
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا سـاقيَ الخمـره روحي فداك
عامــل بلا أجـره قصـدي نـراك
إنـي رهين أمرك يا ذا الحبيب
اليَــدُ بيــدك أنــت الرقيـب
نَطَقــتُ عــن لسـنك بكـل غيـب
فــإن قُلــتُ جهـراً إنّـي أراك
نعــم ولا فخــرَهُ حُــزتُ رضـاك
يـا قلـبي لا تـترُك حبّ الحبيب
لأنـــهُ ســـرُّك فكُـــن لــبيب
فــإن ظهــر منـكَ أفـرح وطـب
وقُـل لمـن يـرى يفهَـم معنـاك
الســر قــد جـرى فيـه منـاك
يـا مـن تُريد تترُك حب الصليب
أعمِـد لنـا واهتِك صون الحبيب
يظهَــر لــك منــكَ سـرٌّ عجيـب
نفــي عــنِ الـورى ومـا عـدك
يـا لهـا مـن خمره فيها شفاك
إن كـان فـي زعمِـكَ أمـرٌ صعيب
أحسـِن فينـا ظنّـك يضـحى قريب
لأنـــهُ إنّـــك كيـــفَ يغيــب
مـن عجيـبِ القُدرةَ تجهَل معناك
وأنـتَ فـي الحضـرَة لا مـن معَك
الحــقُّ لا ينفَــك عـنِ المُنيـب
والبَصـر لا يُـدرِكُ قـرب القريب
حــتى يتشــرّك هــذا القليـب
يظهَـر معنـى الكثرة وذا وذاك
والحـــقُّ لا يُـــرى إلّا هُنــاك
أرجِـع لـك بصـرَك وانظُـر نصيب
وانسـلِخ عـن عرشـِك واصعَد وغِب
والتَفِــت لِشــكلكَ فيـه تُصـيب
نتــائجَ الفكـرةَ فيهـا هـداك
تصـفو لـك المِـرأ تـرى وجهَـك
أنــتَ مـع نفسـكَ تظهَـر نجيـب
لكــن فــي ســرّك شــكٌّ وريـب
لا ينفَـع فـي مرضـك إلّا الطبيب
إن جئتــهُ تنجــو مــنَ الهلاك
أراك فــي فــترَه فمـا دهـاك
إنّـي طبيب جرحِكَ يا ذا المصيب
أشـفَقتُ مـن أمـرِكَ اللَـهُ رقيب
إنــت مــع ضـُعفِك عنّـي تعيـب
أراكَ فــي حيـرةَ يصـعُب هـداك
مـا دُمـت فـي غمرةَ تتبع هواك
أعييـتُ من نُصحكَ يا ذا الكئيب
اللَـهُ فـي عونِـكَ هـوَ المجيـب
يفُــكُّ لــك أسـرَك أمـرٌ صـعيب
كفاهـا مـن حسـرَه تجهَـل مولاك
والبصــر لا يــرى إلا فـي ذاك
إنّـي كنـتُ مثلـكَ نزعـم لـبيب
وعنـدي مـن جهلـك أوفَـر نصيب
حــتى بــدا منـكَ أمـرٌ غريـب
وجــدُتكَ صــوره فيهــا سـواك
أنــتَ محـضُ عـبره لمَـن يـراك
إن كنـتَ فـي زَعمِـك أنتَ المحبّ
والحــقُّ فـي ظنّـك منـكَ قريـب
بـالَغتَ فـي جهلـكَ حد التعصيب
إنسـانٌ في النظره نفسُ الإشراك
والشــركُ لا يطـرأ علـى مـولاك
إنّـي حليـف نصـحكَ قـولي مُهيب
إن شئتَ أن تنفكّ من ذا اللهيب
إتبَـع لنـا واسـلُك نهجي قريب
قريــبٌ بــالمرّه فيــا ليتَـك
تتَبـع لـهُ شـبراً تبلُـغ مُنـاك
إلهــيَ ببابــكَ أحمــد منيـب
العلاوي عبـــدُك كيــفَ يخيــب
بلغنـي عـن لسـنك أنـك مجيـب
أجــب المضــطر فقــد دعــاكَ
بجميــل البُشـرى طـالِب رِضـاك
إنّـي خـديمُ شرعِكَ ياذا الحبيب
وقفـتُ مـن أجلـكَ ضـدّ الرقيـب
إجعلنـي فـي ضمنك من الترهيب
يـا صـاحبَ العشره ما لي سواك
يـا عـروس الحضرة قلبي يهواك
أحمد بن مصطفى العلوي الجزائري.فقيه متصوف. مولده ووفاته في مستغانم (Mostaganem) بالجزائر، له ديوان شعر - ط.وله: (المنح القدسية - ط) تصوف، و(لباب العلم في تفسير سورة والنجم - ط) و(مبادئ التأييد - ط) في الفقه و التوحيد، و(ديوان - ط) من نظمه، و(الأبحاث العلوية في الفلسفة الإسلامية - ط).