
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِعَليــاك مَــدحي بِالفَضــائل واجـبُ
وَلِلغَيــر فــي كُـل المَحافـل وَاجـبُ
فَإِنَّــــك ســــُلطان رَؤوفٌ مؤيــــدٌ
لَـكَ العَـدل في الأَحكام بالشَرع صاحب
وَأَنـتَ الإِمـام الصـادق الواثق الَّذي
أَضـاءَت بِنـور الـوَجه مِنـكَ المَغارب
وَفـي تُـونس الخَضرا عَلى الخَلق كُلِّهم
أَياديــك مِـن قَبـل السـؤال سـَواكب
وَســَيفُك فــي الهَيجـاء وَهـوَ مهنـد
لَــهُ تَســجدُ الأَعــداء وَهـيَ كَتـائب
وَأَنــتَ لِـدين اللَـه وَالملـك ناصـر
وَجَيشــك فــي كُــل الوَقـائع غـالب
فَيــا عـز مَـن وَافـاك وَهـوُ مُسـالمٌ
وَيــاذلّ مَــن لاقــاك وَهــوَ مُحـارب
لَقَد باء في الدارين بِالخُزي وَاللظى
وَضـاقَت عَلَيـهِ فـي الفـرار المَذاهب
وَصـَبت عَلـى مَـن خانَ أَو جار وَاِعتَدى
بِعَزمـك فـي يَـوم النِـزال المَصـايب
وَيــا خَصـب أَوطـان لَهـا أَنـتَ سـَيدٌ
لَقَــد عَمَّهـا مِـن راحتيـك المَـواهب
وَمـا قَـدر مَدحي فيك يا واحد العُلا
وَفيــكَ عَــن الإِحصــاء جَلـت مَنـاقب
وَدُونــك فــي جــاه وَمَجــد وَرفعـة
ســَماء مَعــال زينتهــا الكَــواكب
وَإِنــي وَإِن كُنــت الأَديــب بمصــره
وَلـي طـابَ فـي عَـذب القَوافي مَشارب
وَمــا أَنظــم الأَشــعار إِلا تَأدّبــا
وَلا حَرّكتنـــي لِلقَريـــض المَكاســب
لِأَنـــي عَزيـــز فـــي بِلادي مقــرّب
وَلـي أَذعنـت بِالسـَبق فيهـا الأَجانب
وَلَســت بِمُحتــاج وَلا أَطلُــب الغِنـى
وَلا أَوقعتنـي فـي الغُـرور المَناصـب
فَــإِني عَــن تَهــذيب مــدَحك عـاجز
خُمــول ضــَعيف الفكـر عَمـا يُناسـب
وَلَكــن حُــبي فــي علاك هُــوَ الَّـذي
بِـهِ فَتحـت لـي فـي ثَنـاك المَطـالب
وَكَيــفَ وَإنــي بانتمــائي لتــونس
عَلـت بـي إِلـى أَوج الفَخار المَراتب
عَلـى أَن أَسـلافي بِهـا قَـد تناسـَلوا
وَقَـد كـانَ لـي فيهـا ومنهـا أَقارب
لِــذاك حَنينــي نَحوَهـا فـي زِيـادة
وَرُوحـي بِهـا وَالجسـم فـي مصر راسب
وَلا ســيما لَمــا ســَما بِـكَ مُلكُهـا
وَحَولــك دارَت فـي حِماهـا المَـواكب
وَشــَيَّدتَ للانصــاف فيهــا قَواعِــداً
يَقــوم لَهــا بِالشـُكر طفـل وَشـائب
وَقلـدت بِالتَوكيـل فـي مَصـر حازِمـاً
ســَعيداً لِتنجيــز الأُمــور يراقــب
لينصــر مظلومــاً وَيزجــر ظالِمــاً
وَيَقضـى بِمـا تُمحـى لَـدَيهِ المَتـاعب
فَقــامَ بِمــا يُرضــيك عَنــهُ وَإِنَّـهُ
همـــام جَليــل حنكتــه التَجــارب
وَســير ابــن دَحمـان حَميـدٌ وَرَأيُـه
سـَديدٌ وَمنـه الـذهن في الفهم ثاقب
وَذاكَ اِنتِخـــاب فيــهِ كُــل موكــل
بِــهِ ذو رَشـاد وافـر الحَـزم صـائب
وَعُـذري عَلـى التَقصـير أَرجـو قبوله
فَإِنَّـك بِـالتَحقيق فـي العَفـو راغـب
وَقَـد عـاقَني سـقمي زَماناً عَن الثَنا
وَلَــولاه مــالي عَــن مَـديحك حـاجب
فَأَمّــا وَقَـد عُـوفيت فَالمَـدح حاضـر
إلَيــكَ بِــهِ تَســعى سـَريعاً رَكـائب
وَتِلــكَ إِلــى ناديــك منــي هَديـة
عَلـى قَـدر حـالي وَاِعتِـذاري مُناسـب
فَقابــل مَحيّاهــا بِمـا أَنـتَ أَهلـه
مِـن الصـفح عَمـا لَـم يُنمِّقـه كـاتب
وَقُـل خـادِمي إِن كـانَ أَخطـا فإننـا
نُقابــل بِــالغُفران مَـن هُـوَ غـائب
وَعـش رافلاً فـي حلـة الملـك واثِقـا
بِطُـول البَقـا مـا عـاش مـاشٍ وَراكب
وَدُم لِلمَعـــالي آخـــذاً بِزمامهــا
وَمِنهــا لَمَولانــا تقــاد الجَنـائب
فَإِنــك للإســلام فــي الغَـرب كَعبـةٌ
تَتـــمّ بِهــا للطــائفين المــآرب
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين.باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية.وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ.وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط)، و(ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط).