
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُويــدَكِ شـمسَ الحَيـاة
ولا تُسـرعي فـي الغُروب
فمـا نـالَ قلـبي مُناه
ومـا ذاقَ غيـرَ الخُطوب
حَنانَيـكَ داعـي الرَحيل
أنَمضــي كـذا مُرغَمِيـن
ولـم نَـروِ بعدُ الغلِيل
فَمَهلا ودَعنـــا لِحِيــن
أَتمضــي الحيـاةُ سـُدى
ومـا طالَ فيها المَقام
ولــم نَجتَـز المُبتَـدا
فَسـُرعانَ يـأتي الخِتام
أنَمضــِي ولمّــا نَنَــل
رَغــائبَ نفــسٍ طَمــوح
أنَقضــِي ويقضـِي الأمـل
وتَنــدَكُ تلـك الصـُروح
ألا فُســحةٌ فــي الآجَـل
ألا رَحمـــةٌ أو رَجــاء
ألا مُهلـــةٌ أو بَـــدَل
ألا عَفـوَ عنـدَ القَضـاء
حَنانَيـكَ أيـنَ الـذَهاب
وأيــنَ مَصـِيرُ النُفـوس
أنجتـازُ هـذا التُـراب
لنبلُــغَ سـُبلَ الشـُموس
لمــاذا نَزَلنــا بهـا
وصــِرنا عليهـا عبيـد
اذا كـان فـوقَ السـُهى
مصـيرُ النفـوس العَتيد
اذا كـان قصـد الصـَمَد
بــذاك عِقـابَ النُفـوس
فمـا كـان ذَنـبُ الجَسَد
ليغـدو شـرِيكَ البُـؤوس
بربِّــكَ قُـل يـا دَليـل
إلـى أين تُفضي الطريق
فقـد حارَ عقلي الكليل
أمــام الظلامِ المُحِيـق
ســنترُكُ هـذي الرُبـوع
كَشـَمسٍ دَهاهـا الغِيـاب
وللشــمسِ صـُبحاً رُجـوع
أَليـسَ لنـا مـن إيـاب
أَنَمضــي كـذا جـاهِلين
حيــارى مَطايـا الأسـَف
ويَبقــى المَلا ذاهِليـن
فَطُــوبى لعقــلٍ عَــرَف
كفــاكِ عَنـاً يـا فِكـر
تَعِبــــتِ بلا طــــائلِ
فمــا نحــنُ ألا أثــر
علـى الرملِ في السَاحِلِ
ســـنبقَى قليلاً هُنـــا
إلـى المَـدِّ حـتى يَعود
فيَمضــي ســِراعاً بنـا
إلى البحر بحرِ الخُلود
أشـمسَ الحيـاةِ اغربـي
ولا تُمهلينـــي لِغَـــد
فمــا حاصــلٌ مَطلَــبي
ولـو طـالَ عُمـري الأبد
أشـمسَ الحيـاةِ اسـرعي
وغِيــبي فــأنتِ خَيـال
أشـمسَ الخُلـودِ اسـطَعي
اليــكِ اليــكِ المـآل
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).