
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
القَلـبُ أَعلَـمُ يـا عَـذولُ بِدائِهِ
وَأَحَــقُّ مِنــكَ بِجَفنِــهِ وَبِمـائِهِ
فَـوَمَن أُحِـبُّ لَأَعصـِيَنَّكَ فـي الهَوى
قَســَماً بِــهِ وَبِحُســنِهِ وَبَهـائِهِ
أَأُحِبُّـــهُ وَأُحِــبُّ فيــهِ مَلامَــةً
إِنَّ المَلامَــةَ فيـهِ مِـن أَعـدائِهِ
عَجِـبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم
دَع مـا بَـراكَ ضـَعُفتَ عَن إِخفائِهِ
مــا الخِـلُّ إِلّا مَـن أَوَدُّ بِقَلبِـهِ
وَأَرى بِطَــرفٍ لا يَــرى بِســَوائِهِ
إِنَّ المُعيـنَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى
أَولــى بِرَحمَــةِ رَبِّهـا وَإِخـائِهِ
مَهلاً فَــإِنَّ العَـذلَ مِـن أَسـقامِهِ
وَتَرَفُّقــاً فَالسـَمعُ مِـن أَعضـائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى
مَطـــرودَةً بِســـُهادِهِ وَبُكــائِهِ
لا تَعـذُلِ المُشـتاقَ فـي أَشـواقِهِ
حَتّـى يَكـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِهِ
إِنَّ القَتيــلَ مُضــَرَّجاً بِــدُموعِهِ
مِثــلُ القَتيـلِ مُضـَرَّجاً بِـدِمائِهِ
وَالعِشـقُ كَالمَعشـوقِ يَعـذُبُ قُربُهُ
لِلمُبتَلــى وَيَنـالُ مِـن حَوبـائِهِ
لَـو قُلـتَ لِلـدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ
مِمّـــا بِــهِ لَأَغَرتَــهُ بِفِــدائِهِ
وُقِـيَ الأَميـرُ هَـوى العُيونِ فَإِنَّهُ
مــا لا يَــزولُ بِبَأسـِهِ وَسـَخائِهِ
يَستَأسـِرُ البَطَـلَ الكَمِـيَّ بِنَظـرَةٍ
وَيَحــولُ بَيــنَ فُـؤادِهِ وَعَـزائِهِ
إِنّــي دَعَوتُــكَ لِلنَـوائِبِ دَعـوَةً
لَـم يُـدعَ سـامِعُها إِلـى أَكفائِهِ
فَـأَتَيتَ مِـن فَـوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ
مُتَصَلصــــِلاً وَأَمــــامِهِ وَوَرائِهِ
مَـن لِلسـُيوفِ بِـأَن تَكـونَ سَمِيَّها
فــي أَصــلِهِ وَفِرِنــدِهِ وَوَفـائِهِ
طُبِـعَ الحَديـدُ فَكـانَ مِن أَجناسِهِ
وَعَلِــيٌّ المَطبــوعُ مِــن آبـائِهِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.