
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَظَــر الزَمــان بِمقلــةٍ عَميـاءِ
لابــن اللئيمــة مَيّــت الأَحيـاءِ
الأَبكـم المَعـروف أَخبَـث مَـن مَشى
فـي النـاس مُختـالاً عَلى الغَبراء
بَيـت الضَلال أَخو الخيانة وَالخَنى
ركــن الفَسـاد وَنكبـة الفُقـراء
حــبّ الــدَراهم دينُــهُ فصــلاته
لِبَقائهــا فــي صــبحه وَمَســاء
ضـحكت لَـهُ الـدُنيا فَـزادَ سُرورُه
وَلَســوفَ يَبكـي مِـن أَليـم عَنـاء
وَعَلـى يَـديه يَعـضُّ مِـن أَسـَفٍ عَلى
غَـدر اللَيـالي بَعـد حُسـن وَفـاء
فَـأَقول عِنـدَ مَصـابه أَو مـا تَعي
يـا غـرّ مَعنـى جـاءَ في السَفهاء
حَتّـى إِذا فَرِحـوا بِما أُوتوا ضَحىً
أُخِــذوا بِلَيــلٍ حالـك الظَلمـاء
يـا ابـن الغَبية كَم ركضتَ حَماقةً
أَفـراسَ جَهلـك فـي رُبـى البَغضاء
وَسـَعيت فـي كسـب المَعالي بِالأَذى
فَجسـرتَ حَيـث وَقعـت فـي الضـَرّاء
هَـذا مِـن الـدُنيا نَصيبك فَاِنتَظر
يَــوم القِيامــة صــَفقة البُخَلاء
وَاِعلَـم بِـأَن اللَـه لَيـسَ بِغافـل
عَــن قَطــع دابـر آثـمٍ وَمُـرائي
لِلخَيـــر مَنـــاع عُتُــلٌّ معتــدٍ
بِنميمــة بَيــنَ الــوَرى مَشــّاء
بِـالغَيظ مُت كَمداً فَقَد نَزَل القَضا
وَالســَعي ضــلّ وَخـابَ كُـل رَجـاء
وَلَنـا اِسـتَجاب اللَه فيك دُعاءَنا
بِالشــرّ إذ هـو أَرحـم الرُحَمـاء
طَـردوك عَـن بـاب الرِياسة عِندَما
عَلِمـــوا بِأَنـــك ســـَيّئ الآراء
هَيهـات تَظفـر بِالمُنى بَينَ الوَرى
بِتَقلُّــــبٍ كَتَقلُّـــب الحربـــاء
فَـاِخلَع لِبـاس العلـم عَنكَ بِدَولة
شـــَهدت بِأَنـــك أَجهَــلُ الجُهَلاء
وَانـدب زَمانـاً كُنـتَ فيهِ مُوارياً
لِغبــــاوة بِمَلابــــس حَســـناء
مِـن أَيـن للتَرتيـب فيـكَ لياقـة
وَعَليــكَ تَعجــم ســائر الأَشـياء
كَــم تَــدعي لا كُنـت أَنـكَ فاضـل
وَالحَــق جــاءَ وَزَالَ كُــل خَفـاء
وَغَــدَوت عنــدَ الامتحـان كَباقـلٍ
عَرقــت جَبينـك فـي نَهـار شـِتاء
وَصـرفت عمـرك فـي الفضول سَفاهة
وَزَعمــت أَنــكَ فــزت بِالعَليـاء
وَنســبت نفسـك لِلمَعـارف بـاطِلاً
وَجَعلــت عَينــك عِنــدَنا كَـذَكاء
وَلَبثـت فـي دار العُلوم فَلَم تَكُن
تَــدري بِهـا شـيأً سـِوى الأَسـماء
مـا الفَخر في كسب النَوال وَسَلبه
ظلمــاً مِـن العـافين وَالضـُعَفاء
وَالكــدّ فــي تَكــثيره ومــآله
لمخنــــث وَســــقيمة عَـــوراء
وَالزُهـد فـي فَـرض الصِيام لريبة
فـي الـدين مـن جَهـل بِلا إِغـراء
وَالقَدح في الرسل الكِرام وَصحبهم
أَهـل الوَفـاء السـادة الحُنَفـاء
وَالمَيـل عَـن سـِنَن الصلاة وَفَرضها
وَالحَـــج عِنــدَ تَطــوّع برضــاء
والجـدّ فـي ذم الزَكـاة وقبحهـا
مِـــن خَــوف فَقــر عاجــل وَبَلاء
وَالكَـف عَـن غَسـل الجَنابة حَسبما
هُــوَ واجــبٌ شـَرعاً بِغَيـر مـراء
وَإضــافة التَكــوين وَهـيَ ضـَلالة
لِلــدَهر مِــن فهـم أَسـير غَبـاء
وَالكفــر بِــالرَحمن جَــل جَلالـه
وَجَحــود مـا أَسـداه مِـن نَعمـاء
ثَكَلتـك أُمـك إِنَّمـا فَخـر الفَـتى
بِإِغاثــة المَلهــوف عِنـد نـداء
وَالـبر يـا أَعمـى بِوالدك الشَقي
مَــع أَنَّــهُ مِــن ألأم اللؤمــاء
وَبأمـك المشـؤومة الـوَجه الَّـتي
عُرفـــت بــأَم الألكــن الــزلاء
وَبعمــةٍ لــك أَصــبحت مَشــهورة
بَيـنَ النِسـا بِـالمرأة الفَـدعاء
وَشـَقيقة تُمسـي وَتُصـبح في الشِتا
تَحــتَ النَــدى وَالطـل وَالأَنـواء
وَطفيلــة تَبكــي بِــدَمع هاطــل
فَـوقَ الخُـدود لِقَطـع حَبـل غِـذاء
وَالسـَعي فـي طَلَب الرَضا مِن خالق
غَمـــر الـــوَرى بِســَحائب الآلاء
وَرِجـا شـَفاعة أَحمـدٍ كنـزُ العَطا
مفنــي جَميـع الشـرك بِـالتَقواء
وَالأَمـــر بِــالمَعروف لا بتكــبر
وَالنَهــي عَـن نُكـر وَفعـل زِنـاء
وَالعَـدل بَيـن الأَهل والرحم الَّذي
أَوصـى بِـهِ المُختـار فـي الأَنباء
وَالبُعـد عَـن مـال اليَتيم وَأَكله
بِــالزور مِــن شـَرِهٍ عَـديم دَواء
وَبعفــــة وَأَمانـــة وَصـــَداقة
مَمزوجــــة بِتَواضـــع وَحَيـــاء
وَصــِيانة لِلنَفــس عَـن شـَهواتها
وَجُموحهــا أَبــداً عـن الصـَهباء
وَتَجنــب عَــن ميســر عَنـه نَهـى
وَتَباعــدٍ عَــن ســائر الأَهــواء
وَشــَهادة بِـالحَق تَنفـع يَـوم لا
وَلـــدٌ يَجــود لِوالــد بِفــداء
وَتَفقـه فـي الـدين يُنجـي في غد
مِمـــا يمــزق كامــل الأَعضــاء
وَتجمــل بِالمكرمــات وَبِالنَــدى
وَمَحبــــة للجـــار وَالنُـــزَلاء
وَوَفـــا بِعَهــد للإلــه وَخلقــه
وَنَجـــاز وَعَـــدهم بِلا إِغضـــاء
وَعِيــادة المَرضــى بِحسـن تَـودّد
وَتَـــردّد مِـــن ضــَحوة لِعشــاء
وَالمَشــي خَلــف جَنــازة بِتَطـوّع
لا مــــن مُلامــــة لائم هجّـــاء
وَعَـــداوةٍ لِلملحـــدين وَنصــرة
بِمهنـــد للــدين عِنــدَ لِقــاء
هَـذا هُـوَ الأَمـر الَّـذي مـا عابه
أَحــد مِــن الأَحبــار وَالفُقَهـاء
فَــاِنظر إِلــى مـرآة شـِعرٍ رائق
مــا نالَهــا شـَيء مِـن الأَصـداء
كَيمـا بِهـا تَلقـى أَمامـك سـحنة
بِالمَســخ قَــد كسـيت وَبِالأقـذاء
وَاحلـف بِانـك تَنتَهـي عَـن فتنـة
وَدَنـــاءة مَنقولـــة عَــن رائي
وَعَسـاك تَحنـث فـي اليَمين فَإِنني
لَــكَ آفــة فــي سـائر الأَنحـاء
فَأريــك أَبياتـاً يَشـيب لَهولِهـا
رَأس الوَليـــد بَليلــة شــَهباء
وَأَقـول مِـن شـغف بـذمك وَالهِجـا
مـت يـا جَهـول مَخافـة الرقبـاء
وَاِقطَـع رَجاك مِن الرِياسة وَاِنتَحب
لِنفورهــا يــا أَخبـث الخُبَثـاء
كُشـف الغِطاء عَن الحَقيقة فَاقتصر
وَاِســمَع نَصــيحة ناصــحٍ بِصـَفاء
عـش بِالصـَداقة بَينَ أَرباب الحجا
وَدَع النَميمـة فـي حمـى الأَمـراء
وَالبــس ثِيــاب تَواضــع وَتَخضـُّعٍ
وَأَمــط قِنــاع الكـبر كَـالعقلاء
وَاشــكر صــَنيعة محســن متفضـل
أَولاك كُــل الخَيــر فـي السـَرّاء
وَاِطلُـب رضـا هَـذا الأَميـر وَعَفوه
فَهُـوَ الجَـدير لَـدى الوَرى بِثَناء
هَــل كـانَ عِنـدَك يَسـتَحق بِسـَعيه
مـا كـانَ مِـن بُغـض وَفَـرط جَفـاء
وَاِنــزَع جَلابيــب التَمَلُّـق إِنَّهـا
مَقرونــــة بِتــــذلل وَشـــَقاء
وَصـل الأَقـارب يـا سـَفيه فَرُبَّمـا
وَاســاك عــاجزهم ببعــض دُعـاء
وَاِقطَـع حِبـال البخل وَاِنقض عَهده
فَالبُخـل فـي الإِنسـان أَقبَـح داء
وَاحلـل رِباط الحقد وَالشَرهِ الَّذي
عقـدوا لـه فـي القَـدح كُلَّ لِواء
وَاطـو السـجل لغـيّ نَفسك وَاستقم
وَاِنشــُر شـِراع قـراك كَالكرمـاء
فَلَئن هُـديت وَلـم تُخـالف ناصـِحاً
أَصــبَحت فــي أَمـن وَفَـرط هَنـاء
وَلَئن عَكَفـت عَلـى مَسـاويك الَّـتي
شــهرت لَـدى القطـان وَالغربـاء
وَجَعلــت نَفســك لِلهَـوان قَرينـة
مِــن أَجــل مــال قابـل لِفَنـاء
فاحســد يَتيمــة فكــرة عَربيـة
نَطقـت بِمـا أَربـى عَلـى الجَوزاء
فَلَكَــم تَعــاديني وَأصـرف هِمَـتي
عَنــكَ اِحتِقــاراً لا لِخَـوف جَـزاء
وَلَكَـم أَغـضُّ الطَـرف عَنـكَ سـَماحة
مِنــي فَمـا تَـزداد غَيـر تَنـائي
حَتّــى بَــدا لـي أَن ذمـك واجـب
فــي مَــذهب السـادات وَالفضـلاء
فَاِغضَب إِذا ما شئت وَاعتزل الرضا
لُؤمــاً فَــإني أَكــرم الأَكفــاء
وَاِطلـق عَنانـك فـي مَيادين الأَسى
وَاحمــل عَلــيّ بِسـائر الخُصـماء
وَارم النِبـال إِلـى مقاتـل ضَيغم
لَــم يَكتَـرث بِالصـَعدة السـَمراء
وَامكُـر وخن وَاغدر وبارز إن تَكن
يَــوم الكَريهـة فـارس الهَيجـاء
وَاِنطــق بِحَـرف واحـد فـي مَحفـل
كَيمــا تعــدّ بـه مِـن الفَصـحاء
وَاِفَهـم حَقيقـة مـا يقـال بمجلس
إِن كُنــت مَعـدوداً مِـن النَبهـاء
وَاِقـدَح زِناد الرَأي إِن كُنتَ امرأً
بِـالحَزم مَعروفـاً لَـدى الحُكَمـاء
وَاضرب خِيام النُصح في أَرض النُهى
إِن كُنـت فـي مَصـر مِـن النُصـَحاء
وَاهـزم جُيوش الجَهل إِن كُنت الَّذي
لِلعلـم فـي الـدُنيا مِن الحُلَفاء
وَاِشـرَح لَنـا أَعمـال غـش لَم تَزَل
متردّيـــا مِنهـــا بشـــرّ رِداء
وَاِحفَـظ مَـع الأَطفال لَوحَك وَاِمتثل
أَمــر المــؤدّب وَيـك وَالعرفـاء
وَاعـرف مَقامـك فـي دِيار لَم تَكُن
فيهــا سـِوى كالظلمـة السـَوداء
وَاِنــزل بِســاحة فتيــة عَربيـة
عَرَفـوا مَـدى الأَزمـان بِالنَجبـاء
مــا فيهـم عَيـب سـِوى عرفـانهم
وَدُخــولهم فــي زُمـرة البُلَغـاء
وَرُكــوبهم مَتــن العُلا بِمَعــارف
مَصـــرية جلّـــت عَــن الاحصــاء
أَولا فَـدَعني يـا غَـبيّ كَمـا تَـرى
أَصــميك مـن نَظمـي بِسـَهم هِجـاء
وَاصــلح قَفـاك لِسـَوط كُـلِّ مَذَلـة
حَتّــى تَمــوت بغصــة الحرصــاء
وَســـأَقتفيك بِمجمـــلٍ وَمفصـــَّلٍ
لِتــذوق طَعــم مَــرارة الإِنشـاء
وَعَليـك إن جَعَلـوه وَقفـاً جـاءهم
بِالصــدق تَوقيــعٌ مِـن العُلَمـاء
فاصــبر عَلـى هَجـو يَلـوح كَـأَنَّهُ
بَـــدر نَمَــت أَنــواره بِســَماء
وَاحـذر عَـداوة مَعشـر زُمر الهَوى
تَخشـــاهم فــي ظُلمــة وَضــِياء
فهـم البَـديع مَع البَيان وَنطقهم
بالشــعر أَخـرس نـاطق الغرمـاء
وَاخسـأ فَقَـد أَنشـدت فيـكَ مؤرّخا
يـا ألكنـاً أَنـا أَرشـد الشُعَراء
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين.باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية.وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ.وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط)، و(ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط).