
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الَّــذِي ســَمَكَ السَّمَاءَ بَنَـى لَنَا
بَيْتـــاً دَعَــائِمُهُ أَعَــزُّ وَأَطْــوَلُ
بَيْتــاً بَنَـاهُ لَنَا المَلِيكُ وَمَا بَنَى
حَكَـــمُ السـَّمَاءِ فَــإِنَّهُ لَا يُنْقَــلُ
بَيْتــــاً زُرَارَةُ مُحْتَــــبٍ بِفِنِـائِهِ
وَمُجَاشــِعٌ وَأَبُــو الفَـوَارِسِ نَهْشـَلُ
يَلِجُــونَ بَيْـتَ مُجَاشـِعٍ وَإِذَا احْتَبَوْا
بَــرَزُوا كَــأَنَّهُمُ الجِبـالُ المُثَّـلُ
لَا يَحْتَـــبِي بِفِنــاءِ بَيْتِـكَ مِثْلُهُـمْ
أَبَـــداً إِذَا عُــدَّ الفَعَـالُ الأَفْضَلُ
مِـــنْ عِزِّهِــمْ جَحَـرَتْ كُلَيْـبٌ بَيْتَهـَا
زَرْبـــاً كَــأَنَّهُمُ لَــدَيْهِ القُمَّــلُ
ضـــَرَبَتْ عَلَيْـكَ العَنْكَبُـوتُ بِنَسْـجِهَا
وَقَضَـى عَلَيْـكَ بِـهِ الكِتَـابُ المُنْزَلُ
أَيْــنَ الَّـذِينَ بِهِـمْ تُسَـامِي دَارِمـاً
أَمْ مَــنْ إِلَـى سـَلَفَيْ طُهَيَّـةَ تَجْعَـلُ
يَمْشـُونَ فِــي حَلَـقِ الحَدِيدِ كَمَا مَشَتْ
جُـرْبُ الجِمَـالِ بِهَا الكُحَيْلُ المُشْعَلُ
وَالمَــانِعُونَ إِذَا النِّسُـاءُ تَرَادَفَـتْ
حَــذَرَ السِّــبَاءِ جِمَالُهَـا لَا تُرْحَـلُ
يَحْمِــي إِذَا اخْتُـرِطَ السُّيُوفُ نِسَاءَنَا
ضـَرْبٌ تَخِـــرُّ لَــهُ السَّوَاعِدُ أَرْعَـلُ
وَمُعَصـــَّبٍ بِالتَّــاجِ يَخْفِــقُ فَــوْقَهُ
خِــرَقُ المُلُــوكِ لَـهُ خَمِيـسٌ جَحْفَـلُ
مَلِـــكٌ تَسُـوقُ لَـهُ الرِّمَـاحَ أَكُفُّنَـا
مِنْـــهُ نَعُـــلُّ صــُدُورَهُنَّ وَنُنْهِــلُ
قَـــدْ مَـــاتَ فِي أَسَـلَاتِنَا أَوْ عَضـَّهُ
عَضـْبٌ بِرَوْنَقِـــهِ المُلُــوكُ تُقَتَّــلُ
وَلَنَــا قُرَاسِـــِيَةٌ تَظَـــلُّ خَوَاضـِعاً
مِنْــهُ مَخَــافَتَهُ القُــرُومُ البُـزَّلُ
مُتَخَمِّــــطٌ قَطِـــمٌ لَـــهُ عَادِيَّـــةٌ
فِيهَــا الفَرَاقِــدُ وَالسِّمَاكُ الأَعْزَلُ
ضــَخْمُ المَنَـاكِبِ تَحْـتَ شـَجْرِ شـُؤُونِهِ
نَـــابٌ إِذَا ضــَغَمَ الفُحُولَـةَ مِقْصَلُ
وَإذا دَعَــوْتُ بَنِــي فُقَيْــمٍ جَـاءَنِي
مَجْــرٌ لَــهُ العَـدَدُ الَّـذي لَا يُعْـدَلُ
وَإذا الرَّبَــائِعُ جَــاءَنِي دُفَّاعُهَــا
مَوْجــاً كَــأنَّهُمُ الجَــرَادُ المُرْسـَلُ
هَــــذَا وَفِــي عَــدَوِيَّتِي جُرْثُومَــةٌ
صـَعْبٌ مَنَاكِبُهَــا نِيَـــافٌ عَيْطَـــلُ
وَإِذَا البَرَاجِــمُ بِـالقُرُومِ تَخَاطَرُوا
حَـــوْلِي بِــأَغْلَبَ عِــزُّهُ لَا يُنْــزَلُ
وَإِذَا بَـــذَخْتُ وَرَايَــتِي يَمْشِـي بِهَا
ســُفْيَانُ أَوْ عُـدُسُ الفَعَـالِ وَجَنْـدَلُ
الأَكْثَــــرُونَ إِذَا يُعَــــدُّ حَصَــاهُمُ
وَالأَكْرَمُـــــونَ إِذا يُعَــــدُّ الأَوَّلُ
وَزَحَلْــتَ عَـنْ عَتَـبِ الطَّرِيقِ وَلَمْ تَجِدْ
قَـــدَمَاكَ حَيْثُ تَقـومُ سـُدَّ المَنْقَـلُ
إِنَّ الزِّحَـــامَ لِغَيْرِكُــمْ فَتَحَيَّنُــوا
وِرْدَ العَشـِيِّ إِلَيْـهِ يَخْلُـو المَنْهَـلُ
حُلَــلُ المُلُـوكِ لِبَاسـُنَا فِـي أَهْلِنَا
وَالسَّـابِغَاتِ إِلَـى الـوَغَى نَتَسـَرْبَلُ
أَحْلَامُنَـــا تَــزِنُ الجِبَــالَ رَزَانَـةً
وَتَخَالُنُــا جِنّــاً إِذَا مــا نَجْهَـلُ
فَـــادْفَعْ بِكَفِّــكَ إِنْ أَرَدْتَ بِنَاءَنَـا
ثَهْلَانَ ذَا الهَضـَبَاتِ هَـــلْ يَتَحَلْحَـلُ
وَأَنَــا ابْـنُ حَنْظَلَـةَ الأَغَـرُّ وَإِنَّنِـي
فِــي آلِ ضــَبَّةَ لَلْمُعَــمُّ المُخْــوَلُ
فَرْعَـانِ قَــدْ بَلَــغَ السَّمَاءَ ذُرَاهُمَا
وَإِلَيهِمَــا مِــنْ كُــلِّ خَـوْفٍ يُعْقَـلُ
فَلَئِنْ فَخَـــرْتُ بِهِـمْ لِمِثْـلِ قَـدِيمِهِمْ
أَعْلُــو الحُــزُونَ بِــهِ وَلَا أَتَسـَهَّلُ
زَيْـدُ الفَــوَارِسِ وَابْـنُ زَيْـدٍ مِنْهُـمُ
وَأَبُـــو قَبِيصَــةَ وَالرَّئِيــسُ الأَوَّلُ
أَوْصـَى عَشِـــيَّةَ حِيــنَ فَـارَقَ رَهْطَـهُ
عِنْـــدَ الشـَّهَادَةِ وَالصَّحِيفَةِ دَغْفَـلُ
إِنَّ ابْـنَ ضــَبَّةَ كَـانَ خَيْـراً وَالِـداً
وَأَتَـــمُّ فِـي حَسـَبِ الكِـرَامِ وَأَفْضَلُ
مِمَّـــنْ يَكُـــونُ بَنُـو كُلَيْـبٍ رَهْطَـهُ
أَوْ مَــنْ يَكُــونُ إِلَيهِــمُ يَتَخَــوَّلُ
وَهُــمُ عَلَــى ابْنِ مُزَيْقِيَاءَ تَنَازَلُوا
وَالخَيْـلُ بَيْـنَ عَجَاجَتَيْهـا القَسْـطَلُ
وَهُــمُ الَّـذِينَ عَلَـى الأَمِيلِ تَدَارَكُوا
نَعَمــاً يُشَلُّ إِلَـى الرَّئِيـسِ وَيُعْكَـلُ
وَمُحَرِّقـــاً صـَفَدُوا إِلَيْـــهِ يَمِينَـهُ
بِصــِفَادِ مُقتَســَرٍ أَخُــوهُ مُكَبَّـــلُ
مَلِكـــانِ يَـــومَ بَزَاخَــةٍ قَتَلُوهُمَا
وَكِلَاهُمَــــا تَـــاجٌ عَلَيْـهِ مُكَلَّــلُ
وَهُــمُ الَّـذِينَ عَلَـوْا عُمَـارَةَ ضـَرْبَةً
فَوْهَــاءَ فَــوْقَ شــُؤُونِهِ لَا تُوصَــلُ
وَهُـــمُ إِذَا اقْتَسـَمَ الأَكَـابِرُ رَدَّهُـمْ
وَافٍ لِضـَبَّةَ وَالرِّكَــــابُ تُشَــــلَّلُ
جــَارٌ إِذَا غَــدَرَ اللِّئَامُ وَفَـى بِـهِ
حَســـَبٌ وَدَعْــوَةُ مَاجِــدٍ لَا يُخْــذَلُ
وَعَشِـــِيَّةَ الجَمَـلِ المُجَلَّـلِ ضـَارَبُوا
ضـــَرْباً شــُؤُونَ فَرَاشــِهِ تَتَزَيَّــلُ
يــَا ابْـنَ المَرَاغَةِ أَيْنَ خَالُكَ إِنَّنِي
خَــالِي حُبَيْــشٌ ذُو الفَعَـالِ الأَفْضـَلُ
خَــالِي الَّـذِي غَصـَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهُمْ
وَإِلَيْــهِ كَـانَ حِبَـاءُ جَفْنَـةَ يُنْقَـلُ
إِنَّـــا لَنَضْــرِبُ رَأْسَ كُــلِّ قَبِيلَــةٍ
وَأَبُـــوكَ خَلْــفَ أَتَــانِهِ يَتَقَمَّــلُ
وَشــُغِلْتَ عَـنْ حَسَبِ الكِرَامِ وَما بَنَوْا
إِنَّ اللَئيــمَ عَـنِ المَكَـارِمِ يُشـغَلُ
إِنَّ الَّـــتِي فُقِــئِتْ بِهَـا أَبْصَـارُكُمْ
وَهِــيَ الَّتِي دَمَغَـتْ أَبَـاكَ الفَيْصـَلُ
وَهَـبَ القَصَائِدَ لِي النَّوَابِغُ إِذْ مَضَوْا
وَأَبُـو يَزِيـدَ وَذُو القُـرُوحِ وَجَـرْوَلُ
وَالفَحْـلُ عَلْقَمَــةُ الَّـذِي كَـانَتْ لَـهُ
حُلَــلُ المُلُــوكِ كَلامُــهُ لَا يُنْحَــلُ
وَأَخُـــو بَنِــي قَيْــسٍ وَهُـنَّ قَتَلْنَـهُ
وَمُهَلهِــــــلُ الشـُّعَرَاءِ ذَاكَ الأَوَّلُ
وَالأَعْشَـــــيَانِ كِلَاهُمَــا وَمُرَقِّــــشٌ
وَأَخُـو قُضَــاعَةَ قَـــوْلُهُ يُتَمَثَّـــلُ
وَأَخُـــو بَنِـي أَســَدٍ عُبَيْـدٌ إِذْ مَضَى
وَأَبـُـــو دُؤَادٍ قَوْلُـــهُ يُتَنَحَّـــلُ
وَابْنَــا أَبِـي سـُلْمَى زُهَيْـرٌ وَابْنُـهُ
وَابْـنُ الفُرَيْعَـةِ حِيـنَ جَـدَّ المِقْوَلُ
وَالجَعْفَـــرِيُّ وَكَــانَ بِشْــرٌ قَبْلَــهُ
لِــي مِـنْ قَصـَائِدِهِ الكِتَـابُ المُجْمَلُ
وَلَقَـــدْ وَرِثْـــتُ لِآلِ أَوْسٍ مَنْطِقــاً
كَالسُّـــمِّ خـَـالَطَ جَانِبَيْهِ الحَنْظَـلُ
وَالحَـــارِثِيُّ أَخــُو الحِمَاسِ وَرِثْتُـهُ
صــَدْعاً كَمَـا صـَدَعَ الصَّفَاةَ المِعْوَلُ
يَصْــدَعْنَ ضَــاحِيَةَ الصَّفَا عَـنْ مَتْنِهَا
وَلَهُــنَّ مِــنْ جَبَلَـيْ عَمَايَـةَ أَثْقَـلُ
دَفَعُــــوا إِلَـــيَّ كِتَــابَهُنَّ وَصـِيَّةً
فَــــوَرِثْتُهُنَّ كَـــأَنَّهُنَّ الجَنْـــدَلُ
فِيهِـــنَّ شَــارَكَنِي المُسَاوِرُ بَعْـدَهُمْ
وَأَخُــو هَـــوَازِنَ وَالشَّآمِي الأَخْطَـلُ
وَبَنُــو غُدَانَـةَ يُحْلَبُـونَ وَلَـمْ يَكُـنْ
خَيْلِــي يَقُـومُ لَهَا اللَّئِيـمُ الأَعْزَلُ
فَلَيَــبْرُكَنْ يَـا حِـقَّ إِنْ لَـمْ تَنْتَهُوا
مِـــنْ مَــالِكَيَّ عَلَى غُدَانَـةَ كَلْكَـلُ
إِنَّ اسْــتِرَاقَكَ يَــا جَرِيــرُ قَصَائِدِي
مِثْــلُ ادِّعَــاءِ سـِوَى أَبِيـكَ تَنَقَّـلُ
وَابْــنُ المَرَاغَــةَ يَـدَّعِي مِـنْ دَارِمٍ
وَالعَبْــدُ غَيْـرَ أَبِيـهِ قَـدْ يَتَنَحَّـلُ
لَيْـسَ الكِـــرَامُ بِنَاحِلِيــكَ أَبَـاهُمُ
حَتَّــى تُـــرَدَّ إِلَـى عَطِيَّــةَ تُعْتَـلُ
وَزَعَمْــتَ أَنَّــكَ قَـدْ رَضِيتَ بِمَـا بَنَى
فَاصْـبِرْ فَمَـا لَـكَ عَـنْ أَبِيـكَ مُحَوَّلُ
وَلَئِنْ رَغِبْـــتَ سـِوَى أَبِيـكَ لِتَرْجِعَـنْ
عَبْــداً إِلَيْــهِ كَــأَنَّ أَنْفَـكَ دُمَّـلُ
أَزْرَى بِجَرْيِـــكَ أَنَّ أُمَّــكَ لَـمْ تَكُـنْ
إِلَّا اللَّئِيــمَ مِـنَ الفُحُولَـةِ تُفْحَـلُ
قَبَـــحَ الإِلَــهُ مَقَــرَّةً فـي بَطْنِهـا
مِنْهَـــا خَرَجْـتَ وَكُنْـتَ فِيهَا تُحْمَـلُ
وَإِذَا بَكَيْــتَ عَلَـى أُمَامَـةَ فَاسْـتَمِعْ
قَـــوْلاً يَعُـــمُّ وَتَـــارَةً يُتَنَخَّــلُ
أَســَأَلْتَنِي عَــنْ حُبْـوَتِي مَا بَالُهَـا
فَاسْــأَلْ إِلَى خَبَــرِي وَعَمّــا تَسْـأَلُ
فَــاللُّؤْمُ يَمْنَــعُ مِنْكُـمُ أَنْ تَحْتَبُوا
وَالعِـــزُّ يَمْنَــعُ حُبْـوَتِي لَا تُحْلَـلُ
وَاللـهُ أَثْبَتَهَـــا وَعِــزٌّ لَـمْ يَـزَلْ
مُقْعَنْسِســاً وَأَبِيــكَ مَــا يَتَحَــوَّلُ
جَبَلِـــي أَعَـزُّ إِذَا الحُـرُوبُ تَكَشـَّفَتْ
مِمَّــا بَنـَـى لَـكَ والِـدَاكَ وَأَفضـَلُ
إِنِّـــي ارْتَفَعْــتُ عَلَيْـكَ كُـلَّ ثَنِيَّـةٍ
وَعَلَـوْتُ فَـوْقَ بَنِـي كُلَيْـبٍ مِـنْ عَـلُ
هَلَّا ســـَأَلْتَ بَنِـي غُدَانَـةَ مَـا رَأَوْا
حَيْـــثُ الأَتَـانُ إِلَى عَمُـودِكَ تُرْحَـلُ
كَســـَرَتْ ثَنِيَّتَــكَ الأَتـَـانُ فَشَــاهِدٌ
مِنْهَـــا بِفِيـــكَ مُبَيَّــنٌ مُسْــتَقْبَلُ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.