
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســقى دارَهــا بـالرقمتين وداريـا
مُلــت مــن الوســمي يهمَـعُ ذاريـا
واضــحك منهــا الــبرقُ كـلَّ ثنيّـةٍ
إذا الـودقُ في أرجائِها أنهل باكيا
معاهــدُ أفنـى الـدهرُ خطـةَ رسـمها
فــأثرّ وسـما فـي الضـمائرِ باقيـا
عفَـــت عنـــي إذا لـــم أوفِّهـــا
حقوقهـا وأملـي بـالنواحِ النواحيا
وقــد دُرِســَت أبياتهــا بفنائِهــا
وقـوّضَ دهـري مـن قواهـا القوافيـا
وقفــتُ غـداةَ الـبينِ فـي عرصـاتِها
فكنــتُ لهـا منهـا مجيبـا وداعيـا
يُضــِلُّ القطـا عـن وردهِ لمـع آلهـا
فتحســـبهُ نهــرا بــوجرةَ جاريــا
ظللـتُ بهـا عنهـا ومـا كنـتُ عالما
بمنزلــتي فيهـا ومـا كنـتُ داريـا
نعـم والهـوى قلـبي اهتـدى بضـلاله
وقـد كـان للقـومِ المضـلينَ هاديـا
مرابــعُ انــسٍ كلمــا عــنَّ ذكرُهـا
أقـولُ لـداعي الوجـدِ ذكّـرتَ ناسـيا
ظلال التهــاني فــي حماهـا تقلّصـت
وغصـنُ الأمـاني اللـدنِ أصـبحَ ذاويا
وحــثَّ النــوى أوراقَ بهجـةِ حسـنِها
وصــوحَ منهـا كـل مـا كـان ناميـا
وجيـــدُ رباهــا مــن قلادة عينِــهِ
غـدا عـاطلاً مـن بعـد ما كان حاليا
طـوى البينُ منها شقّةَ الحسن فانطوت
علـى مضـضِ والصـبُّ كـم بـاتَ طاويـا
فلــم يبـق إلا بعـض أطلالِهـا الـتي
دعـا رسـمُها كـر الجديـدين باليـا
ولــم تــذرِ الأيــام فيهــا بقيـةً
إلـى أن محَت منها الليالي الأساميا
طلــولٌ أطــلّ الــدهرُ فــي غفلاتـه
عليهـا وأغفـى العيـنُ منها تعاميا
وعهـــدي بهــا مأهولــة بربــائب
وســوحُ مغانيهــا تقــلُّ الغوانيـا
مهــا تتهــادى فـي مسـارحِ وهـدِها
تعلّــمُ بانــاتِ العقيـقِ التهاديـا
حكـت نشأةُ الصهباء في صحنها الظِبا
بخمـر الصـبا ترتـاحُ سـكرى صواحيا
معــالم أفراحــي وأوطــانُ عزتــي
قضــيتُ بهـا مـع كـل صـبح لياليـا
وقِلــتُ زمانــاً تحـتَ ضـافي ظلالِهـا
ونِلـتُ مـرادي فـوقَ مـا كنـتُ راجيا
كما نِلتُ من يحيى أبي الفضلِ والندى
بلـوغ المنـى حـتى انِلـتُ الأمانيـا
مليــكٌ لقـد أحيـا المحـبينَ حلمُـه
وفــي بطشـهِ قهـراً أمـاتَ الأعاديـا
ونـــدبٌ إذا جـــال الجلالُ بـــوجهِ
أهــلَّ مـن الفيـضِ اللـدني غواديـا
روى خـبرَ الأفضـالِ عـن جعفـرِ الندى
ومـن منهـلِ الإحسـانِ روى الظواميـا
خِضــَمُّ نــدىً لا زال يقــذِف جــوهرا
بــآلاتهِ والبحــرُ يحــوي اللآليــا
تمــوّجَ بالفضــلِ العميــم عبــابُه
تلاطــمُ زخــارٍ علـى النـاسِ خاليـا
فلــم أر جيــداً مـن لآليـه عـاطلاً
ولــم أر كفّـا مـن أيـاديهِ خاليـا
غنيــت بــه عــن غيـرهِ إذ قصـدتهُ
ومـن قصـدَ البحـرَ اسـتقَلَّ السواقيا
صـــفا منهلاً للـــواردينَ مرقرقــا
وكــدّر عيشــاً مـن أعـاديهِ صـافيا
وفلــك المعـالي فـي يـديه زمـامُه
وسـُفنُ الرجـا ألقـت إليهِ المراسيا
ونشـرُ الثنـا مـن مـدحه فـاح عطرُه
فأنشــقَ عرنيـنَ الملـوكِ الغواليـا
تـداني إلـى العليـاء إذ هـي دونه
مقامــاً فنـالت مـن علاهُ المعاليـا
ونـــالَ مقامــاً لا يضــاهي محلــه
وهــشّ إلــى أوج الــوزارةِ رافيـا
هزبـر وغـىً فـي غابـةِ المجـدِ رابضٌ
بــوثبتهِ يــوهي الاسـودُ الضـواريا
فلا زال فـــي عــزٍ ومجــدٍ ورفعــة
يســـرُ وليّــاً أو يســوءُ معاديــا
عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.