
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمــاوِيُّ قَـدْ طـالَ التَّجَنُّـبُ وَالْهَجْـرُ
وَقَــدْ عَــذَرَتْنِي مِـنْ طِلابِكُـمُ الْعُـذْرُ
أَمـــاوِيُّ إِنَّ الْمـــالَ غــادٍ وَرائِحٌ
وَيَبْقَـى مِـنَ الْمـالِ الْأَحاديثُ وَالذِّكْرُ
أَمـــاوِيُّ إِنّـــي لا أَقُــولُ لِســائِلٍ
إِذا جـاءَ يَوْمـاً حَـلَّ فـي مالِنا نَزْرُ
أَمـــاوِيُّ إِمّـــا مـــانِعٌ فَمُبَيَّـــنٌ
وَإِمّــا عَطــاءٌ لا يُنَهْنِهُــهُ الزَّجْــرُ
أَمـاوِيُّ مـا يُغْنِـي الثَّراءُ عَنِ الْفَتَى
إِذا حَشـْرَجَتْ نَفْـسٌ وَضـاقَ بِهـا الصَّدْرُ
إِذا أَنــا دَلّانــي الَّــذينَ أُحِبُّهُــمْ
لِمَلْحُـــودَةٍ زُلْــجٌ جَوانِبُهــا غُبْــرُ
وَراحُــوا عِجــالاً يَنْفُضــُونَ أَكُفَّهُــمْ
يَقُولُـونَ قَـدْ دَمَّـى أَنامِلَنـا الْحَفْـرُ
أَمــاوِيُّ إِنْ يُصــْبِحْ صــَدايَ بِقَفْــرَةٍ
مِــنَ الْأَرْضِ لا مــاءٌ هُنــاكَ وَلا خَمْـرُ
تَـرَيْ أَنَّ مـا أَهْلَكْـتُ لَـمْ يَـكُ ضـَرَّني
وَأَنَّ يَــدي مِمّــا بَخِلْــتُ بِــهِ صـَفْرُ
أَمـــاوِيُّ إِنّـــي رُبَّ واحِـــدِ أُمِّــهِ
أَجَـــرْتُ فَلا قَتْــلٌ عَلَيْــهِ وَلَا أَســْرُ
وَقَــدْ عَلِـمَ الْأَقْـوامُ لَـوْ أَنَّ حاتِمـاً
أَرادَ ثَــراءَ الْمـالِ كـانَ لَـهُ وَفْـرُ
وَإِنِّـــيَ لا آلُـــو بِمـــالٍ صــَنيعَةً
فَـــــأَوَّلُهُ زادٌ وَآخِــــرُهُ ذُخْــــرُ
يُفَــكُّ بِــهِ الْعــانِي وَيُؤْكَـلُ طَيِّبـاً
وَمـا إِنْ تُعَرّيـهِ الْقِـداحُ وَلا الْخَمْـرُ
وَلا أَظْلِـمُ ابْـنَ الْعَـمِّ إِنْ كانَ إِخْوَتي
شــُهُوداً وَقَـدْ أَوْدَى بِـإِخْوَتِهِ الـدَّهْرُ
عُنِينــا زَمانـاً بِالتَّصـَعْلُكِ وَالْغِنـى
كَمـا الدَّهْرُ في أَيَّامِهِ الْعُسْرُ وَالْيُسْرُ
كَسـَيْنا صـُرُوفَ الـدَّهْرِ لِينـاً وَغِلْظَـةً
وَكُلّاً ســـَقاناهُ بِكَأْســَيْهِما الــدَّهْرُ
فَمـا زادَنـا بَـأْواً عَلَـى ذي قَرابَـةٍ
غِنانــا وَلا أَزْرَى بِأَحْسـابِنا الْفَقْـرُ
فَقِــدْماً عَصــَيْتُ الْعــاذِلاتِ وَســُلِّطَتْ
عَلَـى مُصـْطَفى مـالي أَنـامِلِيَ الْعَشـْرُ
وَما ضَرَّ جاراً يا ابْنَةَ الْقَوْمِ فَاعْلَمِي
يُجـــاوِرُني أَلَّا يَكُـــونَ لَــهُ ســِتْرُ
بِعَينَــيَّ عَــنْ جــاراتِ قَـوْمِيَ غَفْلَـةٌ
وَفـي السـَّمْعِ مِنّـي عَـنْ حَـديثِهِمِ وَقْرُ
حاتم الطّائيّ، يُكنى بأبي سفّانة وأبي عَدِيّ، أحدُ ساداتِ قبيلةِ طَيِّئ في الجاهليّة، وأحدُ أشهرِ الشّخصيّات العربيّة في الكرم والجود ومكارمِ الأخلاق، تُوفّي أبوه وهو صغير وكفله جدّه، ثمّ تخلّى عنه بعد ما رأى إسرافَه في الجُود وتبذيرَه للمال، لكنّه بلغَ في قومِهِ مكانةً عاليةً منذ فترةٍ مبكّرةٍ من حياته، واتّصلَ بملوك عصرِهِ من المناذرة والغساسنة وكان ذا حظوةٍ وتقديرٍ لديهم، اشتُهِرَ بقصصِه الكثيرةِ وأخباره الواسعة في مكارم الأخلاقِ، وعلى رأسها الجود، والعفّة، وحسن الجوار، والصّدق، والوفاء، والشّجاعة، وغيرها. عدّه ابنُ قتيبة من الشّعراء الجيّدين، وأكثرَ أصحابُ كتب الحماسة من اختيار مقطوعاته في الحكمة ومكارم الأخلاق