
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يمثِّلُــكَ الشــوق المُبَــرِّحُ والفكـرُ
فلا حُجُـــبٌ تخفيــك عنــي ولا ســترُ
ولـو غبـتَ عنّـي ألـف عـام فـإن لي
رجــاءَ وصــال ليـس يقطعـه الـدهر
تـراك بكـل النـاس عينـي فلـم يكن
ليخلــو ربــع منـك أو مَهمَـهٌ قفـر
ومـا أنـت إلا الشـمس ينـأى محلهـا
ويشــرق منأنوارهـا الـبرُّ والبحـر
تمـادى زمـان البعـد وامتـدَّ ليلـه
ومـا أبصـرت عينـي محيـاك يـا بدر
ولـو لـم تعللنـي بوعـدك لـم يكـن
ليــألف قلـبي فـي تباعـدك الصـبر
ولكـــن عقــبى كــل ضــيق وشــدة
رخــاء وإن العسـر مـن بعـده يسـر
وإن زمــان الظلــم إن طـال ليلـه
فعــن كثـب يبـدو بظلمـائه الفجـر
ويطـوى بسـاط الجـور فـي عـدل سيدٍ
لألويــة الــدين الحنيـف بـه نشـر
هـو القائم المهدي ذو الوطأة التي
بهــا يـذر الأطـواد يرجحهـا الـذر
هـو الغـائب المـأمول يـوم ظهـوره
يلـبيه بيـت اللـه والركـن والحجر
هــو ابــن الإمـام العسـكري محمـد
بـذا كلـه قـد أنبأ المصطفى الطهر
كـذا مـا ورى عنـه الفريقات مجملاً
بتفصــيله تفنـى الـدفاتر والحـبر
فأخبـــارهم عنــه بــذاك كــثيرة
وأخبارنـا قلَّـت لهـا الأنجـم الزهر
ومولــده نــورٌ بــه يشـرق الهـدى
وقيــل لظـامي العـدل مولـده نهـر
فيـا سـائلاً عـن شـأنه اسـمع مقالة
هـي الـدر والفكـر المحيط لها بحر
ألــم تــدر أن اللــه كـوَّن خلقـه
ليمتثلـــوه كــي ينــالهم الأجــر
ومــــا ذاك إلاّ رحمـــة بعبـــاده
وإلا فمــا فيــه الـى خلقهـم فقـر
ويعلــم أن الفكــر غايــة وسـعهم
وهــذا مقــام دونــه يقـف الفكـر
فــــأكرمهم بالمرســـلين أدلَّـــةً
لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضرّ
ولـم يـؤمن التبليغ منهم من الخطا
إذا كـان يعروهم من السهو ما يعرو
ولـو أنّهـم يعصـونه لاقتـدى الـورى
بعصــيانهم فيهـم وقـام لهـم عـذر
فنزههـم عـن وصـمة السـهو والخطـا
كمــا لـم يـدنس ثـوب عصـمتهم وزر
وأيـــدهم بـــالمعجزات خوارقـــاً
لعاداتنـا كـي لا يقـال هـي السـحر
ولـم أدرِ لِـم دلَّـت علـى صدق قولهم
إذا لـم يكـن للعقـل نهـي ولا أمـر
ومـن قال للناس انظروا في ادعائهم
فـإن صـحّ فليتبعهـم العبـد والحـرّ
ولـو أنهـم فيمـا لهـم مـن معـاجز
علـى خصـمهم طـول المدى لهم النصر
لغــالى بهـم كـل الأنـام وأيقنـوا
بــأنّهم الأربــاب والتبــس الأمــر
كـذلك تجـري حكمـة اللـه في الورى
وقــدرته فــي كــل شـيء لـه قـدر
وكــان خلاف اللطــف واللطـف واجـب
إذا مــن نــبيٍّ أو وصــيٍّ خلا عصــر
أينشـــىء للإِنســان خمــس جــوارح
تحــسُّ وفيهـا تُـدرَكُ العيـن والأثـر
وقلبــاً لهــا مثـل الأميـر يردهـا
إذا أخطـأت فـي الحـسِّ واشتبه الأمر
ويـترك هـذا الخلـق فـي ليـل ضـلَّةٍ
بظلمــائه لا تهتـدي الأنجـم الزهـر
فــذلك أدهـى الـداهيات ولـم يقـل
بــه أحــد إلاّ أخــو السـفه الغـر
فأنتـج هـذا القـول إن كنـت مصغياً
وجــوب إمــام عــادل أمـره الأمـر
وإمكـان أن يقـوي وإن كـان غائبـاً
علـى رفـع ضرِّ الناس إن نالها الضرّ
وإن رمت نجح السؤل فاطلب مطالب ال
سـؤول فمـن يسـلكه يسـهل لـه الأمر
ففيــه أقــرّ الشـافعي ابـن طلحـة
بــرأي عليــه كـل أصـحابنا قـرُّوا
وجــادلَ مــن قــالوا خلاف مقــاله
فكـان عليهـم فـي الجـدال لـه نصر
وكــم للجــوينيِّ انتظمــن فــرائد
مـن الـدرّ لم يسعد بمنكونها البحر
فــرائد ســمطين المعــاني بـدرها
تحلَّــت لأن الحلــي أبهجــة الــدرّ
فوكــل بهــا عينيــك فهـي كـواكب
لــدرِّيها أعيــاني العــدُّ والحصـر
ورد مــن ينــابيع المـودة مـورداً
بـه يشـتفي مـن قبل أن يصدر الصدر
وفتّـش علـى كنـز الفـوائد فاسـتعن
بـه فهـو نعم الذخر إن أعوز الذخر
ولاحـظ بـه مـا قـد رواه الكراجكـي
مـن خـبر الجـارود إن أغنـت النذر
وقـد قيـل قـدماً فـي ابن خولة إنه
لــه غيبــة والقــائلون بـه كـثر
وفــي غيـره قـد قـال ذلـك غيرهـم
ومـا هـم قليـل فـي العداد ولا نزر
ومـــا ذاك إلا لليقيـــن بقـــائم
يغيــب وفـي تعيينـه التبـس الأمـر
وكـم جـدَّ فـي التفـتيش طاغي زمانه
ليفشــي ســرَّ اللـه فـانكتم السـرُّ
وحــاول أن يســعى لإطفــاء نــوره
ومــا ربحــه إلا الندامـة والخسـر
ومـــا ذاك إلاّ أنّــه كــان عنــده
مـن العـترة الهـادين في شأنه خبر
وحســبك عــن هــذا حــديث مسلسـلٌ
لعائشــة ينهيــه أبناؤهــا الغـرّ
بـأن النـبيّ المصـطفى كـان عنـدهم
وجبريـل إذ جـاء الحسين ولم يدروا
فـــأخر جبريـــل النـــبي بــأنه
ســـيقتل عــدواناً وقــاتله شــمر
وان بنيـــه تســـعة ثـــم عــدَّهم
بأسـمائهم والتاسـع القـائم الطهر
وأن ســيطيل اللــه غيبــة شخصــه
ويشـقى بـه مـن بعـد غيبتـه الكفر
ومـا قـال فـي أمـر الإمامـة أحمـد
وأن ســيليها اثنــان بعـدهم عشـر
فقــد كــاد أن يرويــه كـل محـدث
ومــا كــاد يخلـو منتـواتره سـفر
وفــي جلهــا أن المطيــع لأمرهــم
سـينجو إذا مـا حاق في غيره المكر
ففــي أهـل بيـتي فلـك نـوح دلالـة
علـى مـن عنـاهم بالإمامـة يـا حبر
فمـن شـاء توفيـق النصـوص وجمعهـا
أصــاب وبــالتوفيق شــُدَّ لــه أزر
وأصـــبح ذا جــزم بنصــب ولاتنــا
لرفـع العمـى عنّـا بهم يجبر الكسر
وآخرهــم هــذا الــذي قلــت إنّـه
تنـازع فيـه النـاس واشـتبه الأمـر
وقولـــك إن الـــوقت داع لمثلــه
إذا صــَحَّ لِــم ذبَّ عـن لبـه القشـر
وقولــــك إن الاختفـــاء مخافـــة
مــن القتـل شـيء لا يجـوزه الحجـر
فقـل لـي لماذا غاب في الغار أحمد
وصــاحبه الصــديق إذ حَسـُنَ الحـذر
ولــم أُمِــرَت أم الكليــم بقــذفه
إلـى نيـل مصـر حيـن ضـاقت به مصر
وكـم مـن رسـول خـاف أعداه فاختفى
وكــم أنبيـاء مـن أعـاديهم فـروا
أيعجــز ربّ الخلـق عـن نصـر دينـه
علــى غيرهـم كلا فهـذا هـو الكفـر
وهـل شـاركوه فـي الـذي قلـت إنـه
يــؤول الــى جبــن الإمـام وينجـرُّ
فـإن قلـت هـذا كـان فيهم بأمر من
لـه الأمر في الأكوان والحمد والشكر
فقـل فيـه مـا قـد قلت فيهم فكلهم
علـى مـا أراد اللـه أهـواؤهم قصر
وإظهـار أمـر الله من قبل وقته ال
مؤجـل لـم يوعـد علـى مثلـه النصر
وليــس بموعــود إذا قــام مسـرعاً
إلـى وقـت عيسـى يسـتطيل له العمر
وإن تســترب فيــه لطــول بقــائه
أجابــك أدريــس وإليــاس والخضـر
ومكــث نــبيِّ اللــه نــوح بقـومه
كـذا نـوم أهـل الكهف نصَّ به الذكر
وقـد وُجِـدَ الـدجالُ فـي عهـد أحمـد
ولـم ينصـرم منه إلى الساعة العمر
وقـد عـاش عـوج ألـف عـام وفوقهـا
ولــولا عصــى موســى لأخَّـره الـدهر
ومــن بلغــت أعمـارهم فـوق مـائة
ومـا بلغـت ألفـاً فليـس لهـم حصـر
ومـا أسـعد السـرداب في سرِّ من رأى
وأســعد منــه مكــة فلهـا البشـر
سيشــرق نـور اللـه منهـا فلا تقـل
لـه الفضل عن أم القرى ولها الفخر
فــإن أخَّــرَ اللـه الظهـور لحكمـة
بــه ســبقت فـي علمـه ولـه الأمـر
فكــم محنــة اللــه بيــن عبـاده
يُمَيِّــزُ فيهـا فـاجرُ النـاسِ والبَـرُّ
ويعظـــم أجــر الصــابرين لأنهــم
أقـاموا علـى مـا دون موطئه الجمر
ولــم يمتحنهـم كـي يحيـط بعلمهـم
عليـم تسـاوى عنـده السـرُّ والجهـر
ولكـن ليبـدوا عندهم سوء مااجتروا
عليهـــم فلا يبقــى لآثمهــم عــذر
وإنـــي لأرجــو أن يحيــن ظهــوره
لينتشـر المعـروفُ فـي الناس والبرُّ
ويُحيـى بـه قطـرُ الحيـا ميِّتَ الثرى
فتضـحك مـن بشـر إذا ما بكى القطر
فتخضــرُّ مــن وكَّــاف نــائل كفــه
ويمطرهــا فيــض النجيــع فَتَحمَــرُّ
وَيَطهُــرُ وجــه الأرض مـن كـل مـأثم
ورجــس فلا يبقــى عليهــا دم هـدر
وتشــقى بــه أعنــاق قـوم تطـوّلت
فتأخـذ منهـا حظهـا الـبيض والسمر
فكــم مــن كتـابيٍّ علـى مسـلم علا
وآخــر حربــيٍّ بــه شــمخ الكــبر
ولــولا أميــر المــؤمنين وعــدله
إذن لتـوالى الظلـم وانتشـر الشـرُّ
فلا تحســـبنَّ الأرض ضــاقت بظلمهــا
فــذلك قــول عــن معــايبَ يَفتَــرُّ
وذا الـدين فـي عبـد الحميد بناؤه
رفيــع وفيــه الشـرك أربعـهُ دثـر
إذا خفقــت بالنصــر رايــات عـزه
فأحشـاء أعـداه بهـا يخفـق الـذعر
وعنـه سـل اليونـان كـم ميـت لهـم
لـه جـدثان الـذئب والقشـعم النسر
وكــم جحفــل إذ ذاك قبــل لقـائه
بنـو الأصـفر انحـازت وأوجههـا صفر
عشــية جــاء المســلمون كتائبــاً
مؤيّــدة بــالرعب يقــدمها النصـر
بــبيض مـواض تمطـر المـوت أحمـراً
ورقـش صـلال تحتهـا الـدهم والشـقر
فلا يــبرح الســلطان منــه مخلـداً
ولا يخــل مــن آثــار قـدرته قطـر
وخــذه جوابــاً شـافياً لـك كافيـاً
معـــانيه آيــات وألفــاظه ســحر
ومــا هــو إن أنصـفته قـول شـاعر
ولكنــه عقــد تحلَّــى بــه الشـعر
ولــو شــئتُ إحصــاءَ الأدلّـةِ كلَّهـا
عليـك لَكَـلَّ النظـمُ عـن ذاك والنثرُ
فكـم قـد روى أصـحابكم مـن روايـة
هـي الصـحو للسـكران والشُبَهُ السكر
وفــي بعـض مـا أُسـمِعتَهُ لـك مقنـع
إذا لـم يكـن فـي أذن سـامعه وقـر
وإن عــاد إشـكال فعُـد قـائلاً لنـا
أيـا علمـاء العصـر يا من لهم خُبرُ
أبو أحمد السيد رضا بن محمد بن هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي.عالم كبير وأديب مشهور، وشاعر مجيد.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، ثم انتقل إلى سامراء مع والده، فمكث فيها ثلاث عشرة سنة، إلى أن عاد إلى النجف مرة أخرى، حيث أخذ العلم عن كبار مشايخها.وشعره من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاماً.توفي في الفيصلية من توابع لواء الديوانية بالسكتة القلبية ودفن في النجف.له ديوان شعر في مدح آل البيت ورثائهم.وله: (الميزان العادل بين الحق والباطل - ط)، (سبيكة العسجد في تاريخ أبجد)، (شرح الطهارة)، (كتاب في العروض مفقود).