
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيَـدري مـا أَرابَـكَ مَن يُريبُ
وَهَل تَرقى إِلى الفَلَكِ الخُطوبُ
وَجِســمُكَ فَـوقَ هِمَّـةِ كُـلِّ داءٍ
فَقُــربُ أَقَلِّهــا مِنـهُ عَجيـبُ
يُجَمِّشـُكَ الزَمـانُ هَـوىً وَحُبّـاً
وَقَـد يُؤذي مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ
وَكَيـفَ تُعِلُّـكَ الـدُنيا بِشـَيءٍ
وَأَنـتَ لِعِلَّـةِ الـدُنيا طَـبيبُ
وَكَيـفَ تَنوبَـكَ الشـَكوى بِداءٍ
وَأَنـتَ المُسـتَغاثُ لِمـا يَنوبُ
مَلِلـتُ مُقـامَ يَـومٍ لَيـسَ فيهِ
طِعـــانٌ صــادِقٌ وَدَمٌ صــَبيبُ
وَأَنـتَ المَلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا
لِهِمَّتِــهِ وَتَشــفيهِ الحُــروبُ
وَمـا بِـكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها
وَعِثيَرُهــا لِأَرجُلِهــا جَنيــبُ
مُجَلِّحَــةً لَهــا أَرضُ الأَعـادي
وَلِلسـُمرِ المَنـاحِرُ وَالجُنـوبُ
فَقَرِّطهــا الأَعِنَّــةَ راجِعــاتٍ
فَـإِنَّ بَعيـدَ مـا طَلَبَـت قَريبُ
أَذا داءٌ هَفــا بُقـراطُ عَنـهُ
فَلَــم يُعـرَف لِصـاحِبِهِ ضـَريبُ
بِسـَيفِ الدَولَـةِ الوَضّاءِ تُمسي
جُفـوني تَحـتَ شـَمسٍ مـا تَغيبُ
فَـأَغزو مَن غَزا وَبِهِ اِقتِداري
وَأَرمـي مَـن رَمـى وَبِـهِ أُصيبُ
وَلِلحُســّادِ عُــذرٌ أَن يَشـِحّوا
عَلـى نَظَري إِلَيهِ وَأَن يَذوبوا
فَـإِنّي قَـد وَصـَلتُ إِلـى مَكانٍ
عَلَيـهِ تَحسـُدُ الحَـدَقَ القُلوبُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.