
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلهـي بعـد العسـر أنعمـت باليسـر
وكرمتنـي فـي سـاحة الـبيت والحجر
ووفقتنـــي حـــتى نظمــت كفايــة
والهمتنـي فيهـا الصـواب مـن الأمر
وانعمــت فــي تهــذيبها بســهولة
فصـارت مـن التنقيـح انقى من الدر
وســاغت شـرابا كالشـفاء وكيـف لا
ومـن زمـزم تسـفى دواتي على الخير
وطـابت لأهـل العلـم ذوقـا ومنهجـا
فسارت بها الركبان في البر والبحر
وقـد قـرئت في البيت عند انتهائها
ففـازت بفضـل الله في الطيّ والنشر
وطافهــا بهــا أهـل الصـلاح بمكـة
وهـم حاملوهـا ألـف سـبع على الإثر
يلـوذون حـول البيت في حضرة الرضى
نهــارا وليلا مـن عشـاء إلـى فجـر
وهـم يسـألون اللـه فـي نفعـه بها
لطلابهــا والكــاتبين مـدى الـدهر
ويقضــي بغفــران لناظمهــا الـذي
أراح بهـذا النظـم مـن تعـب النثر
وقــد شــهدت ضـراتها عنـد أهلهـا
بتمييزهـا في الوضع والنفع والقدر
فيـا خـاطب الحسـناء أمهـر بـدعوةٍ
فمـن خطـب الحسـناء بحسن في المهر
ومـن كـان كفـؤا فهـو صـاحب بيتها
فـانّ لبنـت الـبيت حظـا مـن الفخر
فبـادر إلـى أصـل العلـوم وراسـها
لتســلم مــن لحــن بصـاحبه يـزري
إذا أنـت لا تقضـي مـن النحـو حاجة
كـذبت على الهادي واخطأت في الذكر
إذا أنـت لـم تـزرع وابصـرت حاصدا
نـدمت علـى التفريـط في زمنِ البذر
فــدونك مــا فيـه الضـروريّ حاصـل
ومـا فيـه نفـع القارئين ومن يقري
ولا تخـش مـن بعـد فقـد ذهـب العنا
مســيرك فـي عـام تلاقيـه فـي شـهر
فيــا قــارئا فيهـا سـألتك دعـوةً
بخــالص قلــب منـك اجعلهـا ذخـري
لأنّــــي عبــــد مـــذنب ومقصـــّر
مـدى العمر والأوزار قد اثقلت ظهري
فمــا ســهرت عينـي ولا تعبـت يـدي
لغيـر دعـاء فـي الحياة وفي القبر
ومـا أتعـب الماضـون قبلـي نفوسهم
علـى غيـر تحصـيل الثـواب مع الاجر
وقـد كـان مـن حقـي سـكوتي وإنّمـا
قضى الله والمقدور فوق الورى يجري
فلا تعجبــن لــي فــي حلاوة نظمهـا
فناظمهـــا شــعبان ســكره مصــري
علـى اننـي لـم أخـل مـن حاسد ومن
عــدوّ ولكنــي لــه باســط العـذر
فقــد حســدت قبلــي رجـال أفاضـل
ومـا عنـدنا للحاسـدين سـوى الصبر
فيـا حاسـد النعمـاء قصـر ولا تـزد
فمـا كـل إنسـان ينـال مـن الخـبر
وذلـك فضـل اللـه يـؤتيه مـن يشـا
فمــا تـدرك الاشـيا بحـذق ولا فكـر
مضــت قسـمة اللـه الكريـم لخلقـه
فهــذا علـى ربـح وهـذا علـى خسـر
فيــا رب بالهــادي الشـفيع محمـد
بكعبتــك الغــراء بــالكتب الغـر
وبالانبيـــاء المرســـلين بـــآله
باصــحابه الاعلام والانجــم الزهــر
تقبـل وجـد وانفـع بها طالب الهدى
فكـم لـك مـن جـبر وكـم لك من ستر
لقـد ضـاع عمـري فـي عسـى ولعلمـا
وحينـا علـى عـرف وحينـا علـى نكر
وإن رمـت رفعـا وانتصـابا فـانثني
مـع الخفـض مجزومـا وقلـبي في كسر
ومــا حيلــتي عنـدي صـدود وغفلـة
وشــعبان فيــه علتــان ولـم يـدر
ويمنعنــي صــرفي ذنــوبي وزلّــتي
وذيـل المعاصـي منـه كعـبي فـي جر
فـإن جاء نحوي قابض الروح ما الذي
يكـون جـوابي فـي الوقاة وما عذري
فيــا ليتنـي قـدمت مـا هـو نـافع
ولــم أك مشــغولا بزيــد ولا عمـرو
ولكــن وثــوقي بالشــفيع يمــدّني
بخـاطره فـي الحشـر أسـكن فـي قصر
عليـــه صــلاة اللــه ثــم ســلامه
وللــه منــي طيـب الحمـد والشـكر
شعبان بن محمد بن داود الموصلي، المعروف بالآثاري: أديب، له شعر كثير، فيه هجو ومجون. ولد بالموصل وتنقل في البلدان، وتلقب بالآثاري لاقامته في اماكن الآثار النبوية، مدة واستقر في القاهرة، وبها وفاته. له أكثر من ثلاثين كتاباً في الأدب والنحو، منها (لسان العرب في علوم الأدب) و (ألفية) في النحو، سماها (كفاية الغلام) و (أرجوزة) في النحو أيضاً، سماها (الحلاوة السكرية - خ) و (شرح ألفية ابن مالك) ثلاثة أجزاء، لم يتمه، وديوان شعر. (عن الأعلام للزركلي) (1)(1) وترجم له ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة وفيات سنة 828 قال:انظر بقية كلام الحافظ ابن حجر وفيه بعدما ذكر أخبار تناقضه في هجاء من يمدحهم: (ومدحني بقصيدة تائية مطولة ولا أشك أنه هجاني كغيري، وقال وخلف تركة جيدة قيل بلغت ما قيمته خمسة آلاف دينار مع أنه كان مقتراً على نفسه فاستولى عليها شخص ادعى أنه أخوه وأعانه على ذلك بعض أهل الدولة وتقاسما المال)قال السخاوي: ورأيت من أرخ مولده سنة تسع وخمسين (759) وسمى ألفيته في النحو "كفاية الغلام في إعراب الكلام" قرظها له البلقيني وعمل أرجوزة في النحو أيضاً سماها الحلاوة السكرية وأخرى سماها عنان العربية وأخرى في العروض سماها الوجه الجميل في علم الخليل وأخرى في علم الكتابة ولسان العرب في علوم الأدب وديوان في النبويات سماه المنهل العذب وكتاباً سماه الرد على من تجاوز الحد وشرح الألفية في ثلاث مجلدات؛ ولكنه لم يكمل. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقي لسانه ويخاف شره؛ وهو عند ابن فهد في ذيله لتاريخ مكة، وقال المقريزي في عقوده انه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عفا الله عنه وإيانا.