
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا يُحــزِنُ اللَــهُ الأَميــرَ فَــإِنَّني
ســـَآخُذُ مِـــن حـــالاتِهِ بِنَصـــيبِ
وَمَـن سـَرَّ أَهـلَ الأَرضِ ثُـمَّ بَكـى أَسىً
بَكـــى بِعُيـــونٍ ســـَرَّها وَقُلــوبِ
وَإِنّــي وَإِن كــانَ الـدَفينُ حَـبيبَهُ
حَــبيبٌ إِلــى قَلـبي حَـبيبُ حَبيـبي
وَقَـد فـارَقَ النـاسُ الأَحِبَّـةَ قَبلَنـا
وَأَعيــا دَواءُ المَــوتِ كُــلَّ طَـبيبِ
سـُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها
مُنِعنــا بِهــا مِــن جَيـأَةٍ وَذُهـوبِ
تَمَلَّكَهـــا الآتـــي تَمَلُّــكَ ســالِبٍ
وَفارَقَهــا الماضــي فِــراقَ سـَليبِ
وَلا فَضــلَ فيهـا لِلشـَجاعَةِ وَالنَـدى
وَصــَبرِ الفَــتى لَـولا لِقـاءُ شـَعوبِ
وَأَوفــى حَيــاةِ الغـابِرينَ لِصـاحِبٍ
حَيــاةُ اِمــرِئٍ خـانَتهُ بَعـدَ مَشـيبِ
لَأَبقــى يَمــاكٌ فــي حَشـايَ صـَبابَةً
إِلــى كُــلِّ تُركِــيِّ النِجـارِ جَليـبِ
وَمــا كُــلُّ وَجــهٍ أَبيَــضٍ بِمُبـارَكٍ
وَلا كُـــلُّ جَفـــنٍ ضـــَيِّقٍ بِنَجيـــبِ
لَئِن ظَهَــرَت فينــا عَلَيــهِ كَآبَــةٌ
لَقَــد ظَهَــرَت فــي حَـدِّ كُـلِّ قَضـيبِ
وَفــي كُــلِّ قَـوسٍ كُـلَّ يَـومِ تَناضـُلٍ
وَفــي كُــلِّ طِــرفٍ كُـلَّ يَـومِ رُكـوبِ
يَعِـــزُّ عَلَيـــهِ أَن يُخِــلَّ بِعــادَةٍ
وَتَــدعو لِأَمــرٍ وَهــوَ غَيــرُ مُجيـبِ
وَكُنــتُ إِذا أَبصــَرتُهُ لَــكَ قائِمـاً
نَظَــرتُ إِلــى ذي لِبــدَتَينِ أَديــبِ
فَـإِن يَكُـنِ العِلـقَ النَفيـسَ فَقَـدتَهُ
فَمِـــن كَـــفِّ مِتلافٍ أَغَـــرَّ وَهــوبِ
كَـأَنَّ الـرَدى عـادٍ عَلـى كُـلِّ ماجِـدٍ
إِذا لَـــم يُعَــوِّذ مَجــدَهُ بِعُيــوبِ
وَلَولا أَيادي الدَهرِ في الجَمعِ بَينَنا
غَفَلنــا فَلَــم نَشــعُر لَـهُ بِـذُنوبِ
وَلِلتَــركُ لِلإِحســانِ خَيــرٌ لِمُحســِنٍ
إِذا جَعَــلَ الإِحســانَ غَيــرَ رَبيــبِ
وَإِنَّ الَّــذي أَمســَت نِــزارٌ عَبيـدَهُ
غَنِـــيٌّ عَـــنِ اِســتِعبادِهِ لِغَريــبِ
كَفــى بِصــَفاءِ الـوَدِّ رِقّـاً لِمِثلِـهِ
وَبِــالقُربِ مِنــهُ مَفخَــراً لِلَــبيبِ
فَعُــوِّضَ ســَيفُ الدَولَـةِ الأَجـرُ إِنَّـهُ
أَجَـــلُّ مُثــابٍ مِــن أَجَــلِّ مُــثيبِ
فَـتى الخَيـلِ قَد بَلَّ النَجيعُ نَحورَها
يُطــاعِنُ فــي ضـَنكِ المُقـامِ عَصـيبِ
يَعــافُ خِيـامَ الرَيـطِ فـي غَزَواتِـهِ
فَمـــا خَيمُـــهُ إِلّا غُبــارُ حُــروبِ
عَلَينـا لَـكَ الإِسـعادُ إِن كانَ نافِعاً
بِشـــَقِّ قُلـــوبٍ لا بِشـــَقِّ جُيـــوبِ
فَــرُبَّ كَئيــبٍ لَيــسَ تَنـدى جُفـونُهُ
وَرُبَّ كَــثيرِ الــدَمعِ غَيــرُ كَئيــبِ
تَســَلَّ بِفِكــرٍ فــي أَبيــكَ فَإِنَّمـا
بَكَيــتَ فَكــانَ الضـِحكُ بَعـدَ قَريـبِ
إِذا اِسـتَقبَلَت نَفـسُ الكَريمِ مُصابَها
بِخُبــثٍ ثَنَــت فَاِســتَدبَرَتهُ بِطيــبِ
وَلِلواجِــدِ المَكــروبِ مِـن زَفَراتِـهِ
ســـُكونُ عَــزاءٍ أَو ســُكونُ لُغــوبِ
وَكَـم لَـكَ جَـدّاً لَـم تَرَ العَينُ وَجهَهُ
فَلَــم تَجــرِ فــي آثــارِهِ بِغُـروبِ
فَــدَتكَ نُفــوسُ الحاســِدينَ فَإِنَّهـا
مُعَذَّبَـــةٌ فـــي حَضـــرَةٍ وَمَغيـــبِ
وَفـي تَعَـبٍ مَـن يَحسـُدُ الشَمسَ نورَها
وَيَجهَــدُ أَن يَــأتي لَهــا بِضــَريبِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.