
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حنانــاً بــأم أثقلــت بـالنوائب
وأطمـع فيهـا النـاس مـن كل جانب
أهـابت بهـا الأحـداث وهـي عزيـزة
فبـاتت تقاسـي الويل خلف المصاعب
حزيــن علــى مــاض شــقى بحاضـر
لهــا كـل يـوم نكبـة عنـد نـاكب
تـذوق كـؤوس العسـف شـتى صـنوفها
وتصـلي بنـار الـذل وسـط الأجـانب
تريهـا الليـالي كـل يـوم عجيبـة
مـن القـوم والأيـام أم العاجـائب
فلا هــي أن تصـبر تؤمـل بـه منـى
ولا هــي تلقـى دافعـاً كيـد غاصـب
وكيـف يـرد الكيد أو يرتجي المنى
وكيـد الأعـادي مـن صـنيع الأقـارب
هــم قيــدوني بالحديـد وأقبلـوا
يرويـدون قـذفي فـي جحيم المصائب
فلمـا أعـدوا مـا أعـدوا لنكبـتي
أتلاهــم لأحراقـي بهـا ألـف حـاطب
أنـا أمكـم مصـر الـتي سـاء حظها
وحـاق بهـا خطـب الـدخيل المشاغب
أنـا أمكـم مصـر الـتي هـد ركنها
بمـا حملوهـا مـن صـنوف المتـاعب
أنــا أمكـم مصـر الـتي أنشـأتكم
تمنـون فيهـا مـن جميـع الرغـائب
يرويكـــم نيلــي بعــذب ميــاهه
وتغــاذوكم أرضــي بخيـر الأطـايب
أنـا بهجـة الـدنيا وتـاج فخارها
إذا مـا ذكرتـم في الفخار مناقبي
أنـا لجنـة الفيحـاء تجنون خيرها
إذا صــنتموه مــن أكـف النـواهب
أنـا كـوكب الشـرق الذي ضاء نوره
علـى الأرض فانجـابت جيوش الغياهب
أنـا منبع العرفان والفضل والحجا
وبيــت قصـيد المدهشـات الغـرائب
ألا يـا بنـي التـاميس ماودكم صفا
ولا أنـــت تصـــفون ود الصـــاحب
حللتـم بلاد المجـد فاستأثرتم بها
ومثلتــم فيهــا أشــد المثــالب
ســطوتم علينــا بالوعيـد تشـفيا
وأشــقيتمونا بالوعــد الكــواذب
فلا الـرأي محمـي ولا العـدل قـائم
ولا أنـــت ترعــون حقــاً لطــالب
يــذوب لكـم قلـب الكنانـة غلظـة
وتجـري ميـاه النيـل دمعـاً لشارب
وكـم مـن نـداء أرسل الشعب عاليا
فقـــاطعتموه عنـــوة بالمعــاطب
وكـم مـن يـراع أرهـف الحـق حـده
فحطمتمـــوه بالقنــا والقواضــب
تــبيت ســجون الحـي ملأى بطونهـا
بكــل خطيــب فــي البلاد وكــاتب
وتصــبح أعــواد المشــانق شـرعا
لكــل غيــور قــام يسـعى لـواجب
قفوا سائلوا القانون كم ذا جنيتم
عليــه وكــم أزريتــم بالمـذاهب
مصــالح دب الجهــل فيهـا دبيبـه
وسـالت لنـا منهـا سـموم العقارب
إلهــي هــذا الخلـق أنـت خلقتـه
لا ســر أم الــدنيا مقـام لغـالب
أم النـاس قد ضلوا الحياة فأصبحت
تراثــاً لبــاغٍ أو متاعـاً لنـاهب
محمد طاهر الجبلاوي.شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها:لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء