
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــن بعـد ورد وزهـر
بلابــل الـروض تختـن
فيــا عيــوني قــري
ويــا فــؤادي تمـدن
عــم التمــدن فينـا
حـتى ارتقـى للطيـور
ورعــن حــتى دعينـا
بســـاكنات القصــور
فعــافت الياســمينا
وشـــاهقات الوكــور
مـن فـوق طلـح وسـدر
بهـا الافـانين تفنـن
مـن يـز منـك وقـارك
حــتى صـحبت الأدانـي
والحقـل قد كان دارك
تجيــد فيـه الأغـاني
ربحـت فيـه اختيـارك
فلــم تخــف أي جـان
تزهــو بشـاطىء نهـر
مـا بيـن ورد وسوسـن
صـيداح مـا أنـت إلا
قيثـارة فـي الربيـع
لــك الأكـاويب تجلـى
علــى ذرى كــل ريـع
يســـــقين علا ونهلا
فينتـــثي كـــل روع
صـيداح مـا كنت أدري
أن البلابـــل تســجن
صـحائف الـروض ترقـم
بقانيـــات الحــروف
مـن كـل شـكل منمنـم
مــــروع بـــالقطوف
شـاق الهـزار فهينـم
مـذ حـان قرع الدفوف
مــن كـل نسـمة فجـر
تــردي الظلام وتعتـن
حـاك الربيع المطارف
شـــقائقا وبنفســـج
وراح يسـدي الطـرائف
علـى الزهـور فيـأرج
والريح حول الصفا صف
فــي ســيرها تتمعـج
ونـاظم النهـر يغـري
مـاء السـواقي فيستن
والبـدر يحكـي أطارا
مــن فضــة مسـتديره
والليـل عـاد نهـارا
علـى ضـواحي الجزيره
فيـه النجـوم اسـارى
وقعـن فـي الـف حيره
لا يهتـــدين كســـفر
ضـل الطـرائق فـاكتن
والنخـل فيـه مواثـل
حبابهـــا باســـمات
تعنـو لهـن الخمـائل
خواضـــعا والنبــات
كأنهـا فـي العثاكـل
خــــرائد ســـافرات
يحملــــــن أقلام درٍ
فــي طلعهــا تتلـون
تطـوف فيهـا الحدائق
مــن كـل نـوع وجنـس
فخلتهـــن البنــائق
زانــت ملابــس عــرس
والطيـر بين الشقائق
تبــدي فصــاحة قــس
مـا بيـن شـعر ونـثر
ألحانهـــا تتفنـــن
تصـــوغ أبهـــى روى
يزهـو بحسـن البيـان
فــي لفظــه عبقــري
تـروق فيـه المعـاني
وتنتحــــي لعلــــي
تهـدي سـجل التهـاني
فـي يمـن سـعد وبشـر
بــه الأمــاني تقـرن
فــتى رقيــق الخلائق
مفــــوه إن تكلـــم
يجلـي وجـوه الحقائق
وثغــــره يتبســــم
أربـى علـى كـل شارق
فاستأسر البدر إذ تم
مــن ينمـه فـي تحـر
يجـده مـن خيـر معدن
يعــزى إلـى خيـر آل
نبــــوة وإمــــامه
متـــوج بالمعـــالي
والفضـل فيـه وسـامه
والبدر يفني الليالي
فلــم يــواز تمـامه
كلا ولا الشــمس تجـري
فـي الافق أبهى وأحسن
إذا ألاق المحــــابر
واهـتز منـه اليـراع
وراح للـــدر نــاثر
يزيــن منـه التمـاع
غنــى كـل لـه سـاحر
وضــل فيــه الـرواع
كــأن فــي كـل سـطر
سـحر البيـان معنـون
لـــه غضــارة طبــع
مـن يانع الورد تؤثر
فــإن أصــيبت بصـدع
رفتـــه أخلاق جعفــر
لكـــل طــرف وســمع
قـد طـاب عيناً ومخبر
فلـم أقـل ليـت شعري
فيــه ولا قلــت لـون
يزجـي لعينيـك تحفـه
برهانهــا لـك قـاطع
ان شـئت تنبيـك وصفه
بمــا تلـذ المسـامع
مـن يتبع السير خلفه
يـورده أهنى المشارع
مــا بيـن أطلاق وفـر
مـن غيـر صـد ولا مـن
مير علي بن عباس بن راضي بن الحسن بن مهدي بن عبد الله بن محمد بن العلامة السيد هاشم الموسوي.عالم جليل وأديب كبير وشاعر مطبوع.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، وكان من ذوي الفضل، منتمياً إلى أسرق عريقة.وكان قد ابتلي بالأمراض التي أقعدته قرابة العشرين عاماً حيث تفرغ للمطالعة والدرس.وقد توفي في النجف، وله ديوان الأنواء.