
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَعاذِلَــةٍ هَبَّــتْ بِلَيْــلٍ تَلُــومُني
وَقَـدْ غـابَ عَيُّـوقُ الثُّرَيّـا فَعَـرَّدا
تَلُـومُ عَلَـى إِعْطـائِيَ الْمـالَ ضـِلَّةً
إِذا ضـَنَّ بِالْمـالِ الْبَخِيـلُ وَصـَرَّدا
تَقُــولُ أَلَا أَمْســِكْ عَلَيْــكَ فَـإِنَّني
أَرَى الْمـالَ عِنْـدَ الْمُمْسِكِينَ مُعَبَّدا
ذَرِينــي وَحــالِي إِنَّ مالَـكِ وافِـرٌ
وَكُـلُّ امْـرِئٍ جـارٍ عَلَـى مـا تَعَوَّدا
أَعـــاذِلَ لا آلُـــوكِ إِلَّا خَلِيقَــتي
فَلا تَجْعَلِــي فَـوْقي لِسـانَكِ مِبْـرَدا
ذَرِينــي يَكُـنْ مـالي لِعِرْضـِيَ جُنَّـةً
يَقـي الْمـالُ عِرْضِي قَبْلَ أَنْ يَتَبَدَّدا
أَرِينـي جَـواداً مـاتَ هَـزْلاً لَعَلَّنـي
أَرى مــا تَرَيْــنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّـدا
وَإِلَّا فَكُفّــي بَعْــضَ لَوْمِـكِ وَاجْعَلـي
إِلَـى رَأْيِ مَـنْ تَلْحَيْـنَ رَأْيَكِ مُسْنَدا
أَلَـمْ تَعْلَمي أَنّي إِذا الضَيْفُ نابَني
وَعَزَّ الْقِرى أَقْرِي السَدِيفَ الْمُسَرْهَدا
أُســَوَّدُ ســاداتِ الْعَشـيرَةِ عارِفـاً
وَمِـنْ دُونِ قَوْمي في الشَّدائِدِ مِذْوَدا
وَأُلْفَــى لِأَعْـراضِ الْعَشـيرَةِ حافِظـاً
وَحَقِّهِــمِ حَتَّــى أَكُــونَ الْمُســَوَّدا
يَقُولُـونَ لِـي أَهْلَكْـتَ مالَكَ فَاقْتَصِدْ
وَمـا كُنْـتُ لَـوْلا مـا تَقُولُونَ سَيِّدا
كُلُـوا الْآنَ مِـنْ رِزْقِ الْإِلَهِ وَأَيْسِرُوا
فَــإِنَّ عَلَـى الرَّحْمَـنِ رِزْقَكُـمُ غَـدا
سـَأَذْخَرُ مِـنْ مـالي دِلاصـاً وَسـابِحاً
وَأَســْمَرَ خَطِّيّــاً وَعَضــْباً مُهَنَّــدا
وَذَلِــكَ يَكْفِينـي مِـنَ الْمـالِ كُلِّـهِ
مَصـُوناً إِذا مـا كـانَ عِنْدِيَ مُتْلِدا
حاتم الطّائيّ، يُكنى بأبي سفّانة وأبي عَدِيّ، أحدُ ساداتِ قبيلةِ طَيِّئ في الجاهليّة، وأحدُ أشهرِ الشّخصيّات العربيّة في الكرم والجود ومكارمِ الأخلاق، تُوفّي أبوه وهو صغير وكفله جدّه، ثمّ تخلّى عنه بعد ما رأى إسرافَه في الجُود وتبذيرَه للمال، لكنّه بلغَ في قومِهِ مكانةً عاليةً منذ فترةٍ مبكّرةٍ من حياته، واتّصلَ بملوك عصرِهِ من المناذرة والغساسنة وكان ذا حظوةٍ وتقديرٍ لديهم، اشتُهِرَ بقصصِه الكثيرةِ وأخباره الواسعة في مكارم الأخلاقِ، وعلى رأسها الجود، والعفّة، وحسن الجوار، والصّدق، والوفاء، والشّجاعة، وغيرها. عدّه ابنُ قتيبة من الشّعراء الجيّدين، وأكثرَ أصحابُ كتب الحماسة من اختيار مقطوعاته في الحكمة ومكارم الأخلاق