
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا الْيَوْمُ أَو أَمْسِ أَو غَدُ
كَــذاكَ الزَّمــانُ بَيْنَنــا يَتَـرَدَّدُ
يَــرُدُّ عَلَيْنـا لَيْلَـةً بَعْـدَ يَوْمِهـا
فَلا نَحْـنُ مـا نَبْقَى وَلا الدَّهْرُ يَنْفُدُ
لَنــا أَجَــلٌ إِمّـا تَنـاهَى إِمـامُهُ
فَنَحْـــنُ عَلَـــى آثــارِهِ نَتَــوَرَّدُ
بَنُـو ثُعَـلٍ قَـوْمي فَمـا أَنـا مُـدَّعٍ
سـِواهُمْ إِلـى قَـوْمٍ وَمـا أَنا مُسْنَدُ
بِـــدَرْئِهِمِ أَغْشـــَى دُرُوءَ مَعاشــِرٍ
وَيَحْنِــفُ عَنّــي الْأَبْلَــجُ الْمُتَعَمِّـدُ
فَمَهْلاً فِـداكَ الْيَـوْمَ أُمّـي وَخـالَتِي
فَلا يَـــأْمُرَنّي بِالدَّنِيَّـــةِ أَســْوَدُ
عَلَـى جُبُـنٍ إِذْ كُنْـتُ وَاشـْتَدَّ جانِبي
أُسـامُ الَّـتي أَعْيَيْـتُ إِذْ أَنا أَمْرَدُ
فَهَـلْ تَرَكَـتْ قَبْلِـي حُضـُورَ مَكانِهـا
وَهَـلْ مَـنْ أَبَـى ضـَيْماً وَخَسْفاً مُخَلَّدُ
وَمُعْتَســـِفٍ بِالرُّمْــحِ دُونَ صــِحابِهِ
تَعَســَّفْتُهُ بِالســَّيْفِ وَالْقَـوْمُ شـُهَّدُ
فَخَــرَّ عَلَــى حُــرِّ الْجَبِيـنِ وَذادَهُ
إِلَـى الْمَـوْتِ مَطْرُورُ الْوَقيعَةِ مِذْوَدُ
فَمــا رُمْتُــهُ حَتّـى أَزَحْـتُ عَوِيصـَهُ
وَحَتّــى عَلاهُ حالِــكُ اللَّـوْنِ أَسـْوَدُ
فَأَقْسـَمْتُ لا أَمْشـِي إِلَـى سـِرِّ جـارَةٍ
مَـدَى الـدَّهْرِ ما دامَ الْحَمامُ يُغَرِّدُ
وَلا أَشــْتَري مــالاً بِغَــدْرٍ عَلِمْتُـهُ
أَلَا كُـلَّ مـالٍ خـالَطَ الْغَـدْرُ أَنْكَـدُ
إِذا كـانَ بَعْـضُ الْمـالِ رَبّـاً لِأَهْلِهِ
فَــإِنّي بِحَمْـدِ اللـهِ مـالي مُعَبَّـدُ
يُفَــكُّ بِـهِ الْعـانِي وَيُؤْكَـلُ طَيِّبـاً
وَيُعْطَـى إِذا مَـنَّ الْبَخِيـلُ الْمُطَـرَّدُ
إِذا مـا الْبَخِيـلُ الْخَبُّ أَخْمَدَ نارَهُ
أَقُـولُ لِمَـنْ يُصـْلَى بِنـارِيَ أَوْقِدُوا
تَوَســَّعْ قَلِيلاً أَو يَكُـنْ ثَـمَّ حَسـْبُنا
وَمُوقِــدُها الْبــاري أَعَـفُّ وَأَحْمَـدُ
كَــذاكَ أُمُــورُ النَّـاسِ راضٍ دَنِيَّـةً
وَســامٍ إِلَــى فَــرْعِ الْعُلا مُتَـوَرِّدُ
فَمِنْهُــمْ جَــوادٌ قَـدْ تَلَفَّـتُّ حَـوْلَهُ
وَمِنْهُـمْ لَئِيـمٌ دائِمُ الطَّـرْفِ أَقْـوَدُ
وَداعٍ دَعَـــاني دَعْـــوَةً فَــأَجَبْتُهُ
وَهَــلْ يَـدَعُ الـدّاعِينَ إِلَّا الْمُبَلَّـدُ
حاتم الطّائيّ، يُكنى بأبي سفّانة وأبي عَدِيّ، أحدُ ساداتِ قبيلةِ طَيِّئ في الجاهليّة، وأحدُ أشهرِ الشّخصيّات العربيّة في الكرم والجود ومكارمِ الأخلاق، تُوفّي أبوه وهو صغير وكفله جدّه، ثمّ تخلّى عنه بعد ما رأى إسرافَه في الجُود وتبذيرَه للمال، لكنّه بلغَ في قومِهِ مكانةً عاليةً منذ فترةٍ مبكّرةٍ من حياته، واتّصلَ بملوك عصرِهِ من المناذرة والغساسنة وكان ذا حظوةٍ وتقديرٍ لديهم، اشتُهِرَ بقصصِه الكثيرةِ وأخباره الواسعة في مكارم الأخلاقِ، وعلى رأسها الجود، والعفّة، وحسن الجوار، والصّدق، والوفاء، والشّجاعة، وغيرها. عدّه ابنُ قتيبة من الشّعراء الجيّدين، وأكثرَ أصحابُ كتب الحماسة من اختيار مقطوعاته في الحكمة ومكارم الأخلاق