
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بَيـنَ قَلبي وَبرقِ المُنحنى نَسبُ
كِلاهُمـا مـن سـَعير الوَجـد يَلتَهِـبُ
قَلـبي لِمـا فـاته مـن وصل فاتِنِه
وَالبَـرقُ إِذ فـاتَه من ثغره الشَنَبُ
بَـدرٌ أَغـارَ بُـدورَ التـمِّ حين بَدا
لَيلاً تحــفُّ بـه مـن عقـده الشـُهبُ
مُهفهـفٌ إِن ثَنـى عِطفـاً علـى كَفَـلٍ
أَثنَـت عَلـى قَـدِّه الأَغصـانُ والكثُبُ
قَضـى هَـواهُ علـى العُشـّاق أَنَّ لـه
سـَلبَ القُلـوبِ الَّـتي فـي حُبِّه تَجِبُ
راقَــت لعينــيَ إِذ رقَّـت محاسـنُهُ
وَراقَ لـي فـي هَواهُ الوَجدُ والوصَبُ
فـالجَفنُ بالسـُهد أَمسى وهو مكتحلٌ
وَالـدَمعُ أَصـبحَ يَجـري وهـو مُختَضِبُ
ظَـبيٌ مـن العُـرب تَحميـه محاسـنُهُ
عمَّــن يــؤَمِّلُه وَالســمرُ والقُضـبُ
لكنَّـه مـا رَعـى في الحُبِّ لي ذِمماً
وَكَـم رعـت ذِممـاً فـي حيِّها العربُ
لَـو لَم يكن بالحمى الشرقيِّ منزلُهُ
مــا هزَّنـي للحمـى شـَوقٌ ولا طَـربُ
لا زالَ صـَوبُ الحَيـا يُحيـي معاهدَه
وَتسـحبُ الـذيلَ في أَرجائها السُحُبُ
معاهـدٌ نِلـتُ فيهـا مُنتهـى أَرَبـي
وَلَيـسَ لـي فـي سـِوى مَن حَلَّها أَربُ
أَيّــامَ غصــنُ شـَبابي يـانعٌ نَضـِرٌ
وَالعمـرُ غـضٌّ وأَثـوابُ الصـبا قُشُبُ
أَصـبو إِلـى كُـلِّ بَـدرٍ طَـوقُه أفـقٌ
وَكُـلِّ شـَمسٍ لهـا مـن ضـوئِها حُجُـبُ
أَسـتودُع اللَـه غزلانـاً بـذي سـَلَم
بـانَت بهـنَّ دواعـي البَينِ والنوَبُ
شـَكَوتُ جـورَ النَوى من بعدها وشكت
وَكُنتُ لم أَدرِ ما الشَكوى ولا العَتَبُ
يــا راحِلاً بِفــؤادي وهـو قـاطنُهُ
وَســاكِناً بِضــُلوعي وهــيَ تَضـطَرِبُ
قطعـتَ حبـلَ الوَفا من غير ما سَبَبٍ
فَهَل إِلى الوَصل من بعد الجَفا سَبَبُ
أَمّـا النفـوسُ فَقَد ذابَت عليك أَسىً
وهـيَ الَّتي من مَجاري الدَمعِ تَنسَكِبُ
فـإِن سـلبتَ الَّـذي أَبقيـتَ من رَمَقٍ
أَحييتهـا ولـك المَسـلوبُ وَالسـَلبُ
وإِن قضـيتَ بـأَن تَقضـي علـى كمَـدٍ
فإِنَّهــا فـي سـَبيل اللَـه تُحتَسـبُ
علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم.عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة.من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع- ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).