
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا بَـرقُ بَرقاً بَينَ مَروَةَ وَالصَفا
بـاكِر بِسـُقيا الحَجِّ ديناً قَد عَفا
وَاِهـدِ الحَجيـجَ إِلـى مَعـالِمِ مَكَّةٍ
فَلَقَــد تَرَكتَهُــمُ حَيــارى وُقَّفـا
حَمِّــل عِمامَــكَ ديمَـةً مِـن زَمـزَمٍ
وَاِنضـَح بِرَيّاهـا القُلـوبَ الرُجفا
وَاِكحَـل جُفـوني مِـن سَوافي ريحِها
إِنّــي أَشــِحُّ بِتُربِهـا أَن يَنسـِفا
بَيـنَ الحُجـونِ إِلى الحَطيمِ لِأَحمَدٍ
أَثَـرٌ زَكـا مِنـهُ الثَـرى وَتَشـَرَّفا
بِمِنــىً بِجَمرَتِــهِ إِلــى عَرَفـاتِهِ
ناهيــكَ مَســعىً لِلنَبِـيِّ وَمَوقِفـا
وَالحِجــرِ وَالحَجَـرِ الأَحَـمُّ تَـأَلَقَّت
أَنـوارُهُ فَـأَبى الهُـدى أَن تُكسَفا
وَمَقــامُ إِبراهيــمَ يَــدعو رَبَّـهُ
قَـد أَثَّـرَت قَـدَماهُ فـي صُمِّ الصِفا
وَالبَيـتُ ذو الأَسـتارِ تَمسـَحُ رُكنَهُ
وُرقُ الحَمــامِ عِيــاذَةٌ وَتَعَطُّفــا
يـا لَيـتَ أَنّـي فـي ذَراهُ حَمامَـةٌ
أَدَعُ الهَـديلَ سُدى وَأَبكي المُصطَفى
يــا عَيـنُ بَكّـي لِلـدَفينِ بِطيبَـةٍ
وَلِمَفــرِقٍ بِــدَمِ الوَصــِيِّ تَغَلَّفـا
أَخَــوَينِ خَيرُهُمــا بِحَــرَّةِ يَـثرِب
ثــاوٍ وَآخَــرُ بِــالعِراقِ تَخَلَّفـا
شــُلَّت يَميــنُ المُلجَمِــيِّ فِــإِنَّهُ
تَـــرَكَ الإِمـــامَ عَلـــى شـــَفا
أَرَتِ الشــَماتَةُ بِالوَصــِيَّ أُمَيَّــةً
لا ســَرَّها قَتــلُ الوَصـِيِّ وَلا شـَقى
وَدَّت أُمَيَّــةُ لَــو يُصـابُ بِسـَيفِها
يَكفيـكَ جَمـرَةً يـا أَمَيَّـةُ لَو كَفى
أَشــَفاكُمُ مِــن يَـومِ بَـدرٍ قَتلُـهُ
تِلـكَ الشـَهادَةُ مـا بِذَلِكَ مَن خَفى
وَأَبكـي عَلى السِبطينِ بَعدَ أَبيهِما
حُبّــاً لِجَـدِّهِما الرَحيـمَ الأَرأَفـا
عَمـري لَقَد جارَ الضَلالُ عَلى الهُدى
بِـالطِفِّ فـي قَتـلِ الحُسـَينِ وَطَفَّفا
واهـاً لَهـا مِـن عَـثرَةٍ لَـو تُتَّقى
واهـاً لَهـا مِـن ضـَلَّةٍ لَـو تُقتَفى
مـا كـانَ أَجدَرَها بِأَن تَدَعَ الظُبا
مُتَشـــَظَّياتٍ وَالقَنـــا مُتَقَصــِّفا
رَضــِيَت قُرَيــشٌ أَن تُقَتَّــلَ هاشـِمٌ
فَعَلـى قُرَيـشٍ بَعـدَ هاشـِمِ العَفـا
لا دَرَّ دَرُّ العَبشــَمِيَّةِ كَــم لَهــا
مِـن فَتكَـةٍ فيهِـم عَلَـت أَن توصَفا
لَــو أَن صـَقراً فـي مَكـانِ أُمَيَّـةٍ
لَحمـاً لَحامَ عَلى الحُسَينِ وَرَفرَفا
أَو لثـــاً يَــومَ خَــرَّ مَكانَهــا
غَرَثــاً لَمَهَّــدَ لِلحُسـَينِ وَأَلطَفـا
أَن أَنَّ سـِربَ قطاً غَداةَ شَكا الصَدى
وافـاهُ مَـجَّ لِـوِردِهِ مـا اِستَخلَفا
إِنّــي لَأَشــرَقُ بِــالزُلالِ تَــذَكُّراً
لَهُــمُ وَأَقلَــقُ بِـالنَعيمِ تَأَسـُّفا
يا لَيتَ شِعري كَيفَ كانَ عَلى العَصا
رَأسُ الحُسـَينِ وَنـورُهُ كَيـفَ اِنطَفا
أَم كَيــفَ تُفـرَعُ بِالقَضـيبِ ثَنِيَّـةً
كــانَت مَلَــذاً لِلنَبِــيِّ وَمَرشـِفا
إِن يَرفَعــوا رَأسَ الحُسـنِ فَقَبلَـهُ
رَفَعـوا لَـواذاً مِن أَبيعِ المُصحَفا
إيهــاً حَـديثاً عَـن فُـؤادي إِنَّـهُ
ذَكَــرَ الرَســولَ وَآلَــهُ فَتَشـَوَّفا
مــالي طَرِبــتُ بِكرِهِــم فَكَـأَنَّني
عـاقَرتُ مِـن ذِكـرِ الأَحِبَّـةِ قَرقَفـا
أَقِـمِ الصـَلاةَ عَلـى النَبِـيِّ فَإِنَّها
تَـذَرُ الـذُنوبَ الشـُمَّ قاعاً صَفصَفا
يــا رَبِّ إِنّـي قَـد أَنِسـتُ بِحُبِّهِـمِ
فَـاِجعَلُهُم لِـيَ عَـن سـِواهُ مَصـرِفا
أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس.شاعر متصوف أندلسي، من أهل شريش، عاصر منصور بن عبد المؤمن.له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطاً (أي بلا علة).