
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهـلَ حـزبِ الـديان
حــارَ العقـلُ منّـي
إنـي هـائم ولهـان
غــائبٌ عــن أبنـي
كنـــا وأمــا الآن
تهنــا عـن الكـونِ
لا جهـــة لا مكــان
نـدري فيهـا وطنـي
لا فضــا لا أركــان
حيــثُ نضــَع بـدتي
حـالي مثلـي حيران
فيمــا وقــع منـي
أترُكنـي يـا إنسان
لا تســـألني عنّــي
لـو تعلَـم بما كان
فـي الغالِب تعذرني
غابَ الفرقُ الملوان
وظهــر عيـرُه عنّـي
تيهنــي بالبيــان
ربــي يُحسـِن عـوني
لا نـرى فـي الأكوان
وفــي نفســي منّـي
إلّا ذات الرحمـــان
فــرَّت بهــا عينـي
شـــاهَدتُها عيــان
حيَّــرَت لــي ذهنـي
ظهَـرَت بـذا الألوان
مـاذا يحصـى جفنـي
شـــربتني كيــزان
أخــــذَتني منـــي
أدخَلتنـي الـديوان
نَطَقَــت عــن لسـني
دفَنَتنـي فـي الحان
لبَّســـَتني كفنـــي
هيــأت لـي أعـوان
شــيَّدَت لــي حصـني
مهـدَت لـي المكـان
كحلَــت لــي عينـي
صـــيرتني ولهــان
بــدَّلَت لــي لـوني
حـالي بهـا قد زان
إلّا أمـــراً منّـــي
لـم تـدري يـا خُلّان
عينَهــا مـن عينـي
إن كنتُـم في إيقان
عرفــــوني منّـــي
هـل أنا ذاك الشأن
أم الشـــأنُ أنــي
قـالَ حـبرُ العرفان
لا تســألني دعنــي
أنـي مثلُـك ولهـان
حــائرٌ فــي شـأني
قُلــتُ صـح الإيقـان
حــدّثوا عـن لسـني
أنــي حـاذِق فطـان
عــارِف بـذا الفـنِّ
هـبَّ نفـسُ الرحمـان
مــن جـانبِ اليُمـنِ
تشـــكّل بالإنســان
وبـــالروح منّـــي
قمـتُ نحكـي ما كان
ومــا معنـى كـوني
بالحجّــة والبيـان
قــولي قـولٌ يغنـي
جـــادَ بــيَ الأوان
اعرفـــوني أنـــي
واحـدٌ فـي الزمـان
فريــدٌ فــي وطنـي
عرفـــــوني الخلّان
وأخــــذوا عنـــي
شــاهدوا بالعيـان
مـــا ظهــرَ منــي
والحسـودُ الشـيطان
يُنكِــر عنــي فنّـي
مطمـوس كـثيف لران
مكتفـــي بـــدوني
لو يعلم هذا الشأن
ومــا كــان منّــي
يــذعَن بكـلّ لِسـان
ومــن خيـري يجنـي
أنـا حـبرُ العرفان
أنـا الحصنُ المبني
أنــا كـوكَب فتّـان
أنـا الفردُ المغني
أنـا نـورُ الأعيـان
أنــا الكـلُّ دونـي
أنــا لـبُّ الأيمـان
أنــا قطـبُ الـدين
أنــا لسـتُ إنسـان
ولا مــــن الجـــن
أنـا سـرُّ الرحمـان
أنــا الكــلُّ منـي
مقــداري لـهُ شـأن
خــارج عـن الكـونِ
جئتُ مــن الإحســان
ظهَــرتُ فــي بـدني
بزعـم من هو وسنان
أنّــــهُ يعرفنـــي
ظــنّ العلاوي كــانَ
مقيمـاً فـي الـبينِ
هـذا الظـنُّ هـديان
والظـــنّ لا يغنــي
جـاء إسـمي عنـوان
مرسـوم علـى الكونِ
يقـرا لأهلِ العِرفان
مــن رجــالِ الفـنّ
دع عنـكَ يـا وَلهان
مــا تــراهُ منّــي
واحفـظ نور الإيمان
إيـــاك تغتبنـــي
ربّـي يعلَـم ما كان
نســـألهُ يحفظنــي
وبعظيـــم الشــأن
محمّـــد يجمَعنـــي
أحمد بن مصطفى العلوي الجزائري.فقيه متصوف. مولده ووفاته في مستغانم (Mostaganem) بالجزائر، له ديوان شعر - ط.وله: (المنح القدسية - ط) تصوف، و(لباب العلم في تفسير سورة والنجم - ط) و(مبادئ التأييد - ط) في الفقه و التوحيد، و(ديوان - ط) من نظمه، و(الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية - ط).