
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غننـي يـا صـاح لحناً
كلمــا جــن المسـاء
وتــــولاني لهيــــب
ليـس يطفيـه البكـاء
إنمــا الألحـان خيـر
مــن كـؤوس النـدماء
وأخــو الألحـان شـمس
يملأ القلـــب ضــياء
غنــى يــا صـاح عـن
إن نفســي فـي عنـاء
وطيـــب الحــي غــر
بنفـــوس الشـــعراء
ملأ الجســـم ســموماً
حينمــا ضـل الـدواء
غننــي لحنــاً جميلاً
فيــه للجســم شـفاء
زهــرة القلـب ذبـول
يعتريهــا وانضــواء
أسـقها يـا صاح عذباً
مـن ينـابيع الغنـاء
إننــي يـا صـاح روض
ولــي الألحــان مـاء
غننـي في اليأس لحناً
ينسـلخ منـه الرجـاء
فيعـود اللَيـل فجـراً
ينجلـي عنـه السـناء
وهمـوم النفـس تمسـي
مؤذنـــات بـــالجلاء
إن للهـــم جراثـــي
مـاً لنا منها الفناء
وأرى الألحــان ســما
لجراثيـــم الشــقاء
رتــل الألحــان رتـل
فهـي أكسـير الصـفاء
وأعـد لـي مـن شبابي
مـا مضـى منـي هبـاء
قبـل أن ينضـج عـودي
شــيب الــراس البلاء
وتجافـــاني فراشــي
ونبـــابي الأصــدقاء
وسـهرت الليـل وحـدي
أتنـــاجى والســماء
غننـي يـا صـاح أنهض
لأمـــوري بازدهـــاء
وألاقـــي كــل بســل
فـي حيـاتي بـازدراء
إن للألحـــــان فعلاً
مثـل فعـل الكهربـاء
غننـي قـد ضـاع حظـي
ولزيـــت الأنـــزواء
وعلـى القرطـاس دمعي
صــار شــعر الأدبـاء
بــت أزجيــه همومـاً
وهــو للنــاس عـزاء
كـم علـى الأرض أسارى
دون ذنـــب أبريــاء
غننـي يـا صـاح أخرج
مــن أســار وعنــاء
إنمــا الألحـان جنـد
لفكـــاك التعســـاء
مـا ترى الكون عجيباً
حــار فيـه الحكمـاء
ولجـوا الباب وعادوا
وعلــى العيـن غشـاء
كــل يــوم فلســفات
تتلاشــى فـي الهـواء
ويقيــن الأمـس يضـحي
موضـــعاً للســخرياء
كســراب فــي فضــاء
ظنــه الظمــآن مـاء
غننـي قـد كـل ذهنـي
وتـــولاني العيـــاء
إنمــا الألحـان خيـر
مــن ظنـون الأدعيـاء
رتــل الألحــان رتـل
فهـــي للـــذهن جلاء
مـا لهـذا الغر يمسي
يتفـاني فـي الـثراء
همـــه جمــع نقــود
حظــه منهـا الشـقاء
عيشــه ليــل طويــل
وظلام طرمســــــــاء
وقيــود فــي يــديه
صــاغها حـب الغنـاء
وهــو والمـال لـديه
عــاش مثـل السـجناء
والملـــذات جميعــاً
كفـه منهـا السـجناء
وهـي دون العيـن لكن
بـات عنهـا فـي عماء
رتــل الألحــان رتـل
فهــي كنـز الفهمـاء
لهــم فيهــا نعيــم
وســــرورٌ وبهــــاء
غننـي يـا صـاح لحناً
فيــه للنفــس رضـاء
إن للإنســـان روحــاً
ولهــا اللحـن غـذاء
مـا ترى الأشجار مالت
وتثنــت فـي الفضـاء
كلمــا غنــي نســيم
نالهـا منـه انتشـاء
وإذا مــا مـر منهـا
عظمتـــه بانحنـــاء
غننــي الألحــان غـن
فهـي أولـى بالثنـاء
لم أجد في الناس خلا
ليـس يخلـو مـن جفاء
إنمــا الشــر كميـن
ليــس يخفيـه الـولاء
وإذا مـا قلـت يومـاً
ذاك خيــر الأوفيــاء
لـم تكـن تجهـل نفسي
أنــه يومــاً أســاء
ذاك أرضـــاه لأنـــي
مــا عرفـت النزهـاء
غننــي الألحــان غـن
فهــي خيـر الأصـدقاء
محمد طاهر الجبلاوي.شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها:لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء