
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَرَى ومنــامُ العاشــِقين حـرامُ
نَســيمٌ لــه بيـنَ الحُجُـونَ مُقـامُ
وجَــرَّ ذُيــولا بــالكثيب عليلــةً
وفُــضَّ هُنَــاك عــن شــذاهُ خِتـامُ
ومـاسَ قضـيبُ البـانِ وهـوَ كأنمـا
تمايَـــلَ صـــَبٌّ أثقلتــهُ مُــدامُ
وكُنـــتُ أُرَجِّــي ســَلوَةً بهُبُــوبه
فــزادَ فــؤاداً نـالَ مِنـهُ غَـرَامُ
وأنـتَ خـبيرٌ بالـذي تَفعَـلُ الصَّبَا
تُلاقــي هشــيماً حَــلَّ فِيـهِ ضـِرَامُ
لئِن كُنـتُ عَـن عَذلِ العواذِلِ مُعرِضاً
عَــرُوض جَمُــوحٍ مــا ثنـاهُ لِجَـامُ
فــأنّى ذَاكَ أمــسِ واليــومُ آخـرٌ
وَقَـد حَـطَّ عـن وَجـهِ الصـَّوَابِ لِتامُ
فمَــا لغُــرابِ طِيَّتِـي قـد أطَـارَهُ
وروَّعَـــهُ بعــدَ الهُــدُوءِ حِمَــامُ
تسـتَّرتُ فـي عَصـرِ الشـَّبابِ بلَيلِـهِ
وَغَـابَ الرقيـبُ والعـواذِلُ نـامُوا
وأســلَمَنِي ذَاكَ الــدُّجَى لبَــدِيلهِ
نهــارُ المشــيبِ ليــسَ فِيـهِ ظَلاَمُ
ألا ليـتَ شـِعرِي هَـل لِـدهرِيَ عَطفَـةٌ
يَطيـــبُ شــَرابٌ بَعــدَهَا وَطَعَــامُ
أسـلِّي فـؤاداً طَالمَـا عِيـلَ صـبرُهُ
بَــرَاهُ إلــى أهـلِ الرَّسـُولِ أُوَامُ
لِمهبِـطِ وحـيِ اللهِ والمرتبَعِ الذي
يُغـادِيه مـن عَيـنِ اليَقيـنِ سـِجَامُ
وجَــرَّ بـهِ ذَيـلَ الرِّسـَالَةِ ضـَافِياً
وَســُلَّ لِنَصــرِ الـدِّينِ فيـه حُسـَامُ
وَلاحَ بيـــانُ المعجِــزَاتِ كأنّهــا
بــدُورُ ســَمَاءٍ مـا كَسـَاهَا غَمَـامُ
فمِنهَا انشِقاقُ البدرِ والحفل شَاهِدٌ
ومنهَـــا لعَجمَــاءِ الوُجُــودِ كَلامُ
كَــبزلٍ وَذيــبٍ أو كَضــَبٍّ وَمِثلُــهُ
غَــزَالٌ وَجِـذعُ النَّحـلِ فيـهِ ضـِرَامُ
وَحَسـبُك فيضُ الماء بَينَ أناملِ الر
رَسـُولِ فـأروَى الجيـشَ وهـوَ لُهَـامُ
وهــذا كتــابُ اللـهِ أعظَـمُ آيـةٍ
لهـا فـي صـُدُورِ المشـركين سـِهَامُ
فمــاذا أُطِيــقُ والجنــابُ مُعظَّـمٌ
وَسـَيفُ لِسـَاني فـي البيـانِ كَهَـامُ
أقُطــبَ الوجـودِ فـي حِمَـاكَ مُخَيِّـمٌ
رَجَــائي وهَـل جـارُ النّبِـيِّ يُضـامُ
وأنـتَ الّـذي لـولاَهُ مَـا هُـزَّ ذَابِلٌ
ولاَ شــُدَّ فـي رَكـبِ الجِهَـادِ حِـزَامُ
ولـولاَكَ مَـا كَـانَ الوُجُـودُ وَلاَ بَدَا
كَثِيـــفُ الغَمَــامِ صــَيِّبٌ وجَهَــامُ
وَلاَ هَـاجَ راعـي الرَّعـدِ فِيهِ وَبَرقُهُ
عَصــَا مِـن نُضـَارٍ والسـَّحَابُ سـَوَامُ
وَلاَ نسـَجَت أيـدِي السـَّحَابِ مَطَارِفـاً
علــى الأرضِ فـازدَهَت رُبـىً وأكَـامُ
ولاَ كَـانَ فِـي أمـرِ الخلِيفَـةِ أحمدٍ
عَلَـى الخلـقِ فَـرضٌ ليـسَ فِيهِ خِصَامُ
مُقِيــمُ مواســِمِ النُّبــوءةِ غِبطَـةً
وليسـَت علـى غيـرِ السـَّدَادِ تُقَـامُ
وُمُعطِـي المعـالي حَقَّها والَّذِي غَدَت
رُبُــوعُ الفَخَــارِ لَـه وهـوَ إِمَـامُ
حَقِيـقُ الوِرَاثَـةِ الَّتِـي عـزَّ نيلُهَا
لِـــــدَعوَتِهِ تقَــــدُّمٌ وَأمَــــامُ
لإيــالَتُهُ أمـنٌ وَظِـلٌّ عَلَـى الـوَرَى
مَدِيــدٌ وفــي أنـفِ العَصـِيِّ زِمَـامُ
تسـَلَّيتُ بـالفرعِ الَّـذِي طَـابَ أصلُهُ
فَلِــي فــي ذُرَاهُ خِدمَــةٌ وَلِــزامُ
ألَسـتَ أميـرَ المـؤمنين وَمَـن غَدَا
لَــهُ بِمَنَــاطِ الفَرقَــدَينِ مَقَــامُ
ألَسـتَ الذي أضحَى على الشَّمسِ نعلُهُ
وتُبنَـى لَـهُ فـوقَ الـدّرَاري خِيـامُ
ألسـتَ الَّـذي قَـد غَزَّ قَدراً وأرغَمَت
ســُيُوفُكَ أنفــاً كَـانَ فِيـهِ عُـرَامُ
ألسـتَ الـذي سادَ الملوك ولو عَلَت
بــــآلِ عَلِــــيٍّ ذِروَةٌ وســــَنَامُ
ألستَ الَّذي كالشَّمسِ مَجدُكَ في الورى
شــَهِيرٌ ولَيــسَ بــالجُحُودِ يُــرامُ
ألستَ الذي قد صارَ عَدلُهُ فِي الورى
خطِيبــاً وَعُـودُ الحـقّ فِيـهِ قِـوامُ
وَجــرَّدتَ فِــي ذَاتِ الإِلَـهِ صـَوَارِماً
تصــُولُ بهــا والعَــاجِزُونَ نِيَـامُ
ضـربتَ بهـا التَّثلِيـثَ للحَتفِ ضَربةً
فلَــم يَبــقَ بَعـدُ للصـَّلِيبِ قِيَـامُ
وأمطــرتَ وَبلاً بالمخــازنِ قطــرُهُ
بمــوتَِ الأعَــادِي بُنــدُقٌ وســِهَامُ
فكـم لَـك فِيهَـا مِـن سُيولنِ مواكبٍ
طَلَعــتَ بهَـا كالبَـدرِ فيـهِ تمَـامُ
وَحَولَــكَ عُقبَـانُ الكُمـاةِ تسـَاقطَت
لِبَطِشــِهَا يَــومَ الأعَــادِي وَهَــامُ
تزاحَــمَ قُضــبَانُ الوَشـيجِ كأنَّمـا
تــرُومُ عِنَــاقَ المـوتِ وهـوَ زُؤامُ
عَوامِـلُ تُبـدِي الفَتـحَ بَعـدَ خفَائِهِ
وتصـــحَبُها عِنـــدَ النَّوَاصــِبِ لاَمُ
وَلاَحَ وَمِيـــضُ المرهَفَـــاتِ كــأنَّهُ
وَمِيــضُ نُجُــومٍ وَالــدَّيَاجي قَتَـامُ
فَــأبرَزتَ فَتحــاً دَوَّخ الأرضَ صـِيتُه
وزَيَّــنَ اشــتَاتَ المَعَــالِي نِظَـامُ
إذا لِلعِـدَى ألَّفـتَ عَزمـاً ومُرهَفـاً
فـــإنَّ نَتِيجَــةَ القِيَــاسِ حِمَــامُ
كأنَّــكَ فِــي غَـابِ الخِلاَفَـةِ ضـَيعَمٌ
فهَـل لِرُعـاةِ البُهـمِ فيهـا مَـرَامُ
فيُمنَـاكَ مجمَـعُ العَطَايَا ومَنبَعُ ال
مَنَايــا فلِلجِنســَينِ فيهَـا زَحَـامُ
نوالُــكَ غيــثٌ جَلَّــلَ الأرضَ صـوبُهُ
وفتــحٌ جَنَـى زهـرِ الأمـاني كِمَـامُ
رُوَيـدَكَ فافعَـل مَـا تـراهُ فإنَّنَـا
نَـرَى الـدّهرَ شـيئاً قَد تَبَنَّاهُ حَامُ
كســوتَ بحمــراءِ الحواضــِرِ حُلَّـةً
تضـــَاءَلَ بَعـــدّادٌ لَهَــا وَشــَآمُ
فتــاهت بِهَــا الَّـذِي أنـتَ ذُخـرُهُ
لَــهُ مِــن حِمَــاكَ حُرمَــةٌ وذِمَـامُ
علَيـكَ أبـا العبَّاسِ مِن طَيبَةَ التي
بهـــا المصــطفى تحيَّــةٌ وســلامُ
أبو عبد الله محمد بن علي الفشتالي.من شعراء السلطان أحمد المنصور السعدي ومن وزرائه وسفرائه إلى السلطان العثماني.له (نظم وفيات ابن قنفذ وتكملة ابن القاضي) قصيدة لامية، في الرباط (487 د) تراجم.