
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أُخـتَ خَيـرِ أَخٍ يـا بِنـتَ خَيرِ أَبٍ
كِنايَــةً بِهِمــا عَــن أَشـرَفِ النَسـَبِ
أُجِـــلُّ قَـــدرَكِ أَن تُســمى مُؤَبَّنَــةً
وَمَــن يَصــِفكِ فَقَــد ســَمّاكِ لِلعَـرَبِ
لا يَملِــكُ الطَــرِبُ المَحـزونُ مَنطِقَـهُ
وَدَمعَــهُ وَهُمــا فــي قَبضـَةِ الطَـرَبِ
غَـدَرتَ يـا مَـوتُ كَـم أَفنَيـتَ مِن عَدَدِ
بِمَــن أَصــَبتَ وَكَـم أَسـكَتَّ مِـن لَجَـبِ
وَكَــم صــَحِبتَ أَخاهــا فـي مُنازَلَـةٍ
وَكَــم سـَأَلتَ فَلَـم يَبخَـل وَلَـم تَخِـبِ
طَــوى الجَزيــرَةَ حَتّـى جـاءَني خَبَـرٌ
فَزِعــتُ فيــهِ بِآمـالي إِلـى الكَـذِبِ
حَتّـى إِذا لَـم يَـدَع لـي صـِدقُهُ أَمَلاً
شـَرِقتُ بِالـدَمعِ حَتّـى كـادَ يَشـرَقُ بي
تَعَثَّــرَت بِــهِ فـي الأَفـواهِ أَلسـُنُها
وَالبُـردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ
كَــأَنَّ فَعلَــةَ لَــم تَملَـء مَواكِبُهـا
دِيــارَ بَكـرٍ وَلَـم تَخلَـع وَلَـم تَهِـبِ
وَلَــم تَــرُدَّ حَيــاةً بَعــدَ تَولِيَــةٍ
وَلَـم تُغِـث داعِيـاً بِالوَيـلِ وَالحَـرَبِ
أَرى العِـراقَ طَويـلَ اللَيـلِ مُذ نُعِيَت
فَكَيـفَ لَيـلُ فَـتى الفِتيـانِ فـي حَلَبِ
يَظُـــنُّ أَنَّ فُـــؤادي غَيــرَ مُلتَهِــبٍ
وَأَنَّ دَمـــعَ جُفــوني غَيــرُ مُنســَكِبِ
بَلــى وَحُرمَــةِ مَــن كـانَت مُراعِيَـةً
لِحُرمَـــةِ المَجــدِ وَالقُصــّادِ وَالأَدَبِ
وَمَــن مَضــَت غَيــرَ مَـوروثٍ خَلائِقُهـا
وَإِن مَضــَت يَــدُها مَوروثَــةَ النَشـَبِ
وَهَمُّهـا فـي العُلـى وَالمَجـدِ ناشـِئَةً
وَهَـمُّ أَترابِهـا فـي اللَهـوِ وَاللَعِـبِ
يَعلَمــنَ حيــنَ تُحَيّـا حُسـنَ مَبسـِمِها
وَلَيــسَ يَعلَــمُ إِلّا اللَــهُ بِالشــَنَبِ
مَســَرَّةٌ فــي قُلـوبِ الطيـبِ مَفرِقُهـا
وَحَســرَةٌ فـي قُلـوبِ البَيـضِ وَاليَلَـبِ
إِذا رَأى وَرَآهـــــا رَأسَ لابِســـــِهِ
رَأى المَقـانِعَ أَعلـى مِنـهُ في الرُتَبِ
وَإِن تَكُــن خُلِقَـت أُنـثى لَقَـد خُلِقَـت
كَريمَـةً غَيـرَ أُنـثى العَقـلِ وَالحَسـَبِ
وَإِن تَكُــن تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصـُرُها
فَـإِنَّ فـي الخَمرِ مَعنىً لَيسَ في العِنَبِ
فَلَيــتَ طالِعَــةَ الشَمســَينِ غائِبَــةٌ
وَلَيــتَ غائِبَــةَ الشَمسـَينِ لَـم تَغِـبِ
وَلَيـتَ عَيـنَ الَّـتي آبَ النَهـارُ بِهـا
فِـداءُ عَيـنِ الَّـتي زالَـت وَلَـم تَـؤُبِ
فَمــا تَقَلَّــدَ بِاليــاقوتِ مُشــبِهُها
وَلا تَقَلَّــــدَ بِالهِندِيَّـــةِ القُضـــُبِ
وَلا ذَكَـــرتُ جَميلاً مِـــن صـــَنائِعِها
إِلّا بَكَيــــــتُ وَلا وُدٌّ بِلا ســــــَبَبِ
قَــد كــانَ كُـلُّ حِجـابٍ دونَ رُؤيَتِهـا
فَمــا قَنِعـتِ لَهـا يـا أَرضُ بِـالحُجُبِ
وَلا رَأَيــتِ عُيــونَ الإِنــسِ تُــدرِكُها
فَهَــل حَســَدتِ عَلَيهـا أَعيُـنَ الشـُهُبِ
وَهَــل ســَمِعتِ سـَلاماً لـي أَلَـمَّ بِهـا
فَقَــد أَطَلــتُ وَمـا سـَلَّمتُ مِـن كَثَـبِ
وَكَيــفَ يَبلُـغُ مَوتانـا الَّـتي دُفِنَـت
وَقَــد يُقَصــِّرُ عَـن أَحيائِنـا الغَيَـبِ
يا أَحسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها
وَقُــل لِصــاحِبِهِ يــا أَنفَـعَ السـُحُبِ
وَأَكــرَمَ النــاسِ لا مُسـتَثنِياً أَحَـداً
مِــنَ الكِــرامِ سـِوى آبـائِكَ النُجُـبِ
قَـد كـانَ قاسـَمَكَ الشَخصـَينِ دَهرُهُمـا
وَعــاشَ دُرُّهُمــا المَفــديُّ بِالــذَهَبِ
وَعــادَ فــي طَلَـبِ المَـتروكِ تـارِكُهُ
إِنّــا لَنَغفُــلُ وَالأَيّـامُ فـي الطَلَـبِ
ماكــانَ أَقصـَرَ وَقتـاً كـانَ بَينَهُمـا
كَـأَنَّهُ الـوَقتُ بَيـنَ الـوِردِ وَالقَـرَبِ
جَـــزاكَ رَبُّـــكَ بِــالأَحزانِ مَغفِــرَةً
فَحُــزنُ كُـلِّ أَخـي حُـزنٍ أَخـو الغَضـَبِ
وَأَنتُـــمُ نَفَـــرٌ تَســـخو نُفوســُكُمُ
بِمــا يَهَبــنَ وَلا يَســخونَ بِالســَلَبِ
حَلَلتُــمُ مِــن مُلــوكِ النـاسِ كُلِّهِـمِ
مَحَـلَّ سـُمرِ القَنـا مِـن سـائِرِ القَصَبِ
فَلا تَنَلـــكَ اللَيــالي إِنَّ أَيــدِيَها
إِذا ضــَرَبنَ كَســَرنَ النَبـعَ بِـالغَرَبِ
وَلا يُعِـــنَّ عَـــدُوّاً أَنـــتَ قــاهِرُهُ
فَـــإِنَّهُنَّ يَصــِدنَ الصــَقرَ بِــالخَرَبِ
وَإِن ســـَرَرنَ بِمَحبــوبٍ فَجَعــنَ بِــهِ
وَقَـد أَتَينَـكَ فـي الحـالَينِ بِـالعَجَبِ
وَرُبَّمــا اِحتَســَبَ الإِنســانُ غايَتَهـا
وَفاجَـــأَتهُ بِـــأَمرٍ غَيــرِ مُحتَســَبِ
وَمــا قَضــى أَحَــدٌ مِنهــا لُبـانَتَهُ
وَلا اِنتَهـــــى أَرَبٌ إِلّا إِلــــى أَرَبِ
تَخـالَفَ النـاسُ حَتّـى لا اِتِّفـاقَ لَهُـم
إِلّا عَلــى شـَجَبٍ وَالخُلـفُ فـي الشـَجَبِ
فَقيــلَ تَخلُــصُ نَفـسُ المَـرءِ سـالِمَةً
وَقيـلَ تَشـرَكُ جِسـمَ المَـرءِ في العَطَبِ
وَمَــن تَفَكَّــرَ فـي الـدُنيا وَمُهجَتِـهِ
أَقـامَهُ الفِكـرُ بَيـنَ العَجـزِ وَالتَعَبِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.