
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُشـرَى تُـزَفُّ مِـنَ الزَّمـانِ المقبِـلِ
لمنصــّةِ الجَـدلِ الَّـذي لـم يَرحَـل
خطَّــت يـدُ السـَّعدِ بمُهـرَقِ يُمنِهَـا
مَهــراً بــهِ سـَنَا الإمـامِ الأعـدَلِ
المالِــك المنصــُورِ مَـن بِسـُعُودِه
لــو شــَائَ طَـاعَنَ رَامـحٌ بـالأعزَل
ذُو هِمَّــةٍ منهـا مَضـَاءُ السـّيفِ أو
منهــا اســتُعِيرَ صــَلابةً للجَنـدلِ
وَمِــقٌ إلـى اسـتِكبار كُـلِّ عَظِيمَـةٍ
وهــوَ لهــا المُعَـذَّلُ ابـنُ مُعَـذَّلِ
يــا نَجــلَ فاطمــةٍ وكُـلَّ مُفـاخِرٍ
أنَّــى يُفَــاخرُ دُرُّكُــم بــالخردَل
نجــلُ الغَطارِفَــةِ الأُلَـى يَتَـأزَّرُو
نَ مـنَ الثَّنـاءِ بـالرِّداءِ المُسـبَلِ
قومٌ إذَا لَبِسُوا الحَدِيدَ إلَى العِدى
لا يَســألُونَ عِـن السـَّوَادِ المقُبِـلِ
يَصبُونَ للحَربِ الزَّبُونِ كما صَبَا الض
ضــلِّيلُ فــي يَــومٍ بـدَارةِ جُلجُـلِ
قُرِعَــت ظَنَــابِيبُ السـَّوَادِ بِجَحفَـلِ
جهَّزتُمُــوهُ فــي ســَحَابِ القَســطَلِ
فرمــــاهُمُ بصـــَواهِلٍ ونواهِـــلٍ
وصــَوَاعِقٍ عــن فِعلِهَــا لا تســألِ
لَــولاَ ضــِيَاءُ المشـرفَّيةِ والقَنَـا
ضـــَلَّت كَتــائِبُهُم بلَيــلِ أليَــلِ
خطَبَـت سـُيُوفُكَ فـي منـابرِ هَـامِهِم
خطَبــاً تُــذِيقُهُم نقِيــعَ الحَنظَـلِ
بــزَّت بَنِــي حــامٍ ثِيَـابَ الآبَنُـو
سِ إذ كَســـَتهُمُ بُـــرُودَ الصــَّندَلِ
فَتَــولَّتِ الأدبَــارَ مِثــلَ حَنــادِسٍ
ويُزيحُهَـا نـورُ الصـَّبَاحِ المجتَلِـي
مِــن عَســكَرٍ رَمِـدَت بِعِـتيَرِ بَعضـِهِ
عَيـنُ العَزَالَـةِ فـي الرَّعِيـلِ الأوَّلِ
لَـولاَ المـواقِيتُ الَّـتي قـد قُـدِّرَت
فَاضــَت عَلَـى الأقطَـارِ دَورَةُ مِعـزَلِ
قُولُـوا لِمَلـكِ السـُّودِ إذ جَمَحَت بِهِ
جَهلاً ســـوابِقُ غَيِّــهِ فــي مَجهَــلِ
تِلــكَ العَسـَاكِرُ مَـدُّهَا مِـن رَبِّهَـا
والـرَّأيُ عِنـدَ عَمِيـدِهَا لـم يُهمَـلِ
إنَّ البُغــاثَ وإن تَكَــاثَرَ عَــدُّهَا
مَـا شـأنُها فـي البَطشِ شَأنُ الأجدَلِ
لاَ تعجَبُــوا مِـن نصـرِ كُـلِّ جُيُوشـِهِ
فــالرُّعبُ بَعـضُ جُيُوشـِهِ فـي جَحفَـلِ
لَـولاَ العِمَايَـةُ مِنـهُ كَيفَ المُلتَقَى
بجُيُـوشِ مَـن وَرِثَ الشـَّهَامَةَ مِن عَلِي
يـا ابـن سـَنَا المُلـكِ وَلَكِن بَيتَهُ
حَلَّــى بمــدحِكَ شــَعرَهُ فـي مَحفَـلِ
كُـلُّ الملـوكِ تُصـِيبُ أو تُحطِـي إذا
آراؤهـــا مِـــن مُجمَــلٍ وَمُفَصــَّلِ
وأنــتَ ســَدَّدَكَ الإِلَــهُ مَتَـى تـرَى
رَأيـاً يكُـن لَـكَ وضـالنَّجَاحُ بمنزِلِ
خاضـَت سـُيُوفُكِ مـن دَمِ الأبطـالِ إذ
كلَّفتَهَــا طُهــراً بمــاءِ المَقتَـلِ
لُطفــاً بهــا فكَأنَّمَــا ألزَمتَهـا
فـي قَتلِهـا الأعـداءَ شـِبهَ تسَلسـُلِ
عَوَّدتَهـا الإغمَـادَ فِـي هَـامِ العِدَى
والحكــمُ خـرقُ عَـوائِدٍ لَـم يُحمَـلِ
إذ كُــلُّ أرضٍ قــد قَصـَدتَ مُلُوكَهَـا
ضــَاقَت بِهِـم ذَرعـاً بِفَـرطِ تزَلـزُلِ
جُلِبَــت بَنُــو الأملاَكِ مِنــكَ بِهِمَّـةٍ
جُبِلَـت عَلَـى دَفـعِ الفَسـَادِ المُعضِلِ
فهُـــمُ بِمَربَضـــِكُم وَكُــلِّ وَاحِــدٌ
منهُــم يُســَمَّى مَالِــكَ بـنَ مُرحَّـلِ
فـاحكُم علَـى كُـلِّ المُلُوكِ بما ترَى
مِــن عَطفَــةٍ أو قَطفَــةٍ بالمُنصـَلِ
ودَعِ المُطِيــعَ أميـرَ بَعـضِ جِهَـاتِهِ
يُــروَى بمَـاءِ العَفـوِ عَـذبٍ سَلسـَلِ
ولِغَيــرِهِ يَـروِي الحـديثَ مُعَنعَنـاً
ذِكــرَى فيُصـبِحُ فـي سـِياقِ مُسَلسـَلِ
مَنَحَتــكَ أبكَـارُ اللَّيَـالِي وَصـلَهَا
حتَّــى تَنــالَ بِهَــا كَبِيـرَ مُؤَمَّـلِ
وتُضــِيفَ مُلــكَ مَشــَارِقٍ لِمَغَــارِبٍ
عَفــواً كنَظــمِ جَنُوبِهَـا والشـَّمأَلِ
هَــذِي أميــرَ المــؤمنينَ قصـَائدٌ
فَــاحت مَجَــامِرُ طِيبِهَـا بالصـَّندَلِ
بمَدِيـحِ أهـلِ البَيـتِ هَـزَّت مِعطَفـاً
هُــزُؤاً بمــدحِ جَرِيرِهِــم والأخطَـلِ
لا زِلــتَ مَنصــُوراً وسـَعدُكَ رَاكِبـاً
لِمَنَــالِ ســُؤلِكَ كُـلَّ أجـرَدَ هَيكَـل
وبنُـوكَ فِـي المُلكِ الكَبيرِ مُسَاعَدِي
ن مِـنَ الإلَـهِ لَـدَى الزَّمَانِ المُقبِلِ
أبو عبد الله محمد بن علي الفشتالي.من شعراء السلطان أحمد المنصور السعدي ومن وزرائه وسفرائه إلى السلطان العثماني.له (نظم وفيات ابن قنفذ وتكملة ابن القاضي) قصيدة لامية، في الرباط (487 د) تراجم.