
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رسـول الجمـال فـي كل أرض
أرشـدينا إذا ضـللنا السـبيلا
علمينــا معنـى الجمـال فأنـا
مـا عرفنـا لـولاك شـيئاً جميلا
صــاغك اللَـه مـن حنـان ولطـف
فهبينـــا ممــا رزقــت قليلا
يـا حيـاة القلـوب من لم يلقن
منـك درس الحيـاة عـاش جهـولا
لا تـزال القلـوب كالصـخر حـتى
تملئيهـــا تلطفـــاً وقبــولا
أيـن نفـس لـولاك لـم تـك قفرا
أي دار لــولاك لــم تــك غيلا
فيـك سـر الجمـال مـن كـل شيءٍ
فـــأميطي لثامــك المســدولا
مــا كلفنــا بـالورد إلا لانـا
قــد رأينــا لوجنتيـك مـثيلا
أو حفلنــا بــالزهر إلا لانــا
قـــد رأينــاك رمتــه إكليلا
كــم عرفنــا مـن لـذة ونعيـم
كــان لــولاك أمــره مجهــولا
نعـم النـاس منـك في هذه الدن
يـا ولكـن مـا أنصـفوك فـتيلا
أنـت يا بهجة العيون ومرعى ال
قلــب تمســين للـدموع مسـيلا
أنت يا زينة الحياة وأنس الده
ر تمســــين للعنــــاء دليلا
أنـت أنشـودة السـعادة والبـؤ
س أغنــى بهـا المـدى تـرتيلا
لـو أصـابوا لعظمـوك على الرق
ق وأولــوا يمينــك التقـبيلا
وتــدانت قلــوبهم لــك عطفـا
وتحــــانت رؤوســــهم تبجيلا
أنـت مـا أنـت بيننـا غير روض
نــترجى بــه النسـيم العليلا
ذلــك الـوجه لـم أصـادفه إلا
رحـــت عنــه بهمــه مشــغولا
لا يسـر العيـون إن تنظـر للحس
ن وقـد بـات فـي الأسـار دليلا
أنـت لـم تجد لي الضفائر عجبا
أنــت تبـدين قيـدك المجـدولا
أنـت لـم تلبسـي سـوارك حليـا
أنــت تعنيـن زنـدك المغلـولا
تشــتكين العنـاء والأسـر لكـن
يتحـــامى لســانك التــدليلا
آه كــم يظلــم الفتـاة أنـاس
يتناســـون حقهــا المبــذولا
حرموهــا حريــة العيــش حـتى
لا ترجـــى لعيشـــها تبــديلا
فهــي مســلوبة الإرادة حســرى
ليــس تــدري لحالهــا تعليلا
ألبسـوها مـا لا تحـب احتكامـا
وأروهــا مــن لا تريــد حليلا
تتلقـى العنـاء والعسـف طوعـا
وتســوغ العــذاب والتضــليلا
أنــا لا أعــرف الحضــارة إلا
حيــث تلقيـن قيـدك المـرزولا
أنــا لا أعــرف الغضــارة إلا
حيــث تمســين للنفــوس دليلا
فانهضــي للنهـى فليـس عجيبـا
أن تصـوني النهى وتحي العقولا
محمد طاهر الجبلاوي.شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها:لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء