
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الطُبـولَ الطُبـولَ إِنـا انتصـرنا
فــأريحوا قنـاً براهـا الطعـانُ
صـحَّ حُلمِـي وعـاد لـي أمـرُ قَومي
ولـــيَ الصـــَولجانُ والســُلطانُ
قـد ظَفِرنـا دُقُّوا الطُبولَ وسيروا
مَوكِبــاً نــاظراً اليـه الزَمـانُ
مَـوكِبَ المُقسِمينَ أن يأخذوا الحَقَّ
بحـــدِّ الســـيوفِ أو يَتَفــانوا
مَـوكِبَ الظـافرينَ ذا مَـوكِبُ الحُبِّ
تُلاقيكُــــمُ عليــــه الحِســـانُ
يـا غَـواني كلِّلنَ بالزَهرِ والعَطفِ
رجـالاً فـي الحـربِ لـم يَتَوانـوا
قبِّلينــي يـا ربَّـةَ الحُسـنِ إِنـي
فــي وَغــى الحُـبِّ طـائعٌ مِـذعانُ
وأُوارُ الهــوى يَزيــدُ اضـطراماً
فــي ضــُلوعي ويُســرِعُ الخَفَقـانُ
ذاكَ سـَهمُ الغـرامِ أَصـمى فـؤادي
فســَرَت فــي صــَميمه النِيــرانُ
قبِّلينـي أيضـاً كـذا يَعـذُبُ الحُبُّ
لقــــاءٌ فَقُبلــــةٌ واحتضـــانُ
قبِّلينـي لا لا كفـى ويـكِ مـا هذا
أثَغـــرُ الحـــبيبِ أم ثُعبـــانُ
قُبُلاتٌ كأنهـــا ألـــمُ المـــوتِ
وفـــي طَعمِهـــا لـــه ألــوانُ
أبعِــدي ثَغــرَكِ المُلظّــى لَحـاكَ
اللَــهُ ثَغـراً لـم تَحـوهِ الغِيلانُ
أنــا وحــدي تـرى أهـذا مَنـامٌ
آهِ لا إنَّ مــــا أراهُ العِيـــانُ
ههنـــا ههنــا لقــد قبَّلَتنــي
ههنــا الصــَولجانُ لا بـل سـِنانُ
نافذٌ في الحَشا لقد أحكمَ المَرمى
عَــــدُوِّي وخــــانَني الأقـــرانُ
طَعنــةٌ لـو تَجِيئُنـي مـن أمـامي
لهَــوى مــن مَهــابتي الطَعَّــانُ
قــد دُحِرنــا وفــرَّ صـَحبي وزالَ
الحُلــمُ عنــي وهُــدَّتِ الأركــانُ
ويـلَ حُلـمٍ صـَدَّقتُه فـإذا بالتاجِ
يَهــــوي وتُــــبرِزُ الأكفــــانُ
خـاب ظَنِّـي تعـالَ يـا مـوتُ أسرِع
لسـتُ أرضـى الحياةَ فيها الهَوانُ
أقـولُ وقـد نـاحت بِقُربـي حَمامةٌ
ايـا جارتـا هـل تشـعُرين بحالي
معـاذَ الهَوى لا ذُقتِ طارقةَ النَّوى
ولا خَطَــرَت منــك الهُمـومُ بِبـالِ
أيا جارتا ما أنصفَ الدَهرُ بيننا
تعـالي أُقاسـمكِ الهُمـومَ تعـالي
أَيضــحَكُ مَقتــول وتبكـي طليقـةٌ
ويَســكتُ محــزونٌ وينــدُبُ ســالِ
لقـد كنتُ أولى منكِ بالدَمع مُقلةً
ولكـنَّ دَمعـي فـي الحَـوادثِ غـالِ
تعـالي تَـرَى رُوحـاً لَـديَّ ضـعيفةً
تَــرَدَّدُ فــي جســمٍ يُعــذَّبُ بـالِ
ألا أيُّهـا النسرُ الذي جاء يبتغي
فريســـتَهُ أيَّ الـــولائمِ تنظُــرُ
ألا اصــبر قليلاً إِنَّ فــيَّ بقيَّــةً
يَمُـدُّ اليهـا المـوتُ كفّـاً وتَعسُرُ
رُوَيــدَكَ واعــذُرني فإِنَّـكَ جـائعٌ
ومثلُـكَ يـا طَيَّـارُ مَـن كان يَعذُرُ
أتيـتَ الينا تطلُبُ القُوتَ والقِرى
فـأهلاً بضـيفٍ جاءنـا ليـس يُزجَـرُ
فـدونَك شِلوي ذاك يا نَسرُ ما بَقِي
وأنـتَ بـه يـا جـائعَ الجَوِّ أَجدَرُ
فمـزَّق ولا ترحَـم فمـا أنـتَ واترٌ
لتَثــأرَ منـي حيـنَ حَـلَّ المُقـدَّرُ
لقـد مزَّقَتـه النـاسُ قبلك إخوتي
وأبنــاءُ عمِّـي والعـدوُّ المُكَشـَّرُ
وأَطلِـق فؤاداً ذابَ في أَسر أضلُعي
عليـه سـلامُ اللَـهِ كـم كان يَصبِرُ
رِفقــــاً مَلاكَ المـــوت رفقـــا
لــو كنــتَ مــا ألقــاهُ تلقـى
لَلـــوَيتَ وجهَـــك عـــن صــَريعٍ
فـــي حِيـــاض اليـــأس مُلقــى
طــالَ انتظــارُكَ فــي الجِــوارِ
تريـــــدُ دَينــــاً مُســــتحِقَّا
مَــــن ذا يُماطِـــلُ أو يَســـومُ
اذا تقاضــــى المـــوتُ حَقَّـــا
فإِليـــــكَ رُوحـــــي إِنَّهــــا
لَوَدِيعــــةٌ ليســــت لِتَبقــــى
خُـــذها إلـــى الخَلاقِ داميـــةً
وقُــــل مــــا كـــان أشـــقَى
رُوحٌ تُحَشــــرِجُ ضــــمنَ جســــمٍ
ســـــامَها أســـــراً ورِقَّــــا
يـــــــا رُوحُ لا تَســــــتَعجِلي
فلأنــتِ لــي مــا القلــبُ دَقَّـا
مَهلاً ملاكَ المـــــــــــــوتِ لا
تَغضـــَب فـــإنَّ البَيـــنَ شــَقَّا
بَيــــنٌ بلا أمــــلِ اللِّقــــاءِ
وَســـــَفرَةٌ تَــــزدادُ ســــُحقا
دَعنــــي فــــأروي بـــالوَداعِ
حُشاشـــَةً فـــي الصــَدرِ حَرقــي
دَعنـــــي أُقلِّـــــبُ نــــاظِري
ممتعـــــاً غَربــــاً وشــــَرقا
وأُودِّعُ الأفُــــــقَ البعيــــــدَ
فلـــن أرى مـــا بَعــدُ أُفقــا
أيــــنَ الأمـــاني المُغريـــاتُ
المُحــــرِزاتُ الـــدَهرَ ســـَبقا
أيــــنَ الفـــوارِسُ والكُمـــاةُ
وكيــــفَ ذا فَــــرُّوا وأبقـــى
أوَّاهِ خــــــانَتني الصـــــِحابُ
وأَقســــَموا الايمـــانَ صـــِدقا
أيــــنَ الغَــــواني طالمــــا
كاشــــَفنَني وَجــــداً وعِشـــقا
أعرَضـــــنَ عنـــــي بعــــدما
ذَلَّلــنَ لــي فــي الحــبِّ عُنقـا
وكَســـَونني مـــن بعـــدِ ثــوبِ
الوَصـــلِ ثــوبَ الغَــدرِ خَلقــا
صـــَه يـــا لســـاناً مُظهِـــراً
ضــــُعفِي ولا جــــاوَرتَ حَلقـــا
إِن أعرَضــــَت عنـــي الحيـــاةُ
فــإِنَّ لــي فــي المــوتِ حَقَّــا
أســــــرِع ملاكَ المــــــوتِ لا
تَرفَــــق فلا أحتــــاجُ رِفقـــا
واقبِـــض فــذا ثمــنُ الحيــاةِ
أَفيكَـــــهُ لأنـــــالَ عِتقــــا
أبنيَّــــــــتي لا تَجزَعـــــــي
كـــلُّ الأنـــامِ إلـــى ذَهـــابِ
نُـــــوحي علـــــيَّ بحُرقـــــةٍ
مـــا بيـــن ســِترِكِ والحِجــابِ
قُـــــــولي اذا نــــــاديتني
وعَجَــــزتُ عــــن رَدِّ الجَـــوابِ
زَيـــنُ الشـــبابِ أبــو فِــراسٍ
لـــــم يُمتَّـــــع بالشــــبابِ
يــا مــوتُ يــا مَلِــكَ الحيـاةِ
وأميــــرَ كــــلِّ الكائنــــاتِ
يـــا نــاثِرَ الشــَملِ الجميــع
وجامعـــــاً كــــلَّ الشــــَتاتِ
أُبســـُط يـــديكَ وحُـــلَّ أســـرَ
الـــروحِ مـــن هــذا الرُفــاتِ
خُـــــذها اليـــــك عَصـــــيَّةً
ســـالت علـــى حَـــدِّ الظُبــاتِ
ألــمُ الحيــاةِ لــذي الحيــاةِ
أَشـــدُّ مـــن ألَـــمِ المَمـــاتِ
هـــاتِ اعطِنـــي حَقــي الأخيــرَ
فـــذاكَ مـــن خَيـــرِ الهِبــاتِ
قـــد كنـــتُ فــي أســرٍ ولــم
أُفقَـــه وقـــد حــانت نَجــاتي
إِنِّــــي أرى نُــــورَ الخُلـــودِ
يُضـــيءُ فـــي كـــلِّ الجهـــاتِ
فــــاطفِئ ســــِراجي واســــدُلِ
الســترَ الأخيــرَ علــى حَيــاتي
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).