
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الكــونَ أضـحى نـوره يتوقَّـد
لأمــر بــه نيــرانُ فـارسَ تخمُـدُ
وإيـوان كسـرى انشـقَّ أعلاه مؤذناً
بــأن بنــاءَ الـدين عـاد يُشـَيَّدُ
أرى أنَّ أمَّ الشــِّرك أَضـحت عقيمـةً
فهـل حـان مـن خير النبيين مولد
نعم كاد يستولي الضلالُ على الورى
فأقبــل يهــدي العـالمين محمـد
نــبيٌّ بـراهُ اللـه نـوراً بعرشـه
ومـا كـان شـيءٌ في الخليقة يوجد
وأودعــه مـن بعـدُ فـي صـُلب آدمٍ
ليسترشــد الضـُّلاَّلُ فيـه ويهتـدوا
ولـو لـم يكـن في صُلب آدمَ مُودَعاً
لمـا قـال قِـدماً للملائكة اسجدوا
لـه الصـدر بيـن الأنبياء وقبلهم
علــى رأسـه تـاج النبـوة يعقـد
لئن ســـبقوه بــالمجيء فإنَّمــا
أتــوا ليبثُّــوا أمـره ويمهـدوا
رسـولٌ لـه قـد سـخَّر الكـونَ ربُّـه
وأيَّــدَهُ فهــو الرســول المؤيّـد
ووحَّـــدَهُ بــالعزِّ بيــن عبــاده
ليجــروا علـى منهـاجه ويُوَحِّـدوا
وقـارن مـا بيـن اسمه واسم أحمد
فجاحـــده لا شـــكَّ للــه يجحــد
ومـن كـان بالتوحيـد للـه شاهداً
فــذاك لطــه بالرســالة يشــهد
ولـولاه مـا قلنـا ولا قـال قـائل
لمالـك يـوم الـدين إيّـاك نعبـدُ
ولا أصــبحت أوثـانهم وهـيَ الـتي
لهـا سـجدوا تهـوي خشـوعاً وتسجد
لآمنـة البشـرى مدى الدهر إذ غَدت
وفـي حجرهـا خيـر النـبيين يولد
بـه بشـَّرَ الإِنجيـل والصـُّحفُ قبلَـهُ
وإن حــاول الإخفـاء للحـقّ ملحـد
بسـينا دعـا موسـى و ساعير مبعث
لعيســى ومـن فـاران جـاء محمـد
فسـل سـفر شـعيا ما هتافهم الذي
بـه أُمـروا أن يهتفـوا ويمجـدوا
ومـن وَعَـدَ الرحمـن موسـى ببعثـه
وهيهــات للرحمــن يُخلَــفُ موعـد
وسـل مـن عنى عيسى المسيح بقوله
سـأُنزله نحـو الـورى حيـن اصـعد
لعمــرك إن الحــق أبيــضُ ناصـعٌ
ولكنمــا حــظُّ المعانــد أســود
أيخلــدُ نحـو الأرض متّبـع الهـوى
وعمَّــا قليــل فــي جهنّـم يخلـد
ولولا الهوى المغوي لما مال عاقل
عـن الحـقّ يوماً كيف والعقل مرشد
ولا كـان أصـناف النصـارى تنصّروا
حـديثاً ولا كـان اليهـود تهـوّدوا
أبا القاسم أصدع بالرسالة منذراً
فسـيفك عـن هـام العدى ليس يغمدُ
ولا تخـش مـن كيـد الأعادي وبأسهم
فـــإن عليّــاً بالحســام مُقلَّــد
وهـل يختشـي كيـدَ المضلّين من له
أبــو طــالب حـام وحيـدر مسـعدُ
علـيٌّ يـدُ الهـادي يصـول بها وكم
لوالـده الزاكـي علـى أحمـد يـدُ
وهـاجر أبـا الزهراء عن أرض مكّة
وخــلِّ عليّــاً فــي فراشـك يرقـدُ
عليـك سـلام اللـه يـا خيـر مرسل
إليـه حـديث العـزّ والمجـد يسندُ
حبــاك إلـه العـرش منـه بمعجـز
تبيـد الليـالي وهـو بـاقٍ مؤبّـد
دعــوتَ قريشـاً أن يجيئوا بمثلـه
فمـا نطقـوا والصـمت بالعيِّ يشهدُ
وكــم قـد وعـاه منهـمُ ذو بلاغـة
فأصــبح مبهوتــاً يقــوم ويقعـدُ
وجئت إلــى أهـل الحجـى بشـريعة
صـفا لهـمُ مـن مائها العذب موردُ
شــريعة حــق إن تقــادم عهـدها
فمــا زال فينــا حُسـنُها يتجـدّد
عليـك سـلام اللـه مـا قـام عابد
بجنـح الـدّجى يدعو وما دام معبد
أبو أحمد السيد رضا بن محمد بن هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي.عالم كبير وأديب مشهور، وشاعر مجيد.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، ثم انتقل إلى سامراء مع والده، فمكث فيها ثلاث عشرة سنة، إلى أن عاد إلى النجف مرة أخرى، حيث أخذ العلم عن كبار مشايخها.وشعره من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاماً.توفي في الفيصلية من توابع لواء الديوانية بالسكتة القلبية ودفن في النجف.له ديوان شعر في مدح آل البيت ورثائهم.وله: (الميزان العادل بين الحق والباطل - ط)، (سبيكة العسجد في تاريخ أبجد)، (شرح الطهارة)، (كتاب في العروض مفقود).