
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـرقُ الحِمـى لاحَ مُجتازاً على الكثُب
وَراحَ يَســحبُ أَذيــالاً مِــن السـُحبِ
أَضــاءَ وَاللَيـلُ قـد مُـدَّت غيـاهبُه
فاِنجـابَ عَـن لهـبٍ يَـذكو وعـن ذَهبِ
فَمـا تحـدَّرَ دَمـعُ المـزنِ مـن فَـرَقٍ
حتّـى تبسـَّم ثغـرُ الـرَوضِ مـن طـربِ
وَغَنَّـت الـورقُ فـي الأَفنـان مُطربـةً
وَهَـزَّت الريـحُ أَعطافـاً مـن القُضـبِ
وَالصــبحُ خيَّـم فـي الآفـاق عَسـكرُهُ
وَاللَيـلُ أَزمـعَ مـن خَوفٍ على الهَربِ
فَقُلـتُ للصـَحب قومـوا للصـَبوح بنا
يــا طيــبَ مُصــطَبح فيـه وَمُصـطَحَبِ
واِستَضحكوا الدَهر عَن لَهوٍ فقد ضحكت
كـأَسُ المُدامـة عَـن ثَغـرٍ من الحَبَبِ
فَقـام يَسـعى بهـا السـاقي مُشَعشَعةً
كأَنَّهــا حَلَــبُ العُتّــاب لا العِنَـبِ
حَمـراءُ تسـطعُ نـوراً فـي زجاجَتهـا
كالشَمسِ في البَدر تَجلو ظُلمة الكُربِ
وَراحَ يثنــي قَوامــاً زانَــه هَيَـفٌ
بمعطــفٍ مـن قضـيب البـانِ مُقتَضـَبِ
فــي فتيــةٍ يَتَجلّـى بينهـم مَرَحـاً
كـأَنَّه البَـدرُ بيـن الأَنجـم الشـُهبِ
مُهفهـفُ القـدِّ مَعسـولُ اللَمـى ثَمِـلٌ
يَـتيهُ بالحُسـنِ مـن عُجـب ومـن عَجَبِ
لا يَمــزجُ الكــأسَ الّا مـن مَراشـفِه
فـاِطرب لمـا شـِئتَ من خمرٍ ومن ضَرَبِ
قَـد أَمكنـت فُـرَصُ اللذّات فاِقضِ بها
مـا فـاتَ منـك وَبـادر نُهزَةَ الغَلَبِ
واِغنَـم زمانَـكَ مـا صـَافاكَ مُنتهِباً
أَيّـامَ صـَفوِكَ نَهبـاً مـن يَـدِ النوَبِ
ولا تَشــُب مَــورِداً للأنـس فـزتَ بـه
بِـذكرِ مـا قَـد قَضى في سالف الحُقبِ
أَنَّ الزَمـانَ علـى الحـالينِ مُنقلِـبٌ
وَهَــل رأَيــتَ زَمانـاً غَيـرَ مُنقلِـبِ
وإنَّمــا المَــرءُ مَـن وفَّتـه همَّتُـهُ
حظَّيـهِ فـي الـدَهرِ مِـن جِدٍّ ومن لَعبِ
كَـم قلَّبتنـي اللَيـالي فـي تصرُّفها
فَكُنــتُ قُــرَّةَ عَيــنِ الفَضـلِ والأَدبِ
تَزيـــدُني نــوبُ الأَيّــام مكرُمــةً
كـأَنَّني الـذَهبُ الإبريـز فـي اللَهبِ
لا أَســتَريبُ بعيــنِ الحــقِّ أَدفعُـه
ولا أُرابُ بغَيـــن الشــَكِّ والريــبِ
لَقَـد طَلبـتُ العُلى حتّى اِنتهيتُ إِلى
مـا لا يُنـالُ فَكـانَت مُنتهـى أَرَبـي
حسـبي مـن الشـَرف العليـا أَرومَتهُ
أَن أَنتَمـي لِنظـام الـدين في حَسبي
هَــذا أَبــي حيــن يُعـزى سـيِّدٌ لأبٍ
هَيهـات مـا لِلوَرى يا دَهرُ مثل أَبي
قُطــبٌ عليـه رَحـى العَليـاء دائِرَةٌ
وَهَـل تَـدورُ الرَحـى الّا عَلـى القُطُبِ
كـاللَيثِ والغَيـثِ فـي عَزمٍ وفي كَرَمٍ
وَالزَهـرِ والـدَهرِ فـي بِشر وفي غَضَبِ
مُملَّــــكٌ تَهَــــبُ الآلافَ راحتُــــه
فَكَـم أَغـاثَت بجَـدواها مـن التَعَـبِ
أَضـحَت بـه الهِنـدُ للأَلبـابِ سـالبةً
كأَنَّهــا هِنــدُ ذاتُ الـدلِّ والشـَنَبِ
مــولىً إِذا حَــلَّ مُحتــاجٌ بسـاحتِه
أَغنــاهُ نــائلهُ عَــن وابِـلٍ سـَرِبِ
تَـرى مَـدى الـدَهر من أفضاله عجباً
فَنَحـنُ كُـلَّ شـهورِ الـدَهر فـي رَجَـبِ
رَقـى مِـن الذِروة العَلياءِ شامخَها
وحـلَّ مِـن هاشـِمٍ فـي أَرفَـع الرُتَـبِ
حـامي الحَقيقـةِ مِـن قَـومٍ نـوالهُمُ
يَســعى الـى مُعتقيـه سـَعي مُكتسـِبِ
الباســمُ الثَغـرِ والأَبصـارُ خاشـعةٌ
والحَـرب تُعـولُ والفُرسـانُ بـالحَرَبِ
يَقـومُ فـي حَومـة الهَيجـاءِ مُنفرداً
يَـومَ الكِفـاح مَقـام العَسكر اللَجِبِ
لَـو قـابَلته أُسـودُ الغـاب مُشـبلةً
لأَدبــرَت نادِمــاتٍ كَيــفَ لـم تَغِـبِ
يَفنــى المَقـالُ وَلا تَفنـى مـدائحهُ
نظمـاً ونـثراً مـن الأَشـعار والخُطَبِ
لا زالَ غَوثــاً لِمَلهــوفٍ ومُعتَصــماً
لخــائِفٍ وَنجــاةَ الهالِــكِ العَطِـبِ
مـا رَنَّحـت نَسـماتُ الريـح غصنَ رُبىً
وأومـضَ البَـرقُ مُجتـازاً على الكُثُبِ
علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم.عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة.من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع- ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).