
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَفتحــت أعيــنُ الـدَراري
واسـتيقظَت أنفـسُ اللَيالي
وَهينَمَـت في الدَجى الأماني
ورفرَفــت أجنُــحُ الخَيـال
وأَفلَـتَ الحُلـمُ مـن عِقـالٍ
فَطـارَ يَسـعى إلـى الجَمالِ
فَقُـم بِنـا يـا سَميرَ نفسي
نَقفُـو الأماني إلى الكَمالِ
قُـم نتَّخِـذ للمُنـى جَناحـاً
يَطيـرُ مـن عـالَمِ الحُـدود
عسـى نَرى في السماء دَرباً
نَســـيرُ فيــه ولا نَعــود
نـؤمُّ خِـدرَ الـرُؤى ونَحظـى
بمـا حُرِمنـاه فـي الوُجود
قُم واترُكِ الجِسمَ حيثُ يَبلى
فـالموتُ خَيـرٌ مـن الجُمود
لـي كـلَّ يـومٍ هَـوىً جديـدٌ
بلا وصــــالٍ ولا لِقــــاء
حَـولي مِيـاهٌ حَلَـت وسـاغت
لكــنَّ قلــبي بلا ارتِـواء
لـو رُمـتُ يوماً لكنتُ أجني
مـن ثَمَـر الحُسـنِ ما أشاء
لكـن هَـوى النفس في خَيال
قـد لاحَ للـرُوح في السَماء
أحِــنُّ شــَوقاً إلـى ديـارٍ
رأيـتُ فيهـا سـَنى الجَمال
أُهبِطـتُ منهـا إلـى قَـرارٍ
أمسَت به الروحُ في اعتقال
أَهِيـمُ في الليلِ مثلَ أعمى
جــاعَ ولا يُحســِنُ السـؤال
يَهُزُّنـي فـي الـدُجى حَنيـنٌ
إلـى الـذي مـرَّ مـن وِصال
هـل مـن سـبيلٍ إلـى رُجوعٍ
هـل مـن طريـقٍ إلـى وُصولِ
تَهِيــمُ نفسـي ولسـتُ أدري
بحاصــــلٍ أو بُمســـتحيلِ
يـا صاحِ قد حِرتُ أين أمضي
والسـُبلُ ضـلَّت عـن الضَلولِ
فاستَلمشـحِ البرقَ هل تراهُ
فــــإنَّه أوَّلُ الســــَبيلِ
انظُـر فلـي في البُروقِ سِرّ
تَعرِفُـه النفـسُ في البُروقِ
ألا تَـرى الـبرقَ نـارَ رَكبٍ
تقــدَّمونا علــى الطريـقِ
مـن ألـفِ دَهـرٍ وألفِ دُنيا
سَمَوا إلى المَشرَعِ الحقيقي
فسـر بنـا نَقتَفِـي خُطـاهم
نَصـِر إلـى مَنبِـتِ الشـُروقِ
سـِر قبل أن تَحجُبَ الغَوادي
عـن ناظِرَينـا ذُرى السماء
سـِر لسـتُ أخشى على فؤادي
أن يَبقـى في الأرضِ للفَناء
وكيـفَ ترجـو اصطحابَ قلبي
والنفـسُ والقلـبُ في عِداء
إن كـان لا بـدَّ مـن فـؤادٍ
فلنَبـقَ فـي الأرضِ للشـَقاء
إن كـان لا بـدَّ مـن فـؤادٍ
فقــم نُفتـش عـن الفـؤاد
إن فاتنا أو نَوى استتاراً
نسـتَهدِ بـالحُزنِ والسـَواد
نلقـاه حيـثُ الجِهادُ يُفني
أو حيـثُ لا نفعَ في الجِهاد
أوسـائراً فـي رِكـابِ ريـحٍ
يَهـرُبُ فيهـا مـن العِبـاد
يــا نســماتٍ سـَرَين ليلاً
مـتى تَعـودينَ يـا نَواسـِم
ســَلَبتِ قلــبي وقـد أراه
يطـوفُ فـي رَكبِـك العَوالم
فهــل تَـراه يَعـودُ يومـاً
إلــيَّ أو لا يَــزالُ هـائم
يـا ويـحَ قلبي وويح نفسي
مـن صـُحبةٍ لـم تكـن تُلائِم
يـا قلـبُ يا طائراً صغيراً
مُضـطَرِباً فـي يـدِ الحيـاه
يـا ظـامئاً والدِماءُ تَجري
منــه لِيَـروي بهـا سـواه
تعـالَ نَختَـر لنـا طريقـاً
نَقفـو بها الحُلمَ في سُراه
تعـالَ أو تنقضـِي الليالي
فننثنـــي دون أن نَــراه
تقَرَّحَــت أعيُــنُ الـدَراري
وحَشــرَجَت أنفُـسُ اللَيـالي
وَولـوَلت فـي الدُجى شُكوكي
ورَفرَفــت أجنُــحُ المُحـالِ
واستأسـَرَ الحُلـمُ باختيار
وطـــار همِّــي بلا عِقــالِ
فعُـد بنـا يـا سمِيرَ حُزني
نقنَـعُ فـي الأرضِ بالخَيـالِ
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).