
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـرى ما انت ماذا فيك
مــن ســِرٍّ ومـن مَعنـى
أَطَرفــةُ نــاظرٍ أسـمَى
يُقلِّـبُ فـي الوَرى جَفنا
فيُغمِـضُ اذ يَرى الأرواحَ
أَســرى والـوَرى رَهنـا
أمَ انـتَ شـَرارةٌ كُـبرى
قُـدِحتَ لتُرشـِدَ المُضـنى
لِيَلمَـح مـن خِلالِ السِترِ
حُســناً جَـلَّ لـن يَفنـى
فلـم يَفطُـن ولـم يَحفِل
وظــلَّ يُمـارِس الحُزنـا
وبــات بقِســمةٍ ضـِئزى
يُنـاجي هنـدَ أو لُبنـى
تَـرى مـن أنـت هـل رَب
هَبَطــتَ الأرضَ للســُكنى
ســَترتَ بنــارِ عاصـفةٍ
سـَنى اسـمائِكَ الحُسـنى
أم انت نُزوعُ روحٍ ثائرٍ
عــاتٍ أبــي الســَجنا
ملاكٌ جطَّـــه الرَحمــانُ
مـن أعلـى إلـى أدنـى
تحَمَّـل نفيَـه فـي الأرض
ثــمَّ إلــى العلا حَنَّـا
حَبــاهُ يأســُه بأســاً
لجلجـل والتظـى حُزنـا
وحطَّــمَ فَيــدَه حَنَقــاً
وطــارَ مُيمَّمــا عَـدنا
يُؤمِّـــلُ أن ســَيبلغُها
فيحظــى أو إذَن يَفنـى
تـرى مَـن أنت يا بَرقاً
يُــردِّدُ رَعـدهُ اللَحنـا
أنــورٌ آبــقٌ تَبكيــه
أرواح العُلــى مُزنــا
أجُـرحٌ فـي السَماءَِ ومن
تَعمَّــدَ شــَقَّها طَعنــا
أحـــقّ أنــت أم شــَكّ
أمَعنـىً أنـت أم مَبنـى
ومــا للَعيــنِ عالقـةً
بنــورك كلَّمــا عَنَّــا
ومـا للقلـب يَخفُـقُ إِن
رآكَ كــــأنه جُنَّــــا
يَكـادُ يطيـرُ مـن قَفَـصٍ
بــه يحيــا ولا يَهنـا
أيَحســِبُ أَنَّـك الحـادي
تَحُـثُّ الرَكـبَ والظَّعنـا
أبرقـاً فـي الدُجى جُنَّا
وغلغَــل بعـدَما أسـنى
تَملَّـص فـالتظى فانساب
يُــورِثُ بعــدَه الظَنـا
تـرى اني مسيرُكَ ثائراً
مُســـــتَعجِلاً أَنّـــــي
أتَقصـِدُ أن تَطـولَ الأوجَ
قُـربَ العَـرشِ أو أدنـى
أطـالبَ بعـضِ مـا نَرجو
أظنُّــك واحــداً منّــا
فشـوقُك لـم يَـزَل فينا
إلـى الاسمى إلى الأسنى
فمَهلاً مــا بلغـتَ مُنـى
ولســت بمُــدرِكٍ شـأنا
ظَوَينـا عـالَمَ الأسـرارِ
قبلَــك نقصـِدُ المَغنـى
وحَلَّقنـــا وغَلغَلنـــا
ونادينـــا وفتَّشـــنا
وكــم بابــاً طرقنـاه
وبـــالنجوى توســَّلنا
وقلنـا قد يُزاحُ السترُ
أوقــد نَلحَـقُ الظَعنـا
ونَبلُـغُ مَرفـأ الخُطواتِ
نُحــرِقُ بعـدَه السـُفنا
فيـا لـكِ خيبـةً كـانت
عَرفنـا بعـدها الحُزنا
وعُـدنا من حُدودِ الوَهمِ
لـم نبلُـغ ومـا عُجنـا
فحَســبُك كــم تُؤرقُنـا
تُمثــلُ بعـضَ مـا كنَّـا
سـتُدرِكُ بعـضَ مـا شِمنا
وتَرجِــعُ مثلمـا عُـدنا
وتَخمُــدُ شــُعلةٌ كـانت
تُنيـرُ وتَلـزَمُ السـِّجنا
أبرقـاً في الدُجى أسرى
يجُــرُّ وميضـُهُ الرُدنـا
إذا جـاوزت شـأوَك فـي
السـماءِ ولم تَنَل إذنا
وقـد قـاربتَ حَدَّ الفصلِ
بيـنَ العَـوجِ والمَثنـى
وضــلَّ دليلـكَ الهـادي
فرُمـتَ العَـود أو تفنى
تَــرى آثــارَ قافلــةٍ
بهـا رُحنـا كمـا عُدنا
فعُـد متَتبِّعـاً خُطواتِنا
واجلِــس هُنــا مَعنــا
وحَــــدِّثنا وذكِّرنـــا
فإنـــك واحــدٌ منَّــا
فقــد كنَّـا ومـا كنَّـا
وأمســَينا وهــا إِنَّـا
بُــروقٌ نارُهــا خَمـدَت
نُراقِـبُ في الدُجى وَهنا
يقـاظى نُبصـِرُ الرؤيـا
وعميـانٌ نـرى الحُسـنا
نعيــشُ بــذكرِ آمــالٍ
فَتِيَّــاتٍ وقــد شــِخنا
تعــالَ فإننــا نرضـى
بــأحلامٍ بهــا هِمنــا
وإِن تـكُ نـازُك انطفأت
فــإِنَّ الفكـرَ لا يَفنـى
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).