
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّمــــا التَهنِئاتُ لِلأَكفـــاءِ
وَلِمَــن يَــدَّني مِــنَ البُعَـداءِ
وَأَنــا مِنــكَ لا يُهَنِّــئُ عُضــوٌ
بِالمَســـَرّاتِ ســائِرَ الأَعضــاءِ
مُسـتَقِلٌّ لَـكَ الـدِيارَ وَلَـو كـا
نَ نُجومــاً آجُـرُّ هَـذا البِنـاءِ
وَلَــوَ أَنَّ الَّـذي يَخِـرُّ مِـنَ الأَم
واهِ فيهــا مِــن فِضـَّةٍ بَيضـاءِ
أَنــتَ أَعلــى مَحَلَّـةً أَن تُهَنّـى
بِمَكـانٍ في الأَرضِ أَو في السَماءِ
وَلَـكَ النـاسُ وَالبِلادُ وَمـا يَـس
رَحُ بَيــنَ الغَـبراءِ وَالخَضـراءِ
وَبَســاتينُكَ الجِيـادُ وَمـا تَـح
مِـــلُ مِــن ســَمهَرِيَّةٍ ســَمراءِ
إِنَّمـا يَفخَـرُ الكَريمُ أَبو المِس
كِ بِمــا يَبتَنـي مِـنَ العَليـاءِ
وَبِأَيّــامِهِ الَّـتي اِنسـَلَخَت عَـن
هُ وَمــا دارُهُ ســِوى الهَيجـاءِ
وَبِمــا أَثَّــرَت صـَوارِمُهُ الـبي
ضُ لَــهُ فــي جَمــاجِمِ الأَعـداءِ
وَبِمِسـكٍ يُكنـى بِـهِ لَيـسَ بِالمِس
كِ وَلَكِنَّـــهُ أَريـــجُ الثَنــاءِ
لا بِما يَبتَني الحَواضِرُ في الري
فِ وَمــا يَطَّـبي قُلـوبَ النِسـاءِ
نَزَلَـت إِذ نَزَلتَها الدارُ في أَح
سـَنَ مِنهـا مِـنَ السَنا وَالسَناءِ
حَـلَّ فـي مَنبِـتِ الرَياحينِ مِنها
مَنبِــــتُ المَكرُمــــاتِ وَالآلاءِ
تَفضـَحُ الشـَمسَ كُلَّمـا ذَرَّتِ الشَم
سُ بِشـــَمسٍ مُنيـــرَةٍ ســـَوداءِ
إِنَّ فـي ثَوبِـكَ الَّذي المَجدُ فيهِ
لَضــِياءً يُــزري بِكُــلِّ ضــِياءِ
إِنَّمـا الجِلدُ مَلبَسٌ وَاِبيِضاضُ ال
نَفـسِ خَيـرٌ مِـنَ اِبيِضاضِ القَباءِ
كَـــرَمٌ فــي شــَجاعَةٍ وَذَكــاءٌ
فــي بَهـاءٍ وَقُـدرَةٌ فـي وَفـاءِ
مَن لِبيضِ المُلوكِ أَن تُبدِلَ اللَو
نَ بِلَــونِ الأُســتاذِ وَالسـَحناءِ
فَتَراهـا بَنـو الحُـروبِ بِأَعيـا
نٍ تَــراهُ بِهـا غَـداةَ اللِقـاءِ
يـا رَجـاءَ العُيـونِ في كُلِّ أَرضٍ
لَـم يَكُـن غَيـرَ أَن أَراكَ رَجائي
وَلَقَــد أَفنَـتِ المَفـاوِزُ خَيلـي
قَبـلَ أَن نَلتَقـي وَزادي وَمـائي
فَـاِرمِ بـي مـا أَرَدتَ مِنّي فَإِنّي
أَســَدُ القَلــبِ آدَمِـيُّ الـرُواءِ
وَفُـؤادي مِـنَ المُلـوكِ وَإِن كـا
نَ لِســاني يُـرى مِـنَ الشـُعَراءِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.