
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا أَنصـَفَ القَـومُ ضـَبَّه
وَأُمَّـــــهُ الطُرطُبَّــــه
رَمَـــوا بِــرَأسِ أَبيــهِ
وَبـــاكَوا الأُمَّ غُلبَـــه
فَلا بِمَـــن مــاتَ فَخــرٌ
وَلا بِمَــن نيــكَ رَغبَــه
وَإِنَّمــا قُلــتُ مـا قُـل
تُ رَحمَــــةً لا مَحَبَّــــه
وَحيلَـــةً لَـــكَ حَتّـــى
عُــذِرتَ لَـو كُنـتَ تيبَـه
وَمــا عَلَيـكَ مِـنَ القَـت
لِ إِنَّمـــا هِــيَ ضــَربَه
وَمــا عَلَيـكَ مِـنَ الغَـد
رِ إِنَّمـــا هُـــوَ ســُبَّه
وَمــا عَلَيـكَ مِـنَ العـا
رِ إِنَّ أُمَّــــكَ قَحبَــــه
وَمــا يَشـُقُّ عَلـى الكَـل
بِ أَن يَكـونَ اِبـنَ كَلبَـه
مــا ضـَرَّها مَـن أَتاهـا
وَإِنَّمـــا ضـــَرَّ صــُلبَه
وَلَـــم يَنِكهــا وَلَكِــن
عِجانُهـــا نــاكَ زُبَّــه
يَلـــومُ ضـــَبَّةَ قَـــومٌ
وَلا يَلومــــونَ قَلبَـــه
وَقَلبُـــــهُ يَتَشـــــَهّى
وَيُلــزِمُ الجِســمَ ذَنبَـه
لَـو أَبصـَرَ الجِـذعَ شَيئاً
أَحَـبَّ فـي الجِـذعِ صـَلبَه
يـا أَطيَـبَ النـاسِ نَفساً
وَأَليَــنَ النــاسِ رُكبَـه
وَأَخبَــثَ النــاسِ أَصـلاً
فــي أَخبَـثِ الأَرضِ تُربَـه
وَأَرخَــصَ النــاسِ أُمّــاً
تَـــبيعُ أَلفــاً بِحَبَّــه
كُـــلُّ الفُعــولِ ســِهامٌ
لِمَريَـــمٍ وَهــيَ جَعبَــه
وَمـا عَلـى مَـن بِهِ الدا
ءُ مِــن لِقــاءِ الأَطِبَّــه
وَلَيـــسَ بَيـــنَ هَلــوكٍ
وَحُـــرَّةٍ غَيـــرُ خِطبَــه
يــا قــاتِلاً كُــلَّ ضـَيفٍ
غَنـــاهُ ضــَيحٌ وَعُلبَــه
وَخَـــوفُ كُـــلِّ رَفيـــقٍ
أَباتَــكَ اللَيــلُ جَنبَـه
كَـذا خُلِقـتَ وَمَـن ذا ال
لَـــذي يُغـــالِبُ رَبَّــه
وَمَـــن يُبـــالي بِــذَمٍّ
إِذا تَعَــــوَّدَ كَســــبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخ
لِ ســُربَةً بَعــدَ ســُربَه
عَلـــى نِســائِكَ تَجلــو
فَعولَهــا مُنــذُ ســَنبَه
وَهُـــنَّ حَولَـــكَ يَنظُــر
نَ وَالأُحَيـــراحُ رَطبَـــه
وَكُـــلُّ غُرمـــولِ بَغــلٍ
يَرَيــنَ يَحســُدنَ قُنبَــه
فَســَل فُــؤادَكَ يـا ضـَب
بَ أَيـــنَ خَلَّــفَ عُجبَــه
وَإِن يَخُنــــكَ لَعَمـــري
لَطالَمــا خــانَ صــَحبَه
وَكَيـــفَ تَرغَـــبُ فيــهِ
وَقَـــد تَبَيَّنــتَ رُعبَــه
مــا كُنــتَ إِلّا ذُبابــاً
نَفَتـــكَ عَنّـــا مِــذَبَّه
وَكُنـــتَ تَفخَــرُ تيهــاً
فَصـــِرتَ تَضــرِطُ رَهبَــه
وَإِن بَعُــــــدنا قَليلاً
حَمَلــتَ رُمحــاً وَحَربَــه
وَقُلـــتَ لَيـــتَ بِكَفّــي
عِنــانَ جَــرداءَ شــَطبَه
إِن أَوحَشــَتكَ المَعــالي
فَإِنَّهــــا دارُ غُربَـــه
أَو آنَســـَتكَ المَخــازي
فَإِنَّهـــا لَـــكَ نِســبَه
وَإِن عَرَفــــتَ مُـــرادي
تَكَشـــَّفَت عَنــكَ كُربَــه
وَإِن جَهِلــــتَ مُـــرادي
فَـــإِنَّهُ بِـــكَ أَشـــبَه
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.