
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف بِرِبـعِ الأَسـى وُقوفَ الطَليحِ
وَشـِبِ الـدَمعَ بِالـدَمِ المَسـفوحِ
وَاِقـضِ مِـن واجِبِ البُكاءِ فَعَينا
كَ تَجــودانِ عَــن فُـؤادِ قَريـحِ
إِنَّ شـَدوَ الزَمـانِ نَوحُ الثُكالى
وَحُمَيّـــاهُ كُــلُّ دَمــعٍ ســَفوحِ
وَســَيَفنى كَمـا فَنَينـا وَيَلقـى
مـا لَقينـا مِـن فُرقَـةٍ وَنُـزوحِ
وَتَغــولُ المَنـونُ مِنّـا أُناسـاً
ذَهَبـوا إِذ مَضـَوا بِجِسمي وَروحي
وَأَرى الـدَهرَ شـامِتاً بِالمَعالي
فـي سـَليلي فَـتىَ بَنـي مَطـروحِ
طَلَعــا طَلعَــةَ الهِلالِ عَلَينــا
وَاِستَسـَرّا سـِرارَهُ فـي الضـَريحِ
هَصـَرَت مِنهُمـا المَنـونُ قَضيبَينِ
فَمــالا مَعــاً إِلــى التَصـريحِ
يـا تُراباً أَجَنَّ شَخصَيهِما أَجَنَنتَ
رُكنَــي عُلــىً وَبــابَي مَديــحِ
وَصــَغيرَينِ غَيــرَ أَنَّ المَعـالي
قَـد يُمَتَّعـنَ بِالصـَغيرِ الصـَريحِ
أَرِجَــت تِلكُــمُ البِطـاحُ لِطيـبٍ
ســاطِعٍ مِنهُمــا بِعَــرفٍ نَفـوحِ
لَيسَ مِسكاً وَإِنَّما هُوَ طيبُ الذِكرِ
تَســـري بِعَرفِـــهِ كُــلُّ ريــحِ
ضـَلَّ سـَعيُ البُكاةِ إِلّا عَلى أَحمَدَ
يــا نَفــسُ أَســعِديني وَنـوحي
مُــرَّ إِذ لا مُحَمَّــدَ الحَـيِّ بـاقٍ
فَاِستَشـفا ثَمـادَ قَلـبي القَريحِ
أَسـعِداني يـا فَرقَـدانِ وَغـورا
فَرقَـدا الأَرضِ غَـوِّرا في الصَفيحِ
كَيـفَ تَبقـى النُجومُ بَعدَهُما لَم
تَنكَــدِر وَالجِبــالُ ذاتُ جُنـوحِ
كَيـفَ لَـم تَلفِـظ المَقابِرُ مَوتا
هـا وَيَبـدُ وَالأَديـمُ غَيـرَ صَحيحِ
لَيـــسَ إِلّا التَصـــَبُّرِ أَجـــدى
مِــن بُكـاءٍ يَـدومُ غَيـرَ مُريـحِ
وَلَقَـد قُلتُ لِلوَزيرِ أَبي الحَجّاجِ
صـــَبراً لِرَيــبِ دَهــرٍ مُشــيحِ
مِثـلُ مَفقودِكَ اِتَباحَ حِمى الصَبرِ
كَمــا مِثلَــكَ اِرعَـوى لِلنَصـيحِ
فَاِصطَبِر وَاِرتَقِب مُراجَعَةَ الحُسنى
مِــنَ اللَــهِ فَهـوَ غَيـرُ شـَحيحِ
أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس.شاعر متصوف أندلسي، من أهل شريش، عاصر منصور بن عبد المؤمن.له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطاً (أي بلا علة).