
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَهِمــتُ الكِتــابَ أَبَـرَّ الكُتُـب
فَســَمعاً لِأَمــرِ أَميــرِ العَـرَب
وَطَوعــاً لَــهُ وَاِبتِهاجــاً بِـهِ
وَإِن قَصــَّرَ الفِعــلُ عَمّـا وَجَـب
وَمـا عـاقَني غَيـرُ خَوفِ الوُشاةِ
وَإِنَّ الوِشــاياتِ طُــرقُ الكَـذِب
وَتَكـــثيرِ قَـــومٍ وَتَقليلِهِــم
وَتَقريبِهِــم بَينَنــا وَالخَبَــب
وَقَــد كــانَ يَنصــُرُهُم ســَمعُهُ
وَيَنصـــُرُني قَلبُـــهُ وَالحَســَب
وَمـا قُلـتُ لِلبَـدرِ أَنتَ اللُجَينُ
وَلا قُلــتُ لِلشـَمسِ أَنـتِ الـذَهَب
فَيَقلَــقَ مِنـهُ البَعيـدُ الأَنـاةِ
وَيَغضــَبَ مِنـهُ البَطيـءُ الغَضـَب
وَمـــا لاقَنــي بَلَــدٌ بَعــدَكُم
وَلا اِعتَضــتُ مِـن رَبِّ نُعمـايَ رَب
وَمَـن رَكِـبَ الثَـورَ بَعدَ الجَوادِ
أَنكَــــرَ أَظلافَـــهُ وَالغَبَـــب
وَمــا قِســتُ كُـلَّ مُلـوكِ البِلادِ
فَـدَع ذِكـرَ بَعـضٍ بِمَـن فـي حَلَب
وَلَــو كُنــتُ ســَمَّيتُهُم بِاِسـمِهِ
لَكـانَ الحَديـدَ وَكـانوا الخَشَب
أَفي الرَأيِ يُشبَهُ أَم في السَخاءِ
أَم فـي الشـَجاعَةِ أَم فـي الأَدَب
مُبــارَكُ الاِســمِ أَغَــرُّ اللَقَـب
كَريــمُ الجِرِشـّى شـَريفُ النَسـَب
أَخـو الحَـربِ يُخـدِمُ مِمّـا سـَبى
قَنـــاهُ وَيَخلَــعُ مِمّــا ســَلَب
إِذا حــازَ مــالاً فَقَــد حـازَهُ
فَــتىً لا يُســَرُّ بِمــا لا يَهَــب
وَإِنّــــي لَأُتبِــــعُ تَـــذكارَهُ
صــَلاةَ الإِلَــهِ وَســَقيَ الســُحُب
وَأُثنــــي عَلَيــــهِ بِـــآلائِهِ
وَأَقــرُبُ مِنــهُ نَــأى أَو قَـرُب
وَإِن فـــــارَقَتنِيَ أَمطــــارُهُ
فَــأَكثَرُ غُــدرانِها مــا نَضـَب
أَيـــا ســَيفَ رَبِّــكَ لا خَلقِــهِ
وَيـا ذا المَكـارِمِ لاذا الشـُطَب
وَأَبعَــــدَ ذي هِمَّــــةٍ هِمَّـــةً
وَأَعـــرَفَ ذي رُتبَــةٍ بِــالرُتَب
وَأَطعَـــنَ مَـــن مَـــسَّ خَطِّيَّــةً
وَأَضـــرَبَ مَــن بِحُســامٍ ضــَرَب
بِـذا اللَفظِ ناداكَ أَهلُ الثُغورِ
فَلَبَّيــتَ وَالهـامُ تَحـتَ القُضـُب
وَقَـد يَئِسـوا مِـن لَذيذِ الحَياةِ
فَعَيـــنٌ تَغــورُ وَقَلــبٌ يَجِــب
وَغَــرَّ الدُمُسـتُقَ قَـولُ العُـداةِ
أَنَّ عَلِيّــــــاً ثَقيلاً وَصـــــِب
وَقَـــد عَلِمَـــت خَيلَــهُ أَنَّــهُ
إِذا هَــمَّ وَهــوَ عَليــلٌ رَكِــب
أَتــاهُم بِأَوســَعَ مِــن أَرضـِهِم
طِــوالَ السـَبيبِ قِصـارَ العُسـُب
تَغيــبُ الشــَواهِقُ فــي جَيشـِهِ
وَتَبــدو صـِغاراً إِذا لَـم تَغِـب
وَلا تَعبُــرُ الريــحُ فــي جَـوِّهِ
إِذا لَـم تَخَـطَّ القَنـا أَو تَثِـب
فَغَـــرَّقَ مُـــدنَهُمُ بِـــالجُيوشِ
وَأَخفَـــتَ أَصــواتَهُم بِــاللَجَب
فَــأَخبِث بِــهِ طالِبــاً قَهرَهُـم
وَأَخبِــث بِـهِ تارِكـاً مـا طَلَـب
نَـــأَيتَ فَقــاتَلَهُم بِاللِقــاءِ
وَجِئتَ فَقــــاتَلَهُم بِــــالهَرَب
وَكـانوا لَـهُ الفَخـرَ لَمّـا أَتى
وَكُنــتَ لَـهُ العُـذرَ لَمّـا ذَهَـب
ســـَبَقتَ إِلَيهِـــم مَنايـــاهُمُ
وَمَنفَعَــةُ الغَـوثِ قَبـلَ العَطَـب
فَخَـــرّوا لِخـــالِقِهِم ســـُجَّداً
وَلَـو لَـم تُغِـث سـَجَدوا لِلصـُلُب
وَكَــم ذَدتَ عَنهُـم رَدىً بِـالرَدى
وَكَشــَّفتَ مِــن كُــرَبٍ بِــالكُرَب
وَقَــد زَعَمــوا أَنَّــهُ إِن يَعُـد
يَعُــد مَعَــهُ المَلِـكُ المُعتَصـِب
وَيَستَنصــِرانِ الَّــذي يَعبُــدانِ
وَعِنـــدَهُما أَنَّــهُ قَــد صــُلِب
لِيَــدفَعَ مــا نــالَهُ عَنهُمــا
فَيــا لَلرِجــالِ لِهَـذا العَجَـب
أَرى المُسـلِمينَ مَـعَ المُشـرِكينَ
إِمّـــا لِعَجـــزٍ وَإِمّــا رَهَــب
وَأَنــتَ مَــعَ اللَـهِ فـي جـانِبٍ
قَليــلُ الرُقـادِ كَـثيرُ التَعَـب
كَأَنَّــــكَ وَحــــدَكَ وَحَّــــدتَهُ
وَدانَ البَرِيَّــــةُ بِـــاِبنِ وَأَب
فَلَيـــتَ ســُيوفَكَ فــي حاســِدٍ
إِذا مــا ظَهَــرَت عَلَيهِــم كَئِب
وَلَيـــتَ شــَكاتَكَ فــي جِســمِهِ
وَلَيتَــكَ تَجــزي بِبُغــضٍ وَحُــب
فَلَـو كُنـتَ تَجـزي بِـهِ نِلتُ مِنكَ
أَضـــعَفَ حَـــظٍّ بِــأَقوى ســَبَب
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.