
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا صـاحِ مـا لـكَ لا تـرُدُّ
أصــَدَدتَ أم أعيــاكَ بُعـدُ
نفسـي الأسـيرةُ في الحضيض
اليـــك أيـــديَها تَمُــدُّ
هلا أجَبـــتَ أليـــسَ مــا
بينــي وبينَـك صـاحِ عَهـدُ
أم أنــتَ فـي كـونٍ سـَحيق
لا صــــدىً منـــه يُـــرَدُّ
أم قصـــَّرت نفســـي ودون
مـــداكِ أبعـــادٌ وجُهــدُ
هَــب أنَّــهُ حـالت بموتِـكَ
دوننــــا حُجُـــبٌ وســـُدُّ
أفتَعجِــــزُ الأرواحُ عـــن
خَــرقِ الحَـواجزِ لـو تَـوَدُّ
يــا صــاحِ ليلــي طــالَ
والظُلُمــاتُ فيــه لا تُحَـدُّ
ليـلُ الأسـى مـا مِـن عسـى
فيـــه ولا قبـــلٌ وبعــدُ
أفلا بَصــــِيصٌ أو صــــدىً
أو آيـةٌ فـي الليـلِ تَبدو
تلقـى بهـا نفسـي الجَوابَ
ومـــن رجـــائِك تَســتمِدُّ
أولا تعلِّلُنــــي بوعــــدٍ
باللِقـــــاء فأســــتعِدُ
وتصـــونُ إيمــاني فقــد
أودى بـــه شـــكّ وجحــدُ
هلا أجبـــتَ وقلــتَ إنــي
ســـامعٌ فـــأعودَ أشــدو
وأقـولَ ليـسَ أخـي فقيـدي
بــل رفيقــي حيـثُ أغـدو
ويَبِيـنُ لـي فجـرُ الرجـاء
ونُـــورُه أمـــلٌ ووعـــدُ
يـا صاحِ يا ابنَ أبي وأمي
مــا كوجـدي اليـومَ وَجـدُ
روحٌ تخــــاطِبُ شــــَطرَها
والشــَّطرُ يُعــرِضُ لا يَــرُدُّ
ورِتـاجُ صَرحِ الموتِ دونهما
وســـــــورٌ لا يُهَــــــدُّ
أفتخـــــــرَسُ الأرواحُ إذ
تنــأى وتنســى مَـن تَـوَدُّ
أم تضـــمَحِلُّ فمــا لهــا
عَـــودٌ ولا أمـــلٌ وخُلــدُ
نفســي علــى بحـرِ الأسـى
ينتابُهـــا جَـــزرٌ ومَــدُّ
فــالقلبُ يَــدفَعُها إلــى
حيــثُ الهلاكَ لهــا مُعَــدُّ
فَتُطِيــعُ ذاهلــةً وحــادي
عيســـها لليــأسِ يَحــدو
تُصـغي إلـى الأمـواجِ تَلطِمُ
طَوفَهـــا لطمـــاً يَهُـــدُّ
وشـــِراعُها أمَــلٌ تمــزَّقَ
والرِيــاحُ عليــه تَعــدو
والعقــلُ يَقــذِفُها إلــى
شـــَطِّ الســـُّلوَّ ولا تَــوَدُّ
تـأبى سـوى الـذِكرى وفـي
وفي الذكرى لها ألَمٌ وسُهدُ
آهــاً مــن الـذِكرى ففـي
أكوابهـــا ســـُمّ وشــَهدُ
يـا صاحِ يا ابن أبي وأمي
أيــن كنــتَ وأيـن تغـدو
أكــذا مصــِيرُكَ للضــَريحِ
ولا اعــتراضٌ منــكَ يبـدو
أكـذا النهايـة يا لَعُقبى
مـا لهـا فـي الخَلـقِ بُـدُّ
جســــمٌ تضـــيقُ بهمِّـــهِ
الــدُنيا علـى نعـشٍ يُمَـدُّ
أيـن المطامـحُ والعواطـفُ
والأمـــاني وهـــي حُشــدُ
والفكـــرُ خَلَّاقُ الغــرائبِ
هــل لـه فـي اللحـدِ حَـدُّ
وبنــاتُ صــدرِك هـل لهـا
تحــت الـثرى خِـدرٌ ومهـدُ
هيهــات مـا ضـمَّ الضـريحُ
ســـوى قليـــلٍ لا يُعَـــدُّ
يَطـــوِ جـــوهرَكَ الثَــرى
فــالروحُ لا يَطــوِه لَحــدُ
قــد ضـمَّ قـبرُكَ مـا يُحَـدُّ
وإن نفســـــكَ لا تُحَــــدُّ
أرجَعــتَ عاريــةَ الــثرى
وخلعـــتَ ثوبــاً لا يُجَــدُّ
وكســـَرتَ قَيــدكَ ظــافراً
مـا أنـتَ بعـد اليوم عَبدُ
وسـَموتَ نحو مطالِعِ الأنوارِ
حيـــثُ الصـــُبحُ يبـــدو
فـإلى اللقـاء أخـي فإني
ســوف أغــدو حيـثُ تغـدو
جــــارَيتني فســــبقتني
ان الســبوق هــو الأشــدُّ
مـا العيـشُ آمـالٌ وأموالٌ
ولـــــــذاتٌ ورَغــــــدُ
العيــشُ أرواحٌ تُعـذَّبُ ثـمَّ
أرمـــــــاسٌ تُخَـــــــدُّ
ليسـت تُعيـدُ لنـا الصـَدى
وعلــى التحيَّــةِ لا تَــرُدُّ
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).