
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمَرْقَبَــةٍ دُونَ الســَّماءِ عَلَوْتُهـا
أُقَلِّــبُ طَرْفـي فـي فَضـاءِ سَباسـِبِ
وَما أَنا بِالْماشي إِلَى بَيْتِ جارَتي
طَرُوقــاً أُحَيِّيهــا كَــآخَرَ جـانِبِ
وَلَــوْ شـَهِدَتْنا بِـالْمُزاحِ لَأَيْقَنَـتْ
عَلَـى ضـُرِّنا أَنَّـا كِـرامُ الضَّرائِبِ
عَشـِيَّةَ قـالَ ابْـنُ الذَّئِيمَـةِ عارِقٌ
إِخـالُ رَئِيـسَ الْقَـوْمِ لَيْـسَ بِـآئِبِ
وَمـا أَنـا بِالسَّاعي بِفَضْلِ زِمامِها
لِتَشْرَبَ ما في الْحَوْضِ قَبْلَ الرَّكائِبِ
فَمَـا أَنـا بِالطَّاوي حَقِيبَةَ رَحْلِها
لِأَرْكَبَهــا خِفّــاً وَأَتْــرُكَ صـاحِبي
إِذا كُنْـتَ رَبّـاً لِلْقَلُـوصِ فَلا تَـدَعْ
رَفِيقَـكَ يَمْشـِي خَلْفَهـا غَيْـرَ راكِبِ
أَنِخْهــا فَـأَرْدِفْهُ فَـإِنْ حَمَلَتْكُمـا
فَـذاكَ وَإِنْ كـانَ الْعِقـابُ فَعـاقِبِ
وَلَسـْتُ إِذا مـا أَحْدَثَ الدَّهْرُ نَكْبَةً
بِأَخْضـــَعَ وَلَّاجٍ بُيُـــوتَ الْأَقــارِبِ
إِذا أَوْطَـنَ الْقَوْمُ الْبُيُوتَ وَجَدْتَهُمْ
عُمـاةً عَـنِ الْأَخْبـارِ خُرْقَ الْمَكاسِبِ
وَشـَرُّ الصـَّعالِيكِ الَّـذي هَـمُّ نَفْسِهِ
حَـدِيثُ الْغَـواني وَاتِّبـاعُ الْمَآرِبِ
حاتم الطّائيّ، يُكنى بأبي سفّانة وأبي عَدِيّ، أحدُ ساداتِ قبيلةِ طَيِّئ في الجاهليّة، وأحدُ أشهرِ الشّخصيّات العربيّة في الكرم والجود ومكارمِ الأخلاق، تُوفّي أبوه وهو صغير وكفله جدّه، ثمّ تخلّى عنه بعد ما رأى إسرافَه في الجُود وتبذيرَه للمال، لكنّه بلغَ في قومِهِ مكانةً عاليةً منذ فترةٍ مبكّرةٍ من حياته، واتّصلَ بملوك عصرِهِ من المناذرة والغساسنة وكان ذا حظوةٍ وتقديرٍ لديهم، اشتُهِرَ بقصصِه الكثيرةِ وأخباره الواسعة في مكارم الأخلاقِ، وعلى رأسها الجود، والعفّة، وحسن الجوار، والصّدق، والوفاء، والشّجاعة، وغيرها. عدّه ابنُ قتيبة من الشّعراء الجيّدين، وأكثرَ أصحابُ كتب الحماسة من اختيار مقطوعاته في الحكمة ومكارم الأخلاق