
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَكَيْــتَ وَمــا يُبْكيـكَ مِـنْ طَلَـلٍ قَفْـرِ
بِسـَقْفِ اللِّـوى بَيْـنَ عَمـورانَ فَـالغَمْرِ
بِمُنْعَــــرَجِ الْغُلّانِ بَيْــــنَ ســـَتِيرَةٍ
إِلَـى دارِ ذاتِ الْهَضـْبِ فَـالْبُرُقِ الحُمرِ
إِلَـى الشـِّعْبِ مِـنْ أَعْلَـى سـِتارٍ فَثَرْمَدٍ
فَبَلْــدَةِ مَبْنَــى سـِنْبِسٍ لِابْنَتَـيْ عَمْـرِو
وَمــا أَهْــلُ طَــوْدٍ مُكْفَهِــرٍّ حُصــُونُهُ
مِـنَ الْمَـوْتِ إِلَّا مِثْـلُ مَـنْ حَـلَّ بِالصَّحْرِ
وَمــــا دارِعٌ إِلَّا كَــــآخَرَ حاســــِرٍ
وَمـــا مُقْتِـــرٌ إِلَّا كَــآخَرَ ذي وَفْــرِ
تَنُــوطُ لَنــا حُــبَّ الْحَيـاةِ نُفُوسـُنا
شـَقاءً وَيَـأْتي الْمَـوْتُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري
أَمــاوِيُّ إِمّــا مِــتُّ فَاســْعَيْ بِنُطْفَـةٍ
مِـنَ الْخَمْـرِ رَيّـاً فَانْضـَحِنَّ بِهـا قَبْري
فَلَـوْ أَنَّ عَيْـنَ الْخَمْـرِ فـي رَأْسِ شـَارِفٍ
مِـنَ الْأُسـْدِ وَرْدٍ لَاعْتَلَجْنـا عَلَـى الْخَمْرِ
وَلا آخُــــذُ الْمَـــوْلَى لِســـُوءِ بَلائِهِ
وَإِنْ كــانَ مَحْنِـيَّ الضـُّلُوعِ عَلَـى غَمْـرِ
مَتَـى يَـأْتِ يَوْمـاً وارِثي يَبْتَغِي الْغِنى
يَجِــدْ جُمْــعَ كَـفٍّ غَيْـرِ مِلْـءِ وَلا صـِفْرِ
يَجِــدْ فَرَســاً مِثْـلَ الْعِنـانِ وَصـارِماً
حُسـاماً إِذا مـا هُـزَّ لَـمْ يَرْضَ بِالْهَبْرِ
وَأَســــْمَرَ خَطِّيّـــاً كَـــأَنَّ كُعُـــوبَهُ
نَوى الْقَسْبِ قَدْ أَرْمى ذِراعاً عَلَى الْعَشْرِ
وَإِنّـــي لَأَســْتَحْيِي مِــنَ الْأَرْضِ أَنْ أَرى
بِهـا النّـابَ تَمْشِي في عَشِيّاتِها الْغُبْرِ
وَعِشـْتُ مَـعَ الْأَقْـوامِ بِـالْفَقْرِ وَالْغِنـى
ســَقاني بِكَأْسـَيْ ذاكَ كِلْتَيْهِمـا دَهْـري
حاتم الطّائيّ، يُكنى بأبي سفّانة وأبي عَدِيّ، أحدُ ساداتِ قبيلةِ طَيِّئ في الجاهليّة، وأحدُ أشهرِ الشّخصيّات العربيّة في الكرم والجود ومكارمِ الأخلاق، تُوفّي أبوه وهو صغير وكفله جدّه، ثمّ تخلّى عنه بعد ما رأى إسرافَه في الجُود وتبذيرَه للمال، لكنّه بلغَ في قومِهِ مكانةً عاليةً منذ فترةٍ مبكّرةٍ من حياته، واتّصلَ بملوك عصرِهِ من المناذرة والغساسنة وكان ذا حظوةٍ وتقديرٍ لديهم، اشتُهِرَ بقصصِه الكثيرةِ وأخباره الواسعة في مكارم الأخلاقِ، وعلى رأسها الجود، والعفّة، وحسن الجوار، والصّدق، والوفاء، والشّجاعة، وغيرها. عدّه ابنُ قتيبة من الشّعراء الجيّدين، وأكثرَ أصحابُ كتب الحماسة من اختيار مقطوعاته في الحكمة ومكارم الأخلاق