
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوَ بعـدما ابيـضَّ القذال وشابا
أصـبو لوصـل الغيـد أو أتصابي
هبنـي صـبوت فمـن يعيد غوانياً
يحســبن بـازيَّ المشـيب غرابـا
قـد كـان يهـديهنّ ليـل شبيبتي
فضـللن حيـن رأيـن فيـه شهابا
لا يبعـــدنَّ وإن تغيَّــر مــألف
بــالجمع كـان يؤلـف الأحبابـا
ولقـد وقفـت فمـا وقفن مدامعي
فـي دار زينـب بـل وقفن ربابا
فسـجمت فيهـا مـن دمـوعي ديمة
وسـجرت مـن حـرّ الزفيـر شهابا
واحمـرَّ فيهـا الدمع حتى أوشكت
تلـك المعاهـد تنبـت العنابـا
وذكــرت حيـن رأيتهـا مهجـورة
فيهـا الغـراب يـردد التنعابا
أبيــات آل محمــد لمــا سـرى
عنهـا ابـن فاطمـة فعدن يبابا
ونحـا العـراق بفتيـة من غالب
كــل تــراه المــدرك الغلابـا
صـِيدٌ إذا شـبَّ الهياج وشابت ال
أرض الـدما والطفـل رعباً شابا
ركـزوا قنـاهم في صدور عداتهم
ولبيضـهم دعلـوا الرقاب قرابا
تجلـو وجـوههم دجى النقع الذي
يكســو بظلمتــه ذكـاء نقابـا
وتنــادبت للــذبِّ عنــه عصـبة
ورثـوا المعـالي أشيباً وشبابا
مـن ينتـدبهم للكريهـة ينتـدب
منهــم ضـراغمة الأسـود غضـابا
خفـوا لـداعي الحرب حين دعاهم
ورســوا بعرصـة كـربلاء هضـابا
أُسـدٌ قـد اتخذوا الصوارم حلية
وتسـربلوا حلـق الـدروع ثيابا
تخـذت عيـونهمُ القسـاطل كحلها
وأكفهــم فيـضَ النحـور خضـابا
يتمــايلون كأنّمــا غنّـى لهـم
وقــع الظُـبى وسـقاهم أكوابـا
برقـت سـيوفهم فـأمطرت الطُلـى
بـدمائها والنقـع ثـار سـحابا
وكــأنّهم مســتقبلون كواعبــاً
مســـتقلبلين أســنَّة وكعابــا
وجـدوا الـردى من دون آل محمد
عـذباً وبعـدهم الحيـاة عـذابا
ودعـاهم داعـي القضـاء وكلهـم
نـدب إذا الـداعي دعـاه أجابا
فهـووا علـى عفر التراب وإنّما
ضــموا هنـاك الخُـرَّدَ الأترابـا
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا الى
دار النعيـم وجـاوروا الأحبابا
فأقـام عيـن المجد فيهم مفرداً
عقــدت عليـه سـهامهم أهـدابا
أحصـاهم عـدداً وهـم عدد الحصى
وأبـادهم وهـم الرمـال حسـابا
يــومي إليهــم سـيفه بـذبابه
فـــتراهم يتطــايرون ذبابــا
لـم أنسـه إذ قـام فيهم خاطباً
فــإذا هــمُ لا يملكـون خطابـا
يـدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم
وملاذكــم إن صــرف دهـر نابـا
هـل جئت فـي ديـن النبيّ ببدعة
أم كنــت فـي أحكـامه مرتابـا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع ال
ثقليــن فيكــم عـترة وكتابـا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا
أحســابكم إن كنتــم أعرابــا
فغـدوا حيـارى لا يـرون لـوعظه
إلا الأســنَّة والســهام جوابــا
حــتى إذا أســفت علـوج أميـة
أن لا تـرى قلـب النـبيّ مصـابا
صـلَّت علـى جسـم الحسين سيوفهم
فغـدا لسـاجدة الظـبى محرابـا
ومضـى لهيفاً لم يجد غير القنا
ظلاً ولا غيــر النجيــع شــرابا
ظمــآن ذاب فــؤاده مــن غلـة
لـو مسـَّت الصـخر الأصـمّ لـذابا
لهفـي لجسـمك في الصعيد مجرداً
عريـان تكسـوه الـدماء ثيابـا
تَـرِبَ الجـبين وعيـن كـل موحـد
ودَّت لجســمك لـو تكـون ترابـا
لهفـي لرأسـك فوق مسلوب القنا
يكســوه مــن أنـواره جلبابـا
يتلو الكتاب على السنان وإنما
رفعـوا بـه فـوق السنان كتابا
ليَنُـح كتـابُ اللـه ممـا نـابَهُ
ولينثــن الإســلام يقـرع نابـا
وليبــك ديــن محمـد مـن أمَّـةٍ
عزلوا الرؤوس بوأَمَّروا الأذنابا
هـذا ابـن هنـد وهـو شـرٌّ أميةٍ
مــن آل أحمــد يسـتذلّ رقابـا
ويصــون نسـوته ويبـدي زينبـاً
مــن خــدرها وسـكينة وربابـا
لهفـي عليها حين تأسرها العدى
ذلاًّ وتُركبهــا النيــاق صـعابا
وتبيـح نهـب رحالهـا وتنيبهـا
عنهـا رحـال النيـب والأقتابـا
سـلبت مقانعهـا ومـا أبقت لها
حاشـة المهابـة والجلال حجابـا
أبو أحمد السيد رضا بن محمد بن هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي.عالم كبير وأديب مشهور، وشاعر مجيد.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، ثم انتقل إلى سامراء مع والده، فمكث فيها ثلاث عشرة سنة، إلى أن عاد إلى النجف مرة أخرى، حيث أخذ العلم عن كبار مشايخها.وشعره من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاماً.توفي في الفيصلية من توابع لواء الديوانية بالسكتة القلبية ودفن في النجف.له ديوان شعر في مدح آل البيت ورثائهم.وله: (الميزان العادل بين الحق والباطل - ط)، (سبيكة العسجد في تاريخ أبجد)، (شرح الطهارة)، (كتاب في العروض مفقود).