
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا من تُريد تذري فنّي
فاسـأل عنـيِّ الألوهيا
أمـا البشر لا يعرفني
أحـوالي عنـهُ غيبيـا
أطلُبنـي عندَ التداني
مــن وراء العبوديـا
أم الظــروفُ والأكـون
ليـسَ لـي فيهـا بقيّا
إنــي مظهــر ربّـاني
والحـالُ يشـهَد عليّـا
أنـا فيّـاضُ الرحمـان
ظهَــرتُ فـي البشـريّا
والأصـل منّـي روحـاني
كنـتُ قبـلَ العبوديّـا
ثــم عُــدت لأوطــاني
كمـا كنـتُ فـي حرِّيّـا
لا تحسـَب أنـك ترانـي
بأوصـــافِ البشــريا
فمــن خلفِهـا معـاني
لــوازمُ الروحانيّــا
فلَــو رأيــتَ مكـاني
فـي الحضـرةِ الأقدسيّا
تزانــي ثــمَّ ترانـي
واحـــداً بلا غيريــا
لكــن الحــق كسـاني
لا يصــل بصـرُك إليّـا
ترانـــي ولا ترانــي
لأنّــك غافــل عليّــا
حــدِد بصــرَ الإيمـانِ
وانظُــر نظـرةً صـفيّا
فـإن كنـت ذا إبقـان
عســاكَ تعــتر عليّـا
تجِـد أسـراراً تغشاني
وأنـــواراً نبويّـــا
تجِـد عيونـاً ترعـاني
وأملاكـــاً ســـماويّا
تجــد الحــق حبـاني
منـي ظهـر بمـا فيّـا
تــراهُ لمــا ترانـي
ولـم تشـعُر بالقضـيّا
هــداني ربـي هـداني
أعطـاني نظـرَة صـفيا
عرَّفنــي نفســي منـي
ومـا هـيَ الروحانيّـا
فـإن رمـتَ تـدري فنّي
فاصـحبني واصـغَ إليّا
اسـمع منـي واحكِ عنّي
لا ترفـع نفسـك عليّـا
لا ترى في الكونِ دوني
لا تعــدُ بصـرَكَ عليّـا
لا تحسـب انِّـك في صونِ
أمـرُك لا يخفـى عليّـا
هكــذا إن كنـت منّـي
صـادقاً فـي العبوديّا
لا تكتـــفِ باللّســانِ
أمــرهُ شــيءٌ فريّــا
أمـدُد نفسـك للسـنان
ومُــت موتــةً كليــا
واشـتغل عنـك بشـَأني
وإلّا فـــامضِ عليّـــا
نوصـيكَ بمـا أوصـاني
أُسـتاذي قبـل المنيّا
البوزيـدي كـان فاني
علــى جميـع البريّـا
اتـرُك كلّلك في مكاني
وارتـــق للألوهيّـــا
وانسـلِخ عـن الأكـوانِ
لا تـترُك منهـا بقيّـا
هـــذا وذاك ســـيّانِ
انظـر نظـره مسـتويّا
المكَـــوّن والأكــوانِ
مظــاهرُ الوحــدانيّا
إن حققــتَ بالعيــانِ
لا تجــد شـيئاً فريّـا
الكُـلُّ في الحال فاني
إلّا وجــهُ الربوبيّــا
بعـدُ تعـرف ما نعاني
فـاغن إن شـئت عليّـا
لا واللَـهِ مـا ينساني
إلّا مــن كــان خليّـا
فـاللَهُ يعلـم بشـأني
يحفظنـي فيمـا بقيّـا
ويحفـظ جميـع إخواني
مـن الفتـن القلبيـا
ومـن دخـل في ديواني
ومـن حضـر فـي جمعيّا
ومــن رأى مـن رآنـي
إذا كــانت لـهُ نيّـا
صـلّ ربـي عـن لسـاني
واصــرف كلّـي لنبيـا
إن أطعتُــكَ يرضــاني
وإن سـُأتُ يشـفع فيّـا
جعلـتُ فيهـا عُنـواني
فـي أواخـرِ القافيّـا
موافِقـــاً لإخـــواني
يطلبوهـا لـي كيفيّـا
نسـبي مـن جهـةِ بدني
للقبيلــةِ العلاويّــا
والإتصــالُ الروحـاني
بالحضـرةِ البوزيـديا
أَرحـم ربـي الفسـتين
وارحـم منّـي ما بقيّا
مـن فـروعِ النسـبتين
إلـى منتهـى البريّـا
أحمد بن مصطفى العلوي الجزائري.فقيه متصوف. مولده ووفاته في مستغانم (Mostaganem) بالجزائر، له ديوان شعر - ط.وله: (المنح القدسية - ط) تصوف، و(لباب العلم في تفسير سورة والنجم - ط) و(مبادئ التأييد - ط) في الفقه و التوحيد، و(ديوان - ط) من نظمه، و(الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية - ط).