
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَفيقي على طرِيق الحَزاني
سـِر فـإِنَّ القَضاء أَقصى مَدانا
ســـِر بنـــا نَقطَــعُ شــَوطاً
قبـــلَ أن تَفنــى اللَيــالي
طـــــالَ هــــذا الــــدَربُ
والعُمــرُ قَصـيرٌ فـي المَجـالِ
قَــــد تَعِبنــــا وَضـــَلِلنا
فــــي أحـــاديرِ المُحـــالِ
وســـــــَرَينا ودَلَجنــــــا
خَلــــفَ أَظعـــانِ الخَيـــالِ
وَظَفِرنـــــــا بِوصـــــــالٍ
وحَظينـــــــا بِجَمـــــــالِ
فَكرِهـــــا كـــــلَّ حــــالٍ
طَمَعـــاً فـــي غيـــر حــالِ
ثـــم صــِرنا بيــنَ هاتِيــكَ
وهـــــــذِي لا نُبـــــــالي
نَحمِــــلُ الحُـــزنَ شـــِعاراً
لشـــــــَقاء واحتِمــــــالِ
وكَتَمنـا عـن الـوَرى شـَكوانا
كيـفَ نَشـكو ولا سـَميعَ سـِوانا
لـــكَ قَلـــبٌ مثـــلُ قلــبي
طامــــحٌ يَســــمو ويَهـــوَى
ليـــسَ يَجنـــي مِــن طُمــوحٍ
غيــــرَ أوصــــابٍ وبَلـــوى
كَــــم حَظِينــــا فَوَجَـــدنا
أَلمـــاً مـــا كــان حَظــوَا
كَـــم شــَرِبنا كــم أكلنــا
خُبزَنــــا مُــــرّاً وَحُلـــوا
وَظَنَنَّــــــا أن شــــــَبعنا
فــــإذا بـــالجوعِ يَقـــوى
صـــاحِ هـــل تَعــرفُ نَبعــاً
إِن شـــَرِبنا مِنـــهُ نَـــروى
صـــاحِ هـــل تعــرِفُ حُســناً
يُشــــبِعُ النفـــسَ فَنَهـــوى
صـــاحِ هـــل تَعــرِفُ لحنــاً
فيــــــهِ للأرواحِ ســـــَلوى
صـاحِ شـَيِّع إلى الضريح مُنانا
فَعَسـى تُشـبِعُ المُنى الدِيدانا
طـــالَ مـــا نَطلُــبُ أمــراً
مُبهَمـــــاً عــــزَّ وَشــــَقَّا
تَعِبَــــت طُــــرقٌ قَطَعنــــا
شــــَوطها غَربـــاً وَشـــَرقا
فَهــــيَ تَشـــكونا وَترجُـــو
مــن خُطانــا اليــومَ عِتقـا
إِنَ شــَكَتنا السـُبلُ فـي الأرضِ
فخُـــذ فـــي الجــوِّ طُرقــا
ســِر عليهــا يــا ابـنَ وِدِّي
ســـِر بنـــا نطلُـــبُ حَقّــا
نَفَــــــخَ الخَلاقُ فِينــــــا
أنفُســــاً تَهـــوى وَتَشـــقى
طامحـــاتٍ تَطلُـــبُ الشـــيءَ
وتــــأبى حيــــنَ تَلقــــى
ليــــسَ يُرضــــِيها كـــثيرٌ
وهـــيَ مـــا تَنفَــكُ حَرقــي
ليتَ شِعري اذا بلغنا الجِنانا
هل تُرانا نرضى بها هل تُرانا
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).