
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا لَيْـتَ شِعْرِي هَلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً
أُكِلَــتْ عَرَائِكُهُــنَّ بِــالأَكْوَارِ
مِثْلَ الذِّئابِ إِذَا غَدَتْ رُكْبَانُها
يَعْسـِفْنَ بَيْـنَ صـَرَايِمٍ وَصـَحَارِي
أُعْطِـي خَلِيفَتُنـا بِقُـوَّةِ خَالِـدٍ
نَهْـراً يَفِيـضُ لَـهُ عَلَى الأَنْهارِ
إِنَّ المُبَـارَكَ كَاسـْمِهِ يُسْقَى بِهِ
حَـرْثُ الطَّعَـامِ وَلَاحِـقُ الجَبَّـارِ
أَسـْقَاهُ مِنْ سَيْحِ الفُرَاتِ وَغَيْرِهِ
كُــدْراً غَـوَارِبُهُ مِـنَ التَّيَّـارِ
لَمَّــا تَـدَارَكَ لِلْمُبَـارَكِ مَـدُّهُ
رَخُـصَ الطَّعَـامُ لِمَايِـحٍ وَتِجَـارِ
وَلَـوَ انَّ دِجْلَةَ أُنْبِئَتْ عَنْ خَالِدٍ
بَـاتَتْ مَخَـافَتُهُ عَلَـى الأَقْتَـارِ
يَـا دِجْـلَ إِنَّكِ لَوْ عَصَيْتِ لِخَالِدٍ
أَمْـراً سـُقِيتِ بِأَمْلَـحِ الأَمْـرَارِ
إِنْ كَـانَ أَثْخَـنَ مَدَّ دِجْلَةَ خالِدٌ
فَلَطَالَمَـا غَلَبَـتْ بَنِـي الأَحْرَارِ
يَـا دِجْلَ كُنْتِ عَزِيزَةً فِيما مَضَى
فَلَقَــدْ أَصـَابَكِ خَالِـدٌ بِصـَغَارِ
اللــهُ ســَخَّرَها بِكَفَّـيْ خَالِـدٍ
وَلَقَـدْ تَكُـونُ عَزِيـزَةَ الأَضـْرَارِ
حَتَّـى رَأَيْـتُ تُرَابَ دِجْلَةَ خَارِجاً
تَخِـدُ الرِّكَـابُ عَلَيْـهِ بِالْأَوْقَارِ
يَجْتَـازُ دِجْلَـةَ لَا يَخَافُ خِيَاضَها
مَـنْ كَانَ يَقْطَعُها عَلَى المِعْبَارِ
إِنِّـي هَتَفْـتُ بِخَالِـدٍ وَلَقَدْ دَنَتْ
نَفْسـِي لِثُغْـرَةِ نَحْرِهـا لِحِظَـارِ
أَنْتَ المُجِيرُ وَمَنْ تُجِرْ تَعْقِدْ لَهُ
عِنْـدَ الجِـوَارِ أَشـَدَّ عَقْدِ جِوَارِ
مَـا زِلْـتُ في لَهَوَاتِ لَيْثٍ مُخْدِرٍ
حَتَّــى تَــدَارَكَنِي أَبُـو سـَيَّارِ
أَلْقَـى إِلَـيَّ عَلَـى شـَقَائِقِ هُوَّةٍ
حَبْلاً شــَدِيداً غَــارَةَ الإِمْـرَارِ
حَبْلاً أَخَــذْتُ بِـهِ فَنَجَّـانِي بِـهِ
رَبِّــي بِنِعْمَــةِ مُــدْرِكٍ غَفَّـارِ
أَرْجُـو الخُـرُوجَ بِخَالِدٍ وَبِخَالِدٍ
يُجْلَـى العَشـَا لِكَوَاسِفِ الأَبْصَارِ
إِنِّـي وَجَـدْتُ لِخَالِـدٍ فـي قَوْمِهِ
ضـَوْءَيْنِ قَـدْ ذَهَبـا بِكُـلِّ نَهَارِ
في الشِّرْكِ قَدْ سَبَقَا بِكُلِّ كَرِيمَةٍ
تَعْلُـو القَبَـائِلَ كُلَّ يَوْمِ فَخَارِ
أَمَّا البُيُوتُ فَقَدْ بَنَيْتُمْ فَوْقَها
بَيْتــاً بِـأَطْوَلِ أَدْرُعٍ وَسـَوَارِي
بَيْتـاً بِـهِ رَفَعَ الْمُعَلَّى مَجْدَهُمْ
لِبَنِيـهِ يَـوْمَ تَفَاضـُلِ الأَخْطَـارِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.