
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَدارَ البَلـى أَمـا عَمَـرتِ بِمَعشـَري
فَـأَنتِ الَّـذي تُـدعَينَ قَفراً وَبَلقَعا
عَلـى كَـثرَةِ الأَهلَينَ أَو حَشتِ زائِراً
وَأَلهَبـتِ أَكبـاداً وَأَجرَيـتِ مَـدمَعا
إِليــكِ مَــآبُ الكُـلِّ مِنهُـم مُلَبِّـثٌ
قَليلاً وَمِنهُــم مَــن تَـوَلّى وَوَدَّعـا
أَلا لَيـتَ شـِعري كَيفَ مَسَّ الثَوى بِها
فَـإِنّي أَرى فيهـا مِهـاداً وَمَضـجَعا
مَضاجِعُ لَيسَ لَيستَ النَومُ فيها بِلِذَّةٍ
وَلا النَـومُ فيهـا أَن تَهُـبَّ وَتَهجَعا
إِلى الحَشرِ وَاِسمُ الحَشرِ وَفقٌ لِشَكلِهِ
جِمــاعُ أُمــورِ مـا أَهَـمَّ وَأَشـنَعا
مَقــامٌ يَعُـمُّ الإِنـسَ وَالجِـنَّ هَـولُهُ
وَيُحشـَرُ فيـهِ الـوَحشُ شـِرباً مُفَزَّعا
تُبَــدَّلُ فيــهِ أَرضـُهُ غَيـرَ أَرضـِنا
وَتَطـوي السـَمَواتُ العُلـى طَيَّةً مَعا
فَيالَـكَ يَومـاً قَـلَّ سـَعيُ الوَرى لَهُ
وَمـا فيـهِ لِلإِنسـانِ إِلّا الَّـذي سَعى
تَغَــرُّ بِـدُنيا لَيـسَ تَـترُكُ مَنـزِلاً
أَنيســاً وَلا شــَملاً لِقَــومٍ مُجَمَّعـا
رَمـاني الـرُدى قَصداً فَأَقصَدُ مُهجَتي
وَأَخطَــأَ جُثمـاني فَـأَخفى وَأَوجَعـا
أُصــِبتُ بِأَصـلٍ كُنـتُ فَرعـاً لِفَرعِـهِ
وَشَأنُ الرَدى أَن يَهصِرَ العودَ أَجمَعا
فَنَفسـي الَّتي أَبكي وَإِن كُنتُ باكِياً
عَلَيهـا فَـدَمعي قَـد تَقَسـَّمَ أَدمُعـا
دَعَتهـا المَنايا فَاِستَجابَت دُعاءَها
سـَريعاً وَداعي المَوتِ أَسرَعُ مَن دَعا
فَخَلَّــت عَلَــيَّ الأَرضُ حَتّــى كَأَنَّمـا
حَــرامٌ عَلـى الأَجفـانِ أَن تَتَطَلَّعـا
وَحَتـمٌ عَليهـا أَن تَصـوبَ فَمـا هَمَت
عَلــى مُمحِــلٍ إِلّا أَصــبَحَ مُهرَعــا
بَكـى بَعـدَها المِرابُ شَوقاً لِقُربِها
وَرَوَّضَ مِنهـا التُـربُ خِصـباً فَأَينَعا
وَصــَلّى عَلَيهـا بِالَّـذي هِـيَ أَهلُـهُ
فَــإِنَّ ثَنــائي طـابَ قيلاً وَمَسـمَعا
وَمـا المَـدحُ وَالتَأبينُ مِمّا يَرُدُّها
وَلَكِنَّــهُ قَـد صـارَ مَبكـىً وَمَجزَعـا
عَلَيـــكَ ســـَلامٌ تَلاقـــي بَينَنــا
سـَلامُ اِمـرِئٍ أَمسـى بِفَقـدِكَ موجَعـا
أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس.شاعر متصوف أندلسي، من أهل شريش، عاصر منصور بن عبد المؤمن.له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطاً (أي بلا علة).