
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا جــد جــد المــرء والــدهر مطـرق
فليــــس بمجــــد خلقـــه والتخلـــق
ولــو نــثر الفصــحى جمانــا مرصــعا
علــى مفــرق الــدنيا يقولــون أحمـق
ورب أديـــــب دون شـــــق يراعـــــه
يظــــل جريـــر حـــائراً والفـــرزدق
لــه الرائعــات الغــر يلغــي سـجلها
إذا لــم يصــدقها مــن الســعد رونـق
وتطــوى كــأن لــم تبــد حـتى تخـاله
بناهــا لكــي تبنــى عليهـا الخورنـق
نصـــحتك فاخضـــع للزمـــان وصـــرفه
فــــأنت ضـــعيف والقـــوي الموفـــق
تمنــى عليــه النصـر هيهـات لـم تفـز
وقـــد ســار فرزانــا وجيشــك بيــدق
وذي حـــرف لــم ينقــص الفــن قــدره
لـــه فـــي تراقــي كــل فــن تعلــق
كـــأن يـــديه فــي الصــناع مــراوح
وأقـــدامه إن يســـع فيهـــن زيبـــق
تــرى دونــه الحاجــات تغلــق بابهـا
ولكـــن بـــاب اللَــه هيهــات يغلــق
فلا تيأســــن منـــه فلســـت بعـــالم
مـــتى بــدره فــي أفــق دارك يشــرق
كفــى العلــم عــن رزق ســواه وربمـا
يســــاعده ســــير القضـــا ويوفـــق
سعى الغرب فاستولوا على الشرق وانثنوا
يرومـــون أبـــراج الســماء فحلقــوا
وحلــوا ربــاط الفــن عــن موثقــاته
فأضــحى لهــم عنــد الكــواكب موثــق
أهــل حســبوا أن ابــن مريــم مشــرف
علــى جنبــات القــدس يحيــى ويــرزق
فشــــاقهم وجــــد إليـــه فمهـــدوا
معـــارج أســـباب الســـماء ارقتــوا
لقــد نظمــوا الفــولاذ ســطراً تخـاله
هياكــــل عقبــــان تــــرف وتخفـــق
تخـــف بهـــا روح البخـــار فتنطــوى
مصـــــاعد لا يجتازهــــا المتســــلق
قصــــورهم مــــدت جوانــــح أنســـر
يزيــــن حواشـــيها ريـــاش ونمـــرق
تــرى طبقــات الخلــد فــي طبقاتهــا
لبعــــض علــــى بعــــض علاً وتفـــوق
لقــد ســالمتها رحمــة اللَــه أعصـراً
وطالعهـــا الميمــون بالســعد ينطــق
فحلــت عليــه نقمــة الحــرب فاغتـدت
يغيــم بهــا المــوت الــزؤام ويغـدق
مير علي بن عباس بن راضي بن الحسن بن مهدي بن عبد الله بن محمد بن العلامة السيد هاشم الموسوي.عالم جليل وأديب كبير وشاعر مطبوع.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، وكان من ذوي الفضل، منتمياً إلى أسرق عريقة.وكان قد ابتلي بالأمراض التي أقعدته قرابة العشرين عاماً حيث تفرغ للمطالعة والدرس.وقد توفي في النجف، وله ديوان الأنواء.