
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دنـوتُ مـن حـيِّ لَيلـى
لمّــا ســمِعتُ نِـداها
يـا لـهُ من صوت يحلو
أودُّ لا يتنـــــــاهى
رضــَت عنّــي جـذَبنني
أدخَلتنـــي لحِماهــا
آنســـتني خــاطَبتني
أجلَســـتَني بجِــذاها
فرّبــت ذاتهــا منّـي
رفَعَــت عنّــي رداهـا
أدهَشـــَتني تيَّهتنــي
حيَّرَتنــي فـي بهاهـا
أخـــذتني تيَّهتنـــي
غيبتنـي فـي معناهـا
حتّــى ظنَنتُهــا أنّـي
وكـانَت روحـي فـداها
بـــدَّلتني طـــوَّرَتني
وســـمتني بســـِماها
جمَعتنـــي فردتنـــي
لقبَّتنـــي بكُناهـــا
قتَلَتنـــي مزنتنـــي
خضـــبتني بـــدِماها
بعــدَ قتلـي بعثَتنـي
ضـاءَ نجمـي في سماها
أيـنَ روحـي أينَ بدني
أيــنَ نفســي وهوهـا
قـد بـدا منها لجَفني
مـا قد مضى من خفاها
تـاللَهِ مـا رأت عيني
ولا شـــهدَت ســـواها
جُمِعَـت فيهـا المعاني
سـُبحانَ الـذي أنشاها
بأواصـفَ الحُسـنِ عنّـي
هـاكَ شـيئاً من سناها
خُـذا منّـي هـذا فنّـي
لا تنظُـر فيـه سـفاها
مـا كـذَبَ القَلـبُ عنّي
إذا بـــاح بلِقاهــا
إذا كان القروب يُفني
أنـا البتـافي بقاها
يـا لها من نورٍ يُغني
عــنِ الشـمسِ وَضـُحاها
بـل هـي شمسُ المعاني
والقمــر إذا تلاهــا
بهـا نـارَت المبـاني
والنهــار إذا جلّاهـا
إن رأت سـواها عينـي
كالليـلِ إذا يغشـاها
فـاقَت حورَ الخلدِ حقّا
والسـما ومـا بناهـا
الكــلُّ لهــا أوانـي
ونفــسٍ ومــا سـوّاها
ابـل هـي حور الأعيان
والأرضِ ومــا طحاهــا
عرفتنـــي الهمتنــي
فجورهـــا وتقواهــا
أيَّـــدتني قرَّبتنـــي
قـد أفلـحَ مـن زكّاها
مـن عـرف النفس يجني
وقـد خـابَ مـن دسّاها
يـا خيبـةَ العمرِ منّي
لــو حكمـت بطغواهـا
لكــانت ثمــود منّـي
أو كنـتُ منها أشقاها
لكـنَّ المـولى عصـمني
مــن شــرِّها وهَواهـا
يــا إلاهــي لاتكلّنـي
لنَفسـي أنـي أخشـاها
أن تفرُط عنّي في ديني
وأن تطفـى فـي عماها
بجـاهِ مـن بـهِ عـوني
خيـرِ العـالمينَ طهـا
لـولاهُ مـا كـان منّـي
مـا قد كان من هُداها
جُزبـتَ خيـراً عن لسني
يـا من بكَ الحق باهى
أنـتَ حصـني أنت عوني
مـن نفسـي وما والاها
أنـتَ أولـى بهـا منّي
أنـتَ خيـرُ مـن زكّاها
يـا طبيب القلبِ غثني
يومـاً تقـول أنا لها
أجعَلنـي غـدا في أمنٍ
مـن وقفـة لا نرضـاها
أنـا ومـن كـان منّـي
ومـن للصـحبة رعاهـا
هكــذا واللَــهِ ظنّـي
في عينِ الرحمة مولاها
لا زالَ فضـــلهُ عنّــي
يُـرى لِـذَوي النباهـا
حسـبي مـن حبيبي أنّي
مُتصــل بــه شــفاها
لنـا منـهُ نـورٌ يسنو
قـد ضـاءَت منهُ جباها
يـا عـارِفَ الروح منّي
لا يخفـى عنـكَ صـفاها
تـمَّ نظمـي هـذا وزني
لـكَ فيـهِ مـا يُشـتَهى
لـو أضـللتَ دُرَّه تغنى
فـي معـارفي تلقاهـا
خُـذِ الثمـارَ من غُصني
ذي المعــارف مولاهـا
لا زالَ العلاوي يجنــي
مــن علــومهِ علاهــا
البوزيـدي بـه نعنـي
أُسـتاذي قبلـي سَقاها
عليــهِ لا زِلـتُ أُثنـي
والثنــا لا يتنــاهى
بالرحمـة خلّـي زوِّدني
بعـدَ كـوتي لا تنساها
ظنّـي فيـكَ لا تُهمِلنـي
والـدعا ربّـي يرضاها
أحمد بن مصطفى العلوي الجزائري.فقيه متصوف. مولده ووفاته في مستغانم (Mostaganem) بالجزائر، له ديوان شعر - ط.وله: (المنح القدسية - ط) تصوف، و(لباب العلم في تفسير سورة والنجم - ط) و(مبادئ التأييد - ط) في الفقه و التوحيد، و(ديوان - ط) من نظمه، و(الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية - ط).