
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفــي كــلِّ يَـومٍ للأَمـانيِّ تَكـذيبُ
وَلِلــدَهر تَصـعيدٌ علينـا وتَصـويبُ
إِلامَ اِنقيــادي للزَمــان تَروعُنـي
لَــهُ كــلَّ يـوم مُزعجـاتٌ أَسـاليبُ
أَفي الحَقِّ أَن أَصدى وفي القَلب غُلَّةٌ
يَشـبُّ لهـا بيـن الجوانـح ألهـوبُ
وَيُصـبح مَـن دونـي نَقيعـاً أوامُـهُ
يَسـوغُ لـه عـذبُ المـوارد أثعـوبُ
أَروحُ وَأَغــدو تَقتَضــيني نَجاحَهـا
أَمـــانيُّ نَفــسٍ كلُّهــنَّ أَكــاذيبُ
عَتبـتُ عَلى دَهري وما الدَهرُ مُعتِباً
ولكــنَّ عجــزاً اِنتظــارٌ وَتـأنيبُ
وَقَـد سـاءَني بين المَهانة والعُلى
مقـامي على حال لها الجأشُ مرعوبُ
فأَمّـا عُلا لا يُلحَـقُ الـدَهرَ شـأوها
وإِمّـا خمـولاً فهـو في الحقِّ مَرغوبُ
طُبِعـتُ علـى مـا لَـو تكلَّفـتُ غيرَه
غُلبـتُ وقـد قيـل التكلُّـفُ مَغلـوبُ
أَيــوقفُني صــَرفُ الزَمـان ضـَراعةً
وَما الخُطو مقصورٌ ولا القيدُ مكروبُ
إِذاً لا نَمــت كفّــي إِلــيَّ مهنَّـدي
ولا قرَّبـت بـي المقرباتُ اليعابيبُ
وَكُــلُّ طِمِــرٍّ فـائتِ الشـأوِ سـابقٍ
لـه فـي موامي البيد عدوٌ وتَقريبُ
عَلامَ ولا ســـُدَّت علـــيَّ مَـــذاهبي
ولا عــاقَني تَرغيـبُ أَمـرٍ وتَرهيـبُ
إِذا أَقعـدَتني الحادِثـاتُ أَقـامَني
لنيـل العُلـى عـزمٌ وحَـزمٌ وتَجريبُ
وإِن أَنا جُبتُ البيدَ في طَلَبِ العُلى
فكـم جابها قَبلي كِرامٌ وما عيبوا
ومـا ذاتُ نشـرٍ قـد تضـاحك نَورُها
ومـن دونـه فَـرعُ السِماكين مَجذوبُ
وَمـا عذرُ من يَرجو من الدَهر سلمهُ
وقـد أَمكنتـهُ المرهَفاتُ القراضيبُ
لَقَـد آن أَن يَصـفو من العزِّ مَوردي
فينجــحَ مــأمولٌ وَيَرتـاحَ مَكـروبُ
أَنِفـتُ لمثلـي أَن يُـرى وهـو والهٌ
ومـا أَنـا مِمَّـن تَزدَهيـهِ الأَطاريبُ
أَبيــتُ فَلا يَغشــى جنــابيَ طـارِقٌ
كــأَنّي ضـَنينٌ مـن نـواليَ محجـوبُ
أَبـى لـيَ مَجـدي والفتـوَّةُ والنُهى
وهمَّــةُ نفـسٍ أَنتجتهـا المنـاجيبُ
وَقَـد عَلمـت قَـومي ومـا بي غباوَةٌ
بــأَنّي لنَيـل المكرُمـات لمخطـوبُ
وَهَــذا أَبـي لا الظَـنُّ فيـه مخيَّـبٌ
ولا المجـد متعوسٌ ولا الرأي مكذوبُ
لـه مـن صـَميم المَجـدِ أَرفَعُ رتبةٍ
ومـن هاشـِمٍ نهجٌ إِلى الفَخرِ مَلحوبُ
وَهَــل هــو الّا دَوحـةٌ قـد تفرَّعـت
فُكُنـتُ لهـا غُصـناً نَمَتـه الأَنابيبُ
ومـا ذاتُ نشـرٍ قـد تضـاحك نَورُها
وهـلَّ بهـا مـن مَدمَع المزنِ شؤبوبُ
تُغـانُ لهـا ريـحُ الصَبا إن تنفَّست
وَللشــمس تَفضـيضٌ عليهـا وتَـذهيبُ
يُنـافِسُ ريّاهـا مـن المِسـكِ صـائِكٌ
ومـن نفحـات المَندل الرَطب مَشبوبُ
بــأَعبقَ نشـراً مـن لَطيمـةِ خلقِـه
إِذا فُـضَّ عنهـا مـن مَكـارمه طيـبُ
هُمـامٌ إِذا ما هَمَّ أَمضى على العِدى
مـن العَضـب حـدّاً وهو أَبيضُ مَذروبُ
تُريــكَ زُؤامَ المَـوتِ لحظـةُ بأسـهِ
وَمـاءُ الحَيـا من جود كفَّيه أسكوبُ
هُـوَ الأَبلَـجُ الوضـّاحُ فـوقَ جـبينه
ضـياءٌ مـن النـور الإِلهـيِّ مَكتـوبُ
حفــيٌّ بــإِكرام النَزيـل إذا أَوى
إلــى ســوحه آواه أَهـلٌ وتَرحيـبُ
فَـتىً ثقُلـت أَيدي نداه على الطُلى
فـأَطَّت كَمـا أَطَّـت لأعبائهـا النيبُ
أَقـام عمـادَ الملـك بعد اِزوِراره
فأَمســى لــه نـصٌّ لـديه وتطنيـبُ
أَتِـربَ المَعـالي والعَـوالي وربَّها
ومـن ضـاق فـي عَلياه وصفٌ وَتَلقيبُ
شـكوتُك حـالاً قـد أَتاحَت ليَ الجوى
فهـل أَنـت مُشـكٍ أَم لحظّـيَ تتـبيبُ
أعيـذك أَن أمسـي وفي النَفس حاجةٌ
ومـن دون مـا أَرجـوهُ هـمٌّ وتَعذيبُ
أَرانـي لقـىً لا يَرهبُ الدهرَ سطوتي
عــدوٌّ وَلا يَرجــو نَــواليَ محبـوبُ
فحاشـاكَ أَن تَرضـى لشـِبلكَ أَن يُرى
وقـد نشـبت للـدهر فيـه مخـاليبُ
وَعــدتُ رَجـائي منـكَ أنجـحَ مِنحـةٍ
وأَنّـيَ إِن لـم أَوفِ وعـدي لَعرقـوبُ
فَهـا أَنـا قـد وجَّهـتُ نحوكَ مطلبي
وأَغلــبُ ظنّــي أَن سـَينجحُ مَطلـوبُ
علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم.عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة.من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط)، و(الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و(أنوار الربيع- ط)، و(الطراز- خ) شرح بديعية له، و(سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و(الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ)، وله (ديوان شعر- خ).