
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رِضــى بِقَضــاءِ اللَــهِ فَهــوَ مُصـيبُ
وَصــَبراً عَلــى الأَحـداثِ فَهـيَ تَنـوبُ
خَليلَــيَّ قَــد وارى التُـرابُ أَحِبَّـتي
فَلَـم يَبـقَ لـي فَـوقَ التُـرابِ حَـبيبُ
أَقَلّا وُقوفـــاً بِالمَنـــازِلِ أَوقِفــا
فَـــإَنَّ الَّـــذي تَســتَبعِدانِ قَريــبُ
أَلَـم تُخبَـرا عَـن صـاحِبِ القَـبرِ إِنَّهُ
بِمَــرأى مِــنَ الأَهلَيــنِ وَهـوَ غَريـبُ
تَنـــاذَرَهُ الخِلّانُ يَأســاً فَأَصــبَحوا
لَهُـــم جيئَةٌ مِـــن حَــولِهِ وَذَهــوبُ
وَأَيُّ نَــوى أَنــأى مِـنَ القَـبرِ شـُقَّةً
وَأَيُّ بَقــــاءٍ بِالمَمــــاتِ يَطيـــبُ
عَلـى الجَـدَثِ المَهجـورِ عوجـا فَسَلِّما
ســَقاهُ الحَيـا الوَسـمِيُّ حيـنَ يَصـوبُ
وَإِلّا فَعَينــي إِن أَبـى الغَيـثُ مُزنَـةٌ
يَـــدِرُّ شـــَمالُ صـــَوبِها وَجنـــوبُ
إِذا هاجَهــا ذِكــرُ الأَحِبَّــةِ أَجهَشـَت
وَأَســـبَلَ دَمـــعٌ بِالــدِماءِ مَشــوبُ
تَـــأَوينَني هَمّـــي فَبِـــتُّ كَــأَنَّني
عَلـــى مُســـتَقِلّاتِ النُجــومِ رَقيــبُ
كَــأَنَّ اِطِّلاعَ الشــُهبِ بَيــنَ مَحـاجِري
فَمِــن نــاظِري تَبــدو وَفيـهِ تَغيـبُ
كَـــأَنَّ الـــدُجى وَالشـــُهبُ هَمّـــي
وَنارَهُ إِذا شَبَّ مِنها في الضُلوعِ لَهيبُ
تَقَطَّـــعُ أَنفاســي فَــأَقطَعُ لَيلَــتي
حَنينـــاً كَمــا حَنَّــت رَوائِمٌ نيــبُ
أَقــولُ وَنَفسـي وَالأَسـى قَـد تَمازَجـا
وَقَلبِــيَ مِــن حَــرِّ الفِــراقِ يَـذوبُ
أَلا مِثــلَ لــي فَــإِنَّهُ لــي مُعجِــزٌ
وَإِنّـــي لِأَمثـــالِ الــوَرى لَضــَروبُ
إِذا قُلــتُ فــي شــَيءٍ كَـأَنّي كُنتُـهُ
وَســـِرُّ اِتِّخــاذِ المُشــبِهينَ عَجيــبُ
أَنـا المَيـتُ وَالثَكلانُ وَالصَبُّ وَالشَجي
فَـــأَيُّ شـــَبيهٍ بَعـــدَ ذاكَ أُصــيبُ
وَمـــا ســـَكَني إِلّا ضـــَريحٌ كَــأَنَّهُ
لِأُنســـي بِـــهِ ظَـــبٌ أَحَــم رَبيــبُ
أَعــاوِدُ لَثــمَ التُــرب فيـهِ كَـأَنَّهُ
لِرَشـــفي لَــهُ ثَغــرٌ أَغَــرُّ شــَبيبُ
أَقــامَ عَلِــيُّ فــي ثَــراهُ مُغَيَّبــاً
وَلِلبَــدرِ مِــن بَعـدِ الطُلـوعِ غُـروبُ
بَعيــداً عَــنِ الإِخــوانِ رَهـنَ قَـررَةٍ
تَضـــَوَّعُ مِـــن أَنفاســـِهِ وَتَطيـــبُ
عَلـى سـَفَرٍ لا زادَ فيـهِ سـِوى التُقـى
وَلا ظـــاعِنَ الأَقــوامِ عَنــهُ يَــؤوبُ
أَخــي ســَلَبَتنيهِ الخُطــوبُ مُشــيحَةً
وَمـــا الــدَهرُ إِلّا ســالِبٌ وَســَليبُ
وَكُنـــتُ أُرَجّــي أَن تَزيــدَ حَيــاتَهُ
حَيـــاتي فَشـــانَتها عَلَــيَّ شــُعوبُ
وَكُنــــتُ أُرَجّيـــهِ لِكُـــلِّ مُلِمَّـــةٍ
فَقــالَ الــرَدى إِنَّ الرَجــاءَ كَـذوبُ
وَكـانَ سـَريعاً حيـنَ يُدعى إِلى النَدا
وَكَــم مِـن فَـتىً يُـدعى وَلَيـسَ يُجيـبُ
وَكـانَ حَيـاً فـي المَحـلِ يَعلَـمُ ضَيفُهُ
إِذا أَمَّــــهُ أَنَّ المَحَــــلَّ خَصـــيبُ
وَلَــم يَــكُ ذ عَيـبٍ وَلا كـانَ عائِبـاً
وَلَكِـــن نَقِـــيَّ اللِبســَتَينِ أَديــبُ
فَـتىً هُـوَ حَـدُّ السـَيفِ إِن رُمـتَ ضَيمَهُ
وَغُصــنٌ لِمَــن رامَ الســَماحَ رَطيــبُ
غَنِــيٌّ عَــنِ الأَقــوامِ لَيــسَ بِباسـِطٍ
يَــداً لِثَــوابٍ وَهــوَ كــانَ يُــثيبُ
جَميـــلٌ فَأَمّـــا وَجهُـــهُ فَمُنَـــوَّرٌ
طَليـــقٌ وَأَمّـــا صـــَدرُهُ فَرَحيـــبُ
رُزينـاهُ لَمّـا لَـم يَكُـن فيـهِ مَطعَـنٌ
وَلَـم يَـكُ راجـي الخَيـرِ مِنـهُ يَخيـبُ
وَأَلــوى بِـهِ المِقـدارُ غَضـاً شـَبابُهُ
تَميـــلُ إِلَيـــهِ أَعيُـــنٌ وَقُلـــوبُ
فَضـــاعَفَ وَجــدي وَاِســتَحَرَّ مُصــابُهُ
وَوَلّــى عَــزائي عَنــهُ وَهــوَ مُريـبُ
وَلَيـــسَ كَمَفقـــودٍ تَقــادَمَ عَهــدُهُ
وَغَطّـــى عَلَيـــهِ مَســـحَنا وَمَشــيبُ
أَقــولُ وَقَــد غَنَّــت حَمامَــةُ أَيكَـةٍ
وَمـــالَ بِهــا بَيــنَ الأَراكِ قَضــيبُ
أَســاجِعَةَ الأَغصــانِ نوحــاً فَــإِنَّني
عَلـى النَـوحِ مِـن بَيـنِ اللُحونِ طَروبُ
سـُقيتُ حُمَيـا الشـَوقِ فَـالهَمُّ سـُكرُها
وَأَكثَــرُ مــا أَلهـى المَشـوقَ نَحيـبُ
وَمُستَبشــِرٍ أَبــدى الســُرورَ لِنَكبَـةٍ
أَلَمَّـــت بِنــا وَالحادِثــاتُ ضــُروبُ
فَقُلـتُ اِنتَظِـر عُقـبى الزَمـانِ فَرُبَّما
ســـَقاكَ ذُنوبــاً إِن كَفــاكَ ذُنــوبُ
فَنَحـنُ بَكينـا نَبتَغي الأَجرَ في البُكا
وَنَحـــنُ صــَبَرنا وَالصــَبورُ لَــبيبُ
وَمــا جَزَعــي لِلحادِثــاتِ اِسـتِكانَةً
وَلَكِنَّـــــهُ لِلهــــالِكينَ نَصــــيبُ
وَلا جَلَـــدي عَنهُــم ســَلُوّاً وَقَســوَةً
وَلَكِـــنَّ عـــودُ الأَكرَميـــنَ صــَليبُ
فَطــوبى لِمَــن لَـم يُعـنَ إِلّا بِنَفسـِهِ
وَيــا رَبَّنــا إِنّــي إِلَيــكَ أَتــوبُ
أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس.شاعر متصوف أندلسي، من أهل شريش، عاصر منصور بن عبد المؤمن.له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطاً (أي بلا علة).