُوْدِ لـه الأَكُـفُّ جُفُـوْنُ
فَنُجُـوْمُهُ زُهْـرٌ ثَـوَابِتُ لـم يَـرِمْ
تَعْـــدِيْلَها زِيْـــجٌ ولا قــانونُ
والمجلســانِ النَّيِّــرانِ تآلفَـا
هَـــذَا فـــي البَهَــاءِ قَرِيْــنُ
كـالمُقْلَتَيْنِ أو اليَـدَيْنِ تَأَيَّـدَا
والحُسـْنُ يَعْضـِدُ أَمْـرَهُ التَّحْسـِيْنُ
عُطِفَــتْ حَنَايَــاهُ وضـُمِّنَ بَعْضـُها
بَعْضــَاً وســِحْرٌ ذلــك التَّضـْمِيْنُ
كتقـــــاطعِ الأفلاكِ إلاَّ أنَّــــه
مُتَبَايِنَـــانِ تَحَـــرُّكٌ وســـُكُوْنُ
فَلَكِيَّـــةٌ لَــوْ أنَّهــا حَرَكِيَّــةٌ
لاعتــدَّ منهـا الـرأسُ والتِّنِّيْـنُ
تَتَعــاقَبُ الأَعْصــارُ فيـه وَجـوُّهُ
أبـــداً بــه آذارُ أو تَشــْرِيْنُ
وكــأنَّ هِرْمِــسَ بَـثَّ حِكْمَتَـهُ بـه
وأَدارَ فيــه الفِكْــرَ أَفْلاطُــوْنُ
وكــأنَّ راســِمَ خَطِّــهِ إقْلِيْــدِسٌ
فَمَوَاثِــلُ الأَشــْكالِ فيـه فُنُـوْنُ
مِـــنْ دَائرٍ ومُكَعَّـــبٍ ومُعَيَّـــنٍ
ومُحَجَّـــنٍ تَقْوِيْســـُهُ التَّحْجِيْــنُ
شـَمَخَتْ فلا تُحْنَـى سـَوارِيْها لهـا
كلاً ولا تُرْمَـــى بهـــا فَتَبِيْــنُ
فهنالـك التَّضْعِيفُ والتليثُ والت
تَرْبِيْــعُ والتَّســْدِيْسُ والتَّثْمِيْـنُ
نِسـَبٌ حَلَـتْ نِسـَبُ الغِناء لبعثها
طَــرَبَ النفـوسِ وسـَمْعُها تَعْييـنُ
وكــأنَّ طَرْفِــي مِســْمَعِي وكـأنَّه
صــَوْتٌ وشــَكْلُ خُطُــوْطِهِ تلحيْــنُ
مُتَلأْلِــئٌ فكأنَّمــا سـَالَ المَهَـا
فيــه وذابَ اللؤلــؤُ المَكْنُـوْنُ
وكــأنَّ مُبْيَــضَّ الخُـدودِ وَضـَاءَةً
صــَحْنٌ لـه لا المَرْمَـرُ المَسـْنُوْنُ
تُغْشــَى بِمُــذْهَبِ لَمْعِـهِ فكأنَّمـا
أَبْــدَى لَــدَيْهِ كُنُــوْزَهُ قـارُوْنُ
هـو ثـالُثُ القَمَرَيْنِ في ضَوْءَيْهما
فيـه تُضـِيْءُ لنا الليالي الجُوْنُ
لـو أَبْصـَرَتْهُ الفُـرْسُ قَـدَّسَ نُوْرَهُ
كِســْرَى وأَخْبَــتْ نارَهـا شـِيْرِيْنُ
أَوْ لَـوْ بَـدَا للـرُّوْمِ مَعْجَزُ صُنْعِهِ
أَبْـدَى السـُّجُوْدَ إليـه قُسـْطَنْطِيْنُ
رَأْسٌ بِظَهْـــرِ النُّــونِ إلاَّ أنَّــهُ
ســَامٍ فَقُبَّتُــهُ بحيْــثُ النُّــوْنُ
فـي رَأْسـِهِ سـَبَقَ النَّعـامَ سماؤه
مِـنْ دونـه دَمْـعٌ الغَمَـامِ هَتُـوْنُ
قَصــْرٌ تَبَيَّنَـتِ القُصـُوْرُ قُصـُوْرَها
عنــه وفَضــْلُ الأفضــلين يَبِيْـنُ
فَمَـنِ ابـنُ ذي يَـزَنٍ وما غُمْدَانُهُ
النَّقْــلُ شــَكٌّ والعِيَــانُ يَقِيْـنُ
هـو جَنَّـةُ الـدّنْيَا تَبَـوَّأَ نُزْلَها
مَلِــكٌ تَمَلَّكَــهُ التُّقَـى والـدِّيْنُ
فكأنَّمــا الرحمــنُ عَجَّلَهـا لـه
لِيَـرَى بمـا قـد كـان ما سيكونُ
وكــأنَّ بــانِيَهُ ســِنِمَّارٌ فمــا
يَعْـــدُوْهُ تَحْســـِيْنٌ ولا تَحْصــِيْنُ
وجَــزَاؤُهُ فيــه نقيــضُ جَـزَائِهِ
شــَتَّانَ مـا الإِحيـاءُ والتَّحْيِيْـنُ
عَـــفٌّ فلا مـــالٌ يُبَــاحُ ولا دَمٌ
بــل آمنــانِ ذَخيــرةٌ وَوَتِيْــنُ
وإذا دَعَــا داعٍ بِطُــوْلِ بَقَـائِهِ
خَرَقَــتْ لـه سـَمْعَ السـَمَا آمِيْـنُ
مَلَــكَ القلــوبَ بِسـِيْرَةٍ عُمَرِيَّـةٍ
يَحْيَـا بهـا المَفْـرُوضُ والمَسْنُوْنُ
لا تَــأْلَفُ الأحكـامُ حَيْفـاً عنـده
فكأنَّهــا الأفعــالُ والتَّنْــوِيْنُ
لَـوْ كـانَ أَدْنَـى بِشـْرِهِ وَذَكَـائِهِ
لِلنَّصـْلِ مـا شـَحَذَتْ ظُبَـاهُ قُيُـوْنُ
لَـوْ كـانَ لُـجُّ البَحْرِ مِثْلَ نَوَالِهِ
غَمَـرَ الرُّبَـى مَسـْجُورُهُ المَشـْحُوْنُ
وبَـدَا هِلالُ الأُفْـقِ أَحْنَـى نَاسـِخاً
عَهْــدَ الصـِّيامِ كـأنَّه العُرْجُـوْنُ
فكـأنَّ بيـن الصـّوْمِ خَطَّـطَ نَحْـوَهُ
خَطّــاً خَفِيّـاً بَـانَ منـه النُّـوْنُ
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.