
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرسـل الطـرف فـي السـماء صعودا
ليـت شـعري ومـا الذي في السماء
هــل وراء الآفــاق راحــة نفــس
أبتغيهــا أو منفــذ مــن عنـاء
تتعــالى العيــون فيهـا وتسـمو
ثــم تــدنو بانيــأس والأعيــاء
وإذا بـــي مقلبـــا بعــد كــف
فـــي وهمـــي مـــوفر وشــقائي
ســاعة ثــم ســعاة إثــر أخـرى
وفـــؤادي معلــق فــي الفضــاء
وأرى الأرض والســــماء جميعـــا
يلقيــــاني بــــأوجه نكـــراء
فكــأني أردت فــي الكـون أمـراً
قـــابلاني مـــن أجلــه بعــداء
فــإلى منزلــي أعــود كمـا جـئ
ت شــــقيا مضــــاعف الأعبـــاء
أغلــق النافــذات حيــن أراهـا
ولــو أنــي فــي حاجـة للهـواء
وعلـــى مكتـــبي أظــل كئيبــاً
شـــارد اللــب خــائر الأعضــاء
أقـرأ السـطر فـي الكتـاب والقي
ه وهـل فـي الكتـاب لـي من عزاء
ثـم أدنـو مـن غرفـتي نحـو ركـن
هــو ركــن الشــقاء والبأســاء
نــاظراً للمصــباح آنــا وآنــا
أحكـم الطـرف فـي جـدار البنـاء
وإذا بـــي أرى كـــأني وحيــدا
مســــتغيثاً بقمــــة عليــــاء
أبصـر اليـأس والـردى دون عينـي
وأرى الهــم والأســى مــن ورائي
ليــس لــي مرشــد ولا لـي معيـن
غيــر نفسـي والنفـس فـي عميـاء
أنــا يــا رب حـائر لسـت أهـدي
فــأجرني مــن حيرتــي وعنــائي
أنــا قلــب وذلــك الليـل جسـم
بـــت فيـــه كزفــرة المســتاء
أنـا دمـع الأبـي فـي الخطـب إما
يتحامــــاه خشـــية الرقبـــاء
أنـا الفـظ المـذعور بين الأعادي
وكســيف المــروع فــي الهيجـاء
ذلــك الكــون كــم أراه غريبـا
وأنـــا فيـــه أغــرب الأشــياء
خــص هـذا الوجـود بالحسـن لكـن
شـــغلتنا فيـــه صـــنوف البلاء
كــم غــبي يجنــي عليــه غبـاء
وذكـــــي محيــــر بالــــذكاء
غفلـتي فـي الحيـاة مـوتي فيهـا
وانتبـــاهي بهـــا مــن الأرزاء
فأنـــا ألـــزم الخلائق للهـــم
م وأولاهـــم برحمـــة الرحمــاء
لــم هــذي الغصـون ترقـص دونـي
ولــم الطيــر مولــع بالغنــاء
لـم هـذي الأزهـار تبسم في الروض
كــأن لــم تكــن مــع الأحيــاء
لو درى الكل ما العناء وما الفك
ر لا نســـاهم لذيـــذ الصـــفاء
ليتنـي كنـت فـي الحديقـة غصـنا
ليتنــي كنــت طـائراً فـي الخلاء
ليتنـي كنـت فـي الخمـائل زهـرا
باســم الثغــر غيــر ذي أعبـاء
محمد طاهر الجبلاوي.شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها:لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء