
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِغَيـرِكَ راعِيـاً عَبِثَ الذِئابُ
وَغَيـرَكَ صـارِماً ثَلَمَ الضِرابُ
وَتَملِـكُ أَنفُـسَ الثَقَلَينِ طُرّاً
فَكَيــفَ تَحـوزُ أَنفُسـَها كِلابُ
وَمـا تَرَكـوكَ مَعصـِيَةً وَلَكِـن
يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ
طَلَبتَهُـم عَلـى الأَمـواهِ حَتّى
تَخَــوَّفَ أَن تُفَتِّشـَهُ السـَحابُ
فَبِـتُّ لَيالِيـاً لا نَـومَ فيها
تَخُـبُّ بِـكَ المُسـَوَّمَةُ العِرابُ
يَهُـزُّ الجَيـشُ حَولَـكَ جانِبَيهِ
كَمـا نَفَضَت جَناحَيها العُقابُ
وَتَسـأَلُ عَنهُـمُ الفَلَواتِ حَتّى
أَجابَـكَ بَعضـُها وَهُمُ الجَوابُ
فَقاتَـلَ عَـن حَريمِهِـمِ وَفَرّوا
نَـدى كَفَّيـكَ وَالنَسَبُ القُرابُ
وَحِفظُــكَ فيهِـمِ سـَلَفي مَعَـدٍّ
وَأَنَّهُـمُ العَشـائِرُ وَالصـِحابُ
تُكَفكِـفُ عَنهُـمُ صـُمَّ العَوالي
وَقَـد شـَرِقَت بِظُعنِهِمِ الشَعابُ
وَأُسـقِطَتِ الأَجِنَّـةُ في الوَلايا
وَأُجهِضـَتِ الحَـوائِلُ وَالسِقابُ
وَعَمـرٌ فـي مَيـامِنِهِم عُمـورٌ
وَكَعـبٌ فـي مَياسـِرِهِم كِعـابُ
وَقَـد خَـذَلَت أَبو بَكرٍ بَنيها
وَخاذَلَهــا قُرَيـظٌ وَالضـِبابُ
إِذا مـا سـِرتَ في آثارِ قَومٍ
تَخـاذَلَتِ الجَمـاجِمُ وَالرِقابُ
فَعُـدنَ كَمـا أُخِـذنَ مُكَرَّمـاتٍ
عَلَيهِـــــنَّ القَلائِدُ وَالمَلابُ
يُثِبنَـكَ بِالَّـذي أَولَيتَ شُكراً
وَأَينَ مِنَ الَّذي تولي الثَوابُ
وَلَيـسَ مَصـيرُهُنَّ إِلَيـكَ شَيناً
وَلا فـي صـَونِهِنَّ لَـدَيكَ عـابُ
وَلا فــي فَقــدِهِنَّ بَنـي كِلابٍ
إِذا أَبصـَرنَ غُرَّتَـكَ اِغتِـرابُ
وَكَيـفَ يَتِـمُّ بَأسـُكَ في أُناسٍ
تُصــيبُهُمُ فَيُؤلِمُـكَ المُصـابُ
تَرَفَّـق أَيُّهـا المَولى عَلَيهِم
فَـإِنَّ الرِفـقَ بِالجاني عِتابُ
وَإِنَّهُـمُ عَبيـدُكَ حَيـثُ كانوا
إِذا تَـدعو لِحادِثَـةٍ أَجابوا
وَعَيـنُ المُخطِئينَ هُمُ وَلَيسوا
بِـأَوَّلِ مَعشـَرٍ خَطِئُوا فَتابوا
وَأَنـتَ حَيـاتُهُم غَضِبَت عَلَيهِم
وَهَجـرُ حَيـاتِهِم لَهُـمُ عِقـابُ
وَمـا جَهِلَت أَيادِيَكَ البَوادي
وَلَكِـن رُبَّمـا خَفِـيَ الصـَوابُ
وَكَـــم ذَنــبٍ مُوَلِّــدُهُ دَلالٌ
وَكَـم بُعـدٍ مُوَلِّـدُهُ اِقتِـرابُ
وَجُــرمٍ جَــرَّهُ سـُفَهاءُ قَـومٍ
وَحَـلَّ بِغَيـرِ جـارِمِهِ العَذابُ
فَـإِن هـابوا بِجُرمِهِـمِ عَلِيّاً
فَقَـد يَرجـو عَلِيّـاً مَن يَهابُ
وَإِن يَـكُ سَيفَ دَولَةِ غَيرِ قَيسٍ
فَمِنـهُ جُلـودُ قَيـسٍ وَالثِيابُ
وَتَحـتَ رَبـابِهِ نَبَتوا وَأَثّوا
وَفـي أَيّـامِهِ كَثُروا وَطابوا
وَتَحـتَ لِوائِهِ ضَرَبوا الأَعادي
وَذَلَّ لَهُـم مِنَ العَرَبِ الصِعابُ
وَلَـو غَيـرُ الأَميرِ غَزا كِلاباً
ثَنــاهُ عَـن شُموسـِهِمِ ضـَبابُ
وَلاقــى دونَ ثـايِهِمِ طِعانـاً
يُلاقـي عِنـدَهُ الذِئبَ الغُرابُ
وَخَيلاً تَغتَـذي ريـحَ المَوامي
وَيَكفيهـا مِنَ الماءِ السَرابُ
وَلَكِـن رَبُّهُـم أَسـرى إِلَيهِـم
فَما نَفَعَ الوُقوفُ وَلا الذَهابُ
وَلا لَيــلٌ أَجَــنَّ وَلا نَهــارٌ
وَلا خَيــلٌ حَمَلــنَ وَلا رِكـابُ
رَمَيتَهُــمُ بِبَحـرٍ مِـن حَديـدٍ
لَـهُ فـي البَـرِّ خَلفَهُمُ عُبابُ
فَمَســّاهُم وَبُســطُهُمُ حَريــرٌ
وَصــَبَّحَهُم وَبُســطُهُمُ تُــرابُ
وَمَـن فـي كَفِّـهِ مِنهُـم قَناةٌ
كَمَـن فـي كَفِّـهِ مِنهُـم خِضابُ
بَنـو قَتلـى أَبيكَ بِأَرضِ نَجدٍ
وَمَـن أَبقـى وَأَبقَتهُ الحِرابُ
عَفـا عَنهُـم وَأَعتَقَهُم صِغارا
وَفـي أَعنـاقِ أَكثَرِهِـم سِخابُ
وَكُلُّكُــمُ أَتـى مَـأتى أَبيـهِ
فَكُــلُّ فَعــالِ كُلِّكُـمُ عُجـابُ
كَـذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي
وَمِثـلَ سـُراكَ فَليَكُـنِ الطِلابُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.