
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمدينــة مِــن فَــوق سـَطح المـاءِ
تَجـــري بِأَبَهـــج مَنظــر وبَهــاءِ
أَم هَـــذِهِ إِرمٌ بَـــدَت وَعمادُهـــا
مَســـبوكة مِـــن فضـــة بَيضـــاء
أَم ذاكَ وَابـــور المَســـرّة مــدَّه
صــَدرُ البَريــة أَســَعد الســَعداء
وَحَبـا بـه النيـل المُبارك فَاِزدَهى
بِبَــديع بَهجــة شــَكله الحَســناء
فَكَــأن هَــذا الفُلـك فـي تَنظيمـه
فَلَــكٌ بِــهِ تَســري نُجــوم ســَماء
وَكَــأَنَّهُ فــي النَهـر عِنـدَ مَسـيره
بَــرق يَقصــِّر عَنــهُ طَـرف الـرائي
أَو أَنَّـــهُ ملـــك خَطيـــرٌ جُنــدُه
مَلأ مِــــن الأَمــــواج وَالأَهـــواء
فَعَســاكر الأَمــواج يُرســلها عَلـى
ســُفن البخــار طَليعــة الأَعــداء
فَتظــلّ تصــدم بِالجِبــال وَجوههـا
حَتّـــى تُـــرى مَنثـــورة كَهبــاء
وَعَســاكر الأَهــواء يُلقيهــا عَلـى
ســُفن الشــِراع بَشــائر الأنحــاء
فَتردّهــا قَهــراً عَلــى أَعقابهــا
بِالــذلّ وَالإرغــام فــي الأَعــداء
وَتصـــدّها وَتبــتُّ حبــل وصــالها
وَتفتـــت الجــافي مِــن الأَجــزاء
فـــإِذا تَصــدّى لِلســِباق فَــدونه
وَابــور بــرٍّ طــار فـي البَيـداء
وَإِذا ســَرى فَالكُــلُّ حَــول رِكـابه
فــي مَــوكب يَسـمو عَلـى الجَـوزاء
وَإِذا رَســا لَثمــت مقــدّم تــاجه
شـــَرَفاً ثَغـــورُ بَشــائرٍ وَصــَفاء
وَتَبســـمت لِقـــدومه فــي زينــة
بِــكَ يــا سـَعيدَ الدَولـةِ الغَـرّاء
وَترنمـــت مِنهــا بِمَــدحك أَلســنٌ
شــُكراً لَمــا أَوليــت مِـن نَعمـاء
يــا أَيُّهــا الملـك المؤيـد هَـذِهِ
مَصــر لَــك اِبتَهلــت بِكُــلِّ دُعـاء
وَبعــدلك اِبتَهجــت وَنـالَت أَهلُهـا
مــالم تَنــل فـي دَولـة الخُلَفـاء
وَالعَســكر المَنصـور جَيشـك دائِمـاً
يَقتــص فـي الهَيجـا مِـن الغرمـاء
وَيَســير تَحـتَ لِـواك فـي عـزٍّ وَفـي
أَمــنٍ وَفــي يُمــنٍ وَفَــرط هَنــاء
فَيَعــود بِالفَتــح المُـبين مؤيـداً
بِالنَصــر مَحفوظــاً مِــن الأَســواء
وَالنيـل فيـهِ سـَفينة الأَفـراح قَـد
حَلّـــت فَأَشـــرَق وَجهُـــه بِضــِياء
وَاِزداد فــي عَليــا جَنابـك رَغبـةً
وَغَــدا بســيرك فيــهِ أَعـذب مـاء
يـا ناصـر الأَوطـان فـي يَوم الوَغى
بِالجُنـــــد وَالإِقـــــدام وَالآراء
يـا أَكـرم الأَملاك يـا غَيـث النَـدى
يـــا طَيِّـــب الأَجـــداد وَالآبــاء
يـا اِبـن الَّذي نَشَر التَمدّن بَعدَ ما
قَــد كــانَ مَطويــاً عَــن الأَحيـاء
فَســـَلَكت مَســـلكه وَزدت مَحاســِنا
فَـــبررته يـــا أَشــرَف الأَبنــاء
بُشـــراك أَفئدة الأَنـــام خَــزائنٌ
ملئت بِحُبــك يــا أَبــا العَليـاء
وَالملـك عَيـن أَنـت يـا ابـن محمد
إنســـانها فــي مَصــرك الغنــاء
فاسـلم لـهُ كَيمـا يَـرى بِـكَ سـَعده
وَيَفـــوز مِنـــك برفعــة وَســَناء
وَاصحب بِطُول الدَهر بين أَولى النُهى
طوســـناً ســَليلك ســَيد الأَمــراء
نَجـل المَعـالي ثـاقب الفهـم الَّذي
يَزهـــو عَلـــى أَخــدانه بِــذَكاء
وَاقبـل فِـداك النَفـس مَدحـة مُخلـص
فاضــــَت عَلَيــــهِ ســـَحائب الآلاء
وَاعــذره إن أَعيــاه حصـرُ مَنـاقبٍ
جَلّـــت عــن التِعــداد وَالإِحصــاء
لا زلــت تُحســن صــُنع آثـار لَهـا
فــي مَصــر نَفــعٍ مــاطر الأَنـواء
مــا لاحَ وابــور المســرّة ذاهبـاً
بِتَمـــام مَـــدٍّ جيـــد الإِنشـــاء
وَاِنسـاب فـي نيـل السـَعادة قاصِداً
بِــــرّا بـــبرّ شـــامل وَعَطـــاء
وَالَمجــد قــال وَقَــد رآه مؤرخـاً
فــرح عَلــى بــرّ الخـديوي جـائي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين.باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية.وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ.وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط)، و(ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط).