
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَيْهَـاتِ مـا تُغْنِي القَنَابِلُ والقَنَا
والمَشــْرَفِيَّةُ فــي مُلاقـاةِ المَنَـى
فَعَلاَمَ تُســْتَاقُ العِتَــاقُ وإنْ جَـرَى
وَجَرَيْــنَ جَاهِـدَةً وَنَيْـنَ ومـا وَنَـى
وعَلاَمَ تُجْتَـــابُ الـــدِّلاصُ فإنَّهــا
لَيْســَت مَوانِــعَ سـُمْرِهِ أَنْ تُطْعَنَـا
إنَّ المَنِيَّــةَ ليــس يُـدْرَكُ كُنْهُهَـا
فَنَوَافِـذُ الأَفْهَـامِ قـد وَقَفَـتْ هُنَـا
فــي كــلِّ شــيءٍ للأَنَــامِ مُحَــذِّرٌ
مــا كــانَ حَــذَرَهُ شـُعَيْبٌ مَـدِيَنَا
وَحَيَاتُنَــا سـِفَرٌ وَمَوْطِنُنَـا الـرَّدَى
لَكِــنْ كَرِهْنَــا أَنْ نُحِـلَّ المَوْطِنَـا
والعَيْــشُ أَضــْنَكُ إنْ تَعَـذَّرَ مَطْلَـبٌ
كـم مِـنْ ضـِنَاكٍ فـي مَطَـالِبِهِ ضـَنَى
وَلَرُبَّمــا أَعْطَــى الزَّمـانُ مَقَـادَهُ
لا تَيْأَســـَنَّ فَــرُبَّ صــَعْبٍ أَمْكَنَــا
لا بُــدَّ أَنْ تَتْلُــو الحيـاةَ مَنِيَّـةٌ
مَـنْ شـَكَّ أَنَّ اليـومَ يُزْجِي المَوْهِنَا
لا تَـرْجُ إبقـاءَ البَقَـاءِ على امرئٍ
كُـلُّ النُّفُـوْسِ تَحِـلُّ أَفْنيـةَ الفَنَـا
تَجِــدُ الحيــاةَ نفيسـةً ونُفُوْسـُنَا
غُرَبــاءُ تَرْغَــبُ عنــدها مُتَوَطَّنَـا
لَـوْ أَنَّهَـا شـَعَرَتْ لهـا وَسـَقَتْ دَرَتْ
أنَّ الوَفَــاةَ هـي الحَيَـاةُ تَيَقُّنَـا
لكنَّهــا عَمِيَــتْ ولـم تَـرَ رُشـْدَهَا
مـا كُـلُّ مَـنْ لَحَـظَ الأمـورَ تَبَيَّنَـا
فَتَبَصــَّرَنَّ مُصــَابَ ســَيِّدَةِ الــوَرَى
تُبْصِرْ دَنَاءَةَ ذي الحياةِ وذي الدُّنَى
أَعْظِـمْ بـه مِـنْ حـادثٍ جَبُنُـوا لـه
مـا ظَـنَّ قَبْـلُ شـُجَاعُهُمْ أنْ يَجْبُنَـا
وَتَـرُوا ومـا عَلِمُـوا بِـوِتْرٍ ضـَائِعٍ
مَـنْ ذا يُطَـالِبُ بـالتِّرَاتِ الأزْمُنَـا
ذَابَــتْ ســُيُوفُهُمُ أَســىً فَظُبَاتُهـا
تَحْكِـي المَـدَامِعَ والجُفُـوْنُ الأجْفُنَا
وَتَقَصــَّدَتْ أَرْمَــاحُهُمْ إنْ لـم تَكُـنْ
شـَجَراً وَشـِيْكُ المَـوْتِ منـه يُجْتَنَـى
لــم يَـذْكُرُوا إحْسـَانَهَا إلاَّ نَسـُوا
حُسـْنَ العَـزَاءِ وبَعْـدَهَا لَـنْ يَحْسُنَا
فكأنَّمـــا أنفاســـُهُمْ وَمَقَــالُهُمْ
نــارٌ تُحَـرِّقُ بَيْنَهُـمْ عُـوْدَ الثَّنَـا
ومـا جَـفَّ مِـنْ دَمْـعٍ عليهـا مَـدْمَعٌ
الحُـزْنُ مـا وَالَـى الدَّمُوْعَ الهُتَّنَا
أَعَقِيْلَــةَ الأَمْلاَكِ والمَلْــكِ الــذي
لَبِـسَ السـَّناءُ بـه جَلابِيْـبَ السـَّنَا
فَســَقَاكِ مِثْـلَ نَـدَاكِ أَوْ كَـدُمُوْعِنَا
مُــزْنٌ يُعِيْـدُ ثَـرَاكِ رَوْضـَاً مُحْزَنَـا
إنْ كُنْـتِ مِتِّ فَذَا ابنُكِ المَلِكُ الذي
يُحْيـي البَرَايَـا والعَطَايَا والمُنى
كَثُــرَتْ مَحَامِـدُهُ فَحَـقَّ بهـا اسـمُهُ
وَأَدامَ إحْيــاءَ المَكَـارِمِ فـاكتَنَى
فـإذا بَنـى الأعـداءُ هَدَّمَ ما بَنَوا
والـدَّهْرُ لا يَسـْطِيعُ يَهْـدِمُ مـا بَنَى
يـا أيُّهـا المَلِـكُ الـذي أوْصـافُهُ
تُعْيـي البليـغَ ولا تُطِيْـعُ الألْسـُنَا
إنْ كـان عُظْـمُ الـرُّزْءِ أَصْبَحَ كافِراً
بِتَجَلُّــــدٍ لا تُمْـــسِ إلاَّ مُؤْمِنَـــا
صــَبْراً وإنْ جَــلَّ المُصـَابُ وَسـَلْوَةً
فَإِلَيْهِمَـا حَكَـمَ الحِجَـى أنْ تَركُنَـا
والــدَّهْرُ أَهْـوَنُ أنْ يَجيْـءَ بحـادثٍ
لــم يَثْنِـهِ حُسـْنُ التَّجَلُّـدِ أَهْوَنَـا
والبِــرُ يَقْضــِي أنْ تكـونَ مُعَظِّمـاً
والحِجْــرُ يقضـِي أن تكـونَ مُهَوِّنَـا
فَلَئِنْ صــَبَرْتَ فــإنَّ فضــَْلَكَ بـاهِرٌ
ولَئِنْ حَزِنْــتَ فَحُكْمُــهُ أنْ تَحْزَنَــا
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي النميري، أبو عبد الله بن الحداد. الوادآشي: من كبار شعراء الأندلس ترجم له ابن بسام في "الذخيرة" قال:وكان أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة؛ وضح في طريق المعارف وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل؛ إلى جلالة مقطع، وأصالة منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره، وله في العروض تأليف، وتصنيف مشهور معروف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الخليلية، ورد فيه على السرقسطي المنبوز بالحمار، ونقض كلامه فيما تكلم عليه من الأشطار. وأصل أبي عبد الله من وادي آش إلا أنه استوطن المرية أكثر عمره، وفي بني صمادح معظم شعره، ومع ذلك طولب عندهم هنالك؛ ولحق بثغر بني هود، وله فيهم أيضاً غير ما قصيد، وهو القائل بعد خروجه من المرية من قطعة فلسفية:لزمــت قنــاعتي وقعـدت عنهـم فلسـت أرى الـوزير ولا الأميـراوكنــت ســمير أشــعاري سـفاهاً فعـــدت لفلســـفياتي ســميراوكان أبو عبد الله قد مني في صباه بصبية نصرانية، ذهبت بلبه كل مذهب، وركب إليها أصعب مركب، فصرف نحوها وجه رضاه، وحكمها في رأيه وهواه؛ وكان يسميها "نويرة" كما فعله الشعراء الظرفاء قديماً في الكناية عمن أحبوه، وتغيير اسم من علقوه. (ثم أورد منتخبا من نثره وشعره.وترجم له العماد في الخريدة وأورد قطعة كبيرة من شعره، وليس فيها شيء من شعره في نويرة، وافتتح ترجمته بقوله:(من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه. ووجدت له في مجموع من قصيدة في ابن صمادح الفهري: ثم أورد 21 بيتا من القصيدة الهمزية التي اولها:لعلّــك للــوادي المقـدّس شـاطئفكـالعنبر الهنـدي ما أنا واطئواتبعها بمنتخب من شعره، منه قطعة في محبوبة له اسمها هنيدة. وأخرى همزية في حبيبة له سماها لبنى. قال:وقـد هـوت بهـوى نفسي مها سبأ وهــل درت مضـر مـن تيمـت سـبأكــأن قلــبي ســليمان وهدهـدهلحظي وبلقيس لبنى والهوى النبأوترجم له الوزير لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة" قال:شاعر مفلق، وأديب شهير، مشار إليه في التعاليم، منقطع القرين منها، في الموسيقى، مضطلع بفك المعمى. سكن ألمرية، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابنبسام، كان أبو عبد الله هذا، شمس ظهيرة، وبحر خبر وسيرة، وديوان تعاليم مشهورة، وضح في طريق المعارف، وضوح الصبح المتهلل، وضرب فيها بقدح ابن مقبل، إلى جلالة مقطع، وأصاله منزع، ترى العلم ينم على أشعاره، ويتبين في منازعه وآثاره له ديوان شعر كبير معروف. وله في العروض تصنيف، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية، والآراء الجليلة.وحدث بعض المؤرخين، مما يدل على ظرفه، أنه فقد سكناً عزيزاً عليه، وأحوجت الحال إلى تكلف سلوة، فلما حضر الندماء، وكان قد رصد الخسوف بالقمر، فلما حقق أنه قدابتدأ، أخذ العود وغنىشـــقيقك غيـــب فـــي لحــده وتشــرق يــا بــدر مـن بعـدهفهلا خســـفت وكـــان الخســـوف حـــداداً لبســت علــى فقــدهوجعل يرددها، ويخاطب البدر، فلم يتم ذلك، إلا واعترضه الخسوف، وعظم من الحاضرين التعجب.قال، وكان مني في صباه بصبية من الروم، نصرانية، ذهبت بلبه وهواه، تسمى نويرة، افتضح بها، وكثر نسيبه.ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال:وإحسانه كثير. دخل غرناطة، ومن بنات عملها وطنه رحمه الله.